20 | قنبلَة أسفلَ مقعدِه!

126 31 167
                                    


12:58 ظهرًا،
23 فبراير 2016~

رن هاتف كارتر النائم بعمق من طول طريقهما، فهزه إيفان ليستيقظ ويرد على هاتفه، ومَا إن فعل حتى أفزعه صراخ إمرأة يعرفهَا جيدًا :
- أيها الرئيس لقد إنفجر مرآب سيارتك !

فتحَ ديفيد عيناه على وسعهمَا ليصرخ بهلع:
- ليزا ! إبنتي!

ردَت عليه المرأة وبالكاد إستطاع أن يتبين له صوتها وسط الأصوات الكثيرة التي تدل على أنها في مكان عمومي:
- لا تقلق إنها مَعِي، لكن هل تعلم أين المحقق هانز؟

قالَ ديفيد بنبرَة هادئة بعد أن إطمئنَ علَى إبنته:
- هو معِي، في سيارته

هنا سمعَ صرختها الخائفة لتقول :
- اللعنة، توجد قنبلة أسفل مقعده!

تصنمَ ديفيد ناظرا إلى صديقه بخوف شديد، أما إيفان الذي كان يستمع إلى إتصالهمَا بتركيز تحسس أسفل المقعد ليومئ لَه بعد أن لمسَ مجسمات غريبة
قالت المرأة من الهاتف لينتبه المفتش إلى الاتصال مجددًا:
- أين أنتمَا؟

ردَ الآخر مباشرة:
- على بعد 5 كيلومترات من مانشستر

ليسمعَا أنها كانت تحادث شخصًا آخر ثم تخاطب المفتش وتغلق الخط:
-سَأطلب مِن رئيس المركز أن يرسل متخصصي فك القنابل في المروحية
توقفا في أقرب مكان، سنحاول أن نصل قريبا

ترك ديفيد هاتفه يسقط مِنه بإهمال لينظر إلى صديقه الوحيد بقلب مرتجف إلا أن إيفان ركنَ سيارته على جانبِ الطَريق

ثمّ نظرَ له وإبتسمَ بصدق، وحملَت مقلتاه الداكنَة نظرة من نظراته القليلة الدافئَة وأردف بنبرَة هادئة جميلة تُسمعُ الأصمّ فتشفيه :
- أنتَ تعلم بأنني لن أموت بهذه السهولة، فلتقلق على إبنتك!

وكَان رد ديفيد.. بأن عيناه أدمعت..
ليقول مثبتًا بَصره عَلى عيني الآخر، بل إلَى روحه
- لكنكَ عائلتِي..!

هنا فرق إيفان شفتيه بدهشة مِن مشاعر غريبَة أطلتٔ عَلى قلبه
ليبتسِم ديفيد ويقول بصوت مرح متزامن مَع تحرر بعض من دموعه التي كان يحاول حبسهَا
- مَا خطبُ وجهك؟
إيفان أنتَ وليزا كل مَا أملك!
أتصدق أننِي أحبكمَا بنفسِ القدر؟
أظن أنه يجبُ عليّ تبَنّيك !

أتعلم
سَابقا، في السَنوات الأولى من إلتقائي بك، كنت أستغربْ من السبب الذي يجعلك تحاول الإبتعَاد عن الناس وإخفاء نفسك عنهم وإخفاء مشاعرك
وكيف أنك لم تملك لا صَديقّا ولا حبيبًا طوال حياتك

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن