09:30 ليلًا،
31 ديسمبر 2011~
عادَ الجَميعُ إلَى مقاعدِهم وجلستُ محاولة تذكرُ هذا الرقمَ الهائل مِن الأسمَاء، وفلورنس بِجانبِي يحاولُ النَوم، جديًا هلْ يوجد مَن ينامُ فِي رحلةٍ سياحيَة!؟
يَبدو أنّ الرحلَة ستكونُ مملَة جدا!
تذكرُت أننِي لمْ اسألهُ عَن كيفيَة مَعرفتِه لعمرِي، فسألتُه :
-سيد جيراردو، كيفَ عرفتَ أننِي فِي الثامنَة عشر؟
- مجرَد تخمِين، أنتِ تبدِينَ صغيرَة جدًا ومِن المستحيلِ أنْ تركبِ قطارًا سياحيًا لوحدكِ فِي هذَا الوقتِ المُتأخِر إن كنتِ أقلَ من الثامنَة عشر، وأيضًا أخبرتِني أنكِ هربتِ مِن منزلكِ
نظرتُ لُه بشكٍ، فضربَنِي علَى مقدمَة رأسِي بِرفق وقالَ:
-مَا بالكِ تنظرينَ لِي هكذَا؟ وأيضًا أخبرينِي لمَا هربتِ مِن منزلكِ؟ مِن حقِي أنْ أعرفُ
- لمَا سَأخبركَ؟
- لأننَا أصدقاءُ الآن..
بقيتُ أنَاظرُه ساكنةً لثوانِي فإستبدلَ نبرتَه المرحَة بِأخرَى حزينَة وقالَ بِهمس:
-ألسنَا كذلك..؟
- بلَى بلَى نحنُ كذلِك
إرتسمتْ علَى ثغرِه إبتسامَةٌ واسِعَة وداعبَ سمعِي لحنٌ مُريح أضنُه ضِحكَة؟
تبًا له فحسب، لمَا عليه أن يكون جميلًا هكذا؟
فقلتُ دونَ وعِي كأننِي مخدرَة:
-أشعرُ أننِي علَى قيدِ الحيَاة..
إقتربَ مِني حتىَ إختلطتْ أنفاسنَا ودفّئَ عينَاي بنظراتِه وقالَ بعدَ أنّ أعادَ خصلةً شريدَة ورَاء أذنِي:
-إذنْ عدينِي أنْ تبقَي علَى قيدِها لعشرِ سنواتٍ أخرَى
قلتُ ووجنتَاي لبستَا فستانَهمَا الوردِي إحراجًا مِن قربِه:
-أعِدك..
قهقهَ بهدوءٍ قائلَا بعدَ أنْ إعتدلَ فِي جلستِه وقرصَ وجنتِي:
-كمْ تبدِينَ لطيفَة هكذا، أنتِ تذكرينَنِي بأختِي الصغرَى
إبتسمتُ ثمَ أشحتُ بنظرِي نحو النافذة يمينِي ودموعِي تكافحُ لتخرجَ، أنَا كنتُ أقاومُ نفسِي لكِي لَا أُقبِلَه وهوَ يخبرنِي أننِي أُذكِره بِأخته!
دمعَة، ثمّ دمْعة، تلِيهَا أخرَى..
بلْ هِي سيلُ أحزانٍ متدفقْ، هِي الودقُ بعدَ دَهرٍ مِن الجَفاف
ظننتُ إحترَاقِ قلبِي جففَ وِديانَ دموعِي، فلمَا أبكِي الآن؟
أنت تقرأ
على جرف النهايـة
Mystery / Thrillerهل تسَاءلتمْ يومًا لَو أنّ المجرِمَ حَقا مُجرم، وَالضحيَة ضحيَة؟ . بعدَ أنْ كانَا صَديقين حَميمين وإفترقَا غصبًا جمعتهمَا لعبَة قتلٍ لشخصٍ مُختلٍ فِي قطار سياحِي هيَ كَانت أنثى إجتمعَ العالمُ علَى قتلِها، فباتتْ جثة خاويَة متمسكَة بخيطٍ رفيعٍ هو مَ...
