10:02 صباحًا،
23 فبراير 2016~رمى الكِتابَ بقوة على مكتبِه الخشبِي الكبير مما أدى إلى وقوع كوبه المفضل عل الارض وتناثره إلى قطع زجاجية صغيرة مع إنسكاب قهوته التي أصبحت باردة بالفعل وهو لم يشرب منها سِوى رشفات قليلة، ثمّ نهض من مقعده وتوجه نحو الاريكة الرمادية متكئا عليها، وتخللت أصابعه خصلات شعره العسلي المطابق لِلون عينيه، مَاسدًا فروة رأسه، ثم أسدَل رموشه مغلقًا عيناه بِتعب
لكنّ دموعه سَالت جاعلة إياه يمسحها بخشونة خاصّة بعد أن سَمع خطوات مقتربة من الباب، لكن الباب فتحَ قبل أن يخفي دموعه
ظهرَ مِنه رجل على وجهه مسحة من الوسامة، داكن الأعين وكذلك هي هالات الإرهاق أسفلها واضحَة، بني الشعر، وقد طالت خصلات شعرِه ولحيته ليبدو مظهره فوضويًا
إلا أنّه رغمَ مظهرِه المتعبِ هذَا تقدمَ بظهرٍ مستقيم وخطوات غاضبَة ليردف صارخًا بعدَ أنْ رأى الكِتاب مرميًا والكوب مكسورًا وصاحبَ المَكتبِ يخفِي وجهه بيديه :
- المَقر مقلوب رأسا على عقب، وكبير مفتشين سكوتلاند يارد الحساس يبكي هنا من أجل رواية مَا!صرخ صاحب المكتب والذي تبين أنه مفتش من سكوتلاند يارد، دون أن يرفع رأسه:
- اللعنة عليك أيها الوغد لما لم تخبرنِي أنّها ماتت!قطّب المُخَاطبُ حاجبيه مستغربًا من كلام صديقه المُبهَم وقال:
- مَا الذِي تهذِي بِه ؟رفعَ صاحبُ الأعين العسلية رأسه وإبتعد عن الأريكة ناويًا قول شيء مَا إلا أنه بمجرد أنْ رأى وَجه ضيفه قهقه بصخبٍ شديد وهو يمسكُ بطنه بغير تصديق، وقال بتقطع :
- وجهك..!
أنتَ تبدو كرجل كهف !مَا إن أراد الآخر أن يتقدم نحوه ويحطم وجهه فُتحَ الباب ليظهرَ مِنه شابٌ بزي شرطي يلهث وهو متعرق جدًا وبدى كأنه جرَى أميالا وقال بصراخ مخاطبًا الإثنان:
- سَيدي المحقق، المفتش كارتر
لقد وردنا إتصال بأن المشتبَه بِه هرَب !نظرَ المُحقق إلى صديقه بغضبٍ شاتمًا إياه وخرج مع الشرطي الشاب صافعًا الباب بِقوة
ليمسَح المفتش دموعه لكن من الضحك هذه المَرة، ثم يحمل سترتهُ السوداء المرميَة أرضًا ويلحق بهمَا، وهو يصرخ بمرح لاكمًا الهوَاء:
- بعض الإثارة وأخيرًا... بعد وقت قصِير .
صعدَ المُحقق إلى سَيارته مسرعا بملامحَ غاضبة وشغل المحرك لينطلق إلّا أن صوتَ أحدِهم ينادِي بإسمِه أوقفه ثم طرق خفيف على زجاج نافذته ليفتح الباب لصَديقه المفتش كارتر
أنت تقرأ
على جرف النهايـة
Mystère / Thrillerهل تسَاءلتمْ يومًا لَو أنّ المجرِمَ حَقا مُجرم، وَالضحيَة ضحيَة؟ . بعدَ أنْ كانَا صَديقين حَميمين وإفترقَا غصبًا جمعتهمَا لعبَة قتلٍ لشخصٍ مُختلٍ فِي قطار سياحِي هيَ كَانت أنثى إجتمعَ العالمُ علَى قتلِها، فباتتْ جثة خاويَة متمسكَة بخيطٍ رفيعٍ هو مَ...