35 | إيجَـاد الجُثـث

207 24 49
                                    


صدَاع كالصراخِ دَاخل نفقٍ طَويل مُوحشٍ، يتفرغُ صَداه فِي أذنيهَا لا فِي أرجاء الفضاء
تجاهلتْ الألم الذي ينهشُ عظامها بسببِ سقوطهَا من السلالِم ووقفتْ تترنح وتضغط بيديهَا على رأسِها

أهوَ صُداع فقط؟
أمْ تصَدع فِي روحها؟
أمْ كليهمَا وفِي قلبهَا معًا؟

إستدَارت بعينيهَا إلى المَرأة التِي كانت تجري وراءهَا وتقتل كل من في طريقها ثم نقلت مرمى بصرها أمامها إلى الرجل الذي قتل المرأة بطلقة مسدس..

لَم تكن مركزة مَع مَا يقوله ولا إلى قدميها الخائرتين اللتان خانتاها فسقطت أرضًا، فقد كانت في قاع بحر من التساؤلات

كيف ترك له ماكسويل مسدسه؟ ألم يأخذ جميع أسلحتهم؟ بل هل كان لديه مسدس أصلا؟ أليس طبيبا؟ ما الذي قد يفعله الطبيب بمسدس؟

بل منذ متى أصبح القتل كلقمَة سائغة؟

لمَحتْ يديه ولم تكونا ترتجفان، ولا نظرة عينيه القلقة نحوها تملك ولو قليلا من الرعب، الحروف تنساب من حلقه بإعتيادية وتنفسه منتظم

- آنسة فلور أنا أحادثك! هل أنتِ بخير؟

أعادها صوته إلى الواقع، حدقت بوجهه مطولًا ثم فجأة بدأت بالقهقهة، قهقهت بقوة حين عاد بها عقلها إلى جملة سمعتها من أحدٍ مَا

"جميعنا مُجرم وجميعنا ضحيّة
جميعنا قاتِـل وَجميعنا مَقتـول"

قالها داركولا الذي لا تعلم حتى إن كان صاحب أرواحهم أو دمية مسرح مثل ما كانت هي يومًا
فصرخت وسط قهقاتها وزرقاوتيها بدأت بنسج الدموع:
- مَن الضحية؟ مَن المجرم؟ مَن الشرير في القصّة؟


______


09:38 صباحًا،
26 فبراير 2016~

- محقق هانز لقد إختفت الجثث!

- ماذا تعنين بذلك!؟

- الجثتان! جثة الخادمة وجثة الآنسة ويليامز!

تخطاها إيفان يدفعها دون قصد عن باب غرفته بقوة كادت تسقطها هي العجوز المُقبلة على سِن الستين وراحت قدماه تجري أسفل السلالم إلى غرفة وضعوا بها الجثتين أثناء فحصهم لهما، دخل فوجدَ فلور كارفين تجلس القرفصاء أمام قماش وضعوه أرضا، أي المكان الذي كانت الجثة فيه

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن