33 | رقصَة مع النسر

119 22 83
                                    


12:03 ظهرًا،
25 فبراير 2016~

النوم ملجئٌ لمن يعذٌبه عَقله

كانت هذِه عبَارة دائمًا مَا ردّدَتهَا، فلِكثيرة تفكيرٍ مثلها لطالمَا كان النوم ملجئ لها من كل شيء، حين تتعب، حين تحزن، حِين تشعر أنها تريد البُكاء، حين يعاتبها قلبها، حين ينبض قلبها له، حين لا تقدر على التوقف عن التفكير وتشعر أنّها ستجن
كانت فقط تغمض عيناها وتبدأ بالتنفس ببطئ تحاول الإسترخاء فتنام

لكن مؤخرا، بل قبل سَنوات قليلة أصبحَ ملجئهَا هذا رثًا قبيحًا لا ترتاح فيه بل صَار سجّانها ومُعَذِبها الثانِي

كوابيس وذكريات مظلمة تسحبهَا إلى الماضي وتُذَكرها بأشياء هي نامت لتهربَ مِنهَا

والملجئ صَار مُهلِكًا لروحهَا

فتحت زرقاوتيها المنطفأتين والدمعتين بعد كابوس آخر، وَبعد سماعها صوتَ طرق على الباب قالت ببحة وبصوتٍ حاولت جعله عاليًا:
- أنا مستيقظة

ثمّ أغمضت عيناها بتعب ونعاس من الساعات الكثيرة التي كانت تحارب كوابيسها بهَا، وعادت الى النوم مباشرَة، فسمعت وقع خطوات غاضبَة وسُحبَ اللحاف الذي يغطيهَا وصوت أنثوي صارخ صفعَ أذنها:
- فلـور سأموت على يد هولمز بسببك لقد أخبرته أنكِ مُستيقظة منذ ربع ساعة!

تمتمت فلور تخبئ عينيها بيديها :
- ما الذي تهذين به فيونا لقد أتيتِ فقط قبل ثواني

صرخت الأخرى تهزها بقوة :
- إنهضي! لقد أخبرنِي أن الأمر طارئ!
لقد وصلته رسَالة أخرى من ماكسويل وهو ينتظرنا لنجتمع ويقوم بفتحها

نهضت من السرير بسرعة وأشارت لفيونا أنّها ستجهز نفسهَا وبعد أن فعلت خرجت إلى غرفة إيفان الموجودة بعد ثلاث غرف من خاصتها، دخلت فوجدت جميع الناجين من المرحلة الأولى من اللعبة جالسين ينتظرونها، فبدأ إيفـان القراءة بملامحَ جادّة :

وأخيرًا حانت اللحظة حَان لقاء سيد اللعبَة
رقصات وأقنعَة وسمٌ يُداس فِي ظلال الخُطبَة
حفلة لا تقلقوا لا دماء ولا لكمات في الحلبَة

تمتمَ ديفيد :
- حفلة مُقنّعة إذا!

قاطعهم صوت طرقات على الباب ودخول سيدة ترتدي ثياب خادمَة بعد سماح صاحب الغرفة لها ثم قولها:
- لقد حَان وقت الغداء أرجو منكم مرافقتِي


.

إقتربَ الطبيب جون وود من المحقق هانز يخاطبه بعيون مدمعة يمنع نفسه من معانقته لعلمه بأن صديقه لا يفضل هذا النوع من الملامسات:
- سعيد أنه لم يصبك أي مكروه!

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن