05 | إنهيَارٌ للمرَة الثانيَه

278 70 111
                                    

09:40 ليلًا،
31 ديسمبر 2011~

مَا إنْ أغمضتُ عينايَ لأنام، إنقطعتْ الكهربَاء وأظلمَ القطار، تعالتْ أصوَات الركاب مُستفسِرين عَن العُطل، فانطلقَ صوتُ القبطانِ مِن مكبرات الصَوت قائلًا بأنْ لَا نقلق وسَتعود الكهرباء فِي غضون دقائق، أغمضتُ عينيّ مُحاولَة النوم وَمتجاهِلة الأصواتَ حولِي، وعندمَا عادتْ الكهرباء صاحتْ إحدى الراكبَات :
-

زوجِي ديميتري إنّه لَا يتحرَك !


خاطبَها فلورنس بعدَ أنْ إستقامَ مِن مقعدِه وإتجه نحوَها وزوجَها :

- لا تقلقِ يَا سيدتي ربمَا هوَ نائم بِعمق فحسبْ، هلْ تسمحِين لِي بِفحصِه؟

أومأتْ موافقةً، ففحصَه وَقام بعدَ عدة ثواني مربتًا علَى كتِفها وقالَ بِحزن :

- أسف لكِ سَيدتي .. إنه ميت لابدَ أنّها سَكتة قلبيَة

صرختْ المرَأة بألم وقالتْ بحروف متقطعة بسببِ شهقاتِها :

- كيفَ هذَا لقد كَان بِخير يتكلمُ وَيضحكُ مَعي قبلَ لحظاتْ .. كيفَ هَذا؟ كيف؟

ربّتَ إريك علَى ظهرهَا مُحاولا مواسَاتها بعد :

- مِن الطبيعِي الإصابَة بِسكتة قلبيَة لمَن فِي عمرِه سَيدتِي .. أسفٌ لَك

صاحَ العجوزُ هاريسون قائِلا:

- كفَى نحيبًا يَا امرَأة جميعنَا سَنموت .. أصمتِ فحسبْ وتوقفِي عَن إزعاجِنا لستِ الراكبَة الوحيدَة هنَا

كلامُه قاسي قليلًا، لكنَه مُحق بشكلٍ مَا

زادَ صوتُ بكائِها مِن كلامِه فصرخَ عليهِ فلورنس مردفًا :

-أينَ إنسانيتكَ يَا هَذا ألا ترَى أنّها فقدتْ زوجهَا منذُ لحظاتْ !

وصرخَ علَيه الألمانِي:

- رجاءًا فلتصمتْ أيّها السَيد هِي لمْ تُزعج أحدًا سِواك!

عادَ فلورنس إلَى مقعدِه متجاهلًا شتمَ العجوزِ لَه بعدَ كلامِه، وأخذَ يعبثُ بهاتفِه ثمّ توقفَ فجأة ورفعَ رأسَه نحوِي :

- سَأذهبُ إلَى الحمَام

أردفَ الألمانِي بعدَمَا سمِعه فقدْ كان جالسًا يسَاره مِن الجهَة الأخرَى :

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن