23 | خِنجـر ورسَالــة!

139 30 55
                                    

الحيْرة أن تَكُون بَيْن البَيْنِ والْبَين، تَطفُو وحيدًا فِي مُنتَصَف اَلمحِيط لَا أنتَ غَارِق ولَا أَنتَ عَائِد إِلى اليابسَة

مُحتار مُتَردد تُنَاجِي عَقلَك عَلَّه يَرأَف بِك، وَيرشِدك إِلى سَبيل الاخْتيار، إِلى الخيَار اَلصحِيح اَلذِي لَن يُسَاورَك لَا ندم ولَا هَمٌ بَعدَه

وَكذَلِك هِي حَالته الآن..
حِين خُيّرَ بَيْن حُرِيته هُو المتمَرد وبيْن سَلامَة صَديقِه، عائلَته..

يَنظُر مُطَولا إِلى الرَجل أمَامه اَلذِي رَغْم كِبر سِنِّه لَازال مُحافِظًا على لِياقَته وَصِحتِه فلَا هو يشكِي مِن داءٍ ولَا غَمْ، يَبتَسِم بِطريقة اِسْتفزَته هُو اَلذِي اِعتَاد أَلَّا يُحرِّك مَشاعِره شيء
فبعد أنْ قَدَّم الرَّجل نَفسُه بِأَنه يُدعَى ماكسويل براون طلبَ مِنْه أن يَتَحدثَا على اِنفِراد ثُمَّ أن يسْبقه إِلى هَذِه اَلغُرفة، فَفعَل مُنتظَرا إِيَّاه لِيأْتي بَعْد دَقائِق يُخْبِره عن عَرضِه، بل أن يَأمُره أن يَفعَل

ومَا زاد مِن غَضبِه الآن هُو سُؤَال براون هذَا :
- إِذن مَا رَأيُك سَيِّد هانز ؟ هل ستفرِّط بِهَما؟

صكّ أسْنانه وأحْكم على قَبضَتِه يُحَاوِل التَّحَكم بِغضبه، يسْأله عن رَأيِه، عن رَأيِه فِي الأمْر الجنونيِّ اَلذِي طلب مِنْه أن يفْعله، بل هَددَه أن يَفعَل

يُريد قَتلُه الآن بِشدَّة ، كَيْف لِهَذا العجوز الخرف أن يُهَددَه ، يُريد قَتلُه ومَا يمْنعه سِوى رجاله المدجَّجون بِالْأسْلحة المُنْتشرين فِي زوايَا القاعة، التِي هِي مَكتَب بروان هذَا

صحيح أَنَّه غَاضِب جِدًّا الآن، إِلَّا أَنَّه لَيْس غَبِيًا لِيخاطر بِحياته

إِيفَان هانز عَصبِي لَكنَّه لَم ولن يَكُون غبيًّا!

أَجَاب المحقق بِسؤال :
- مَا اَلذِي يَضمَن لِي أَنَّك لَن تُؤْذيهَا ؟

اِبتسَم براون بِاتِّسَاع قائلا بِنبْرة مَرحَة عَكْس تهْديده اَلمُبطن :
- إِنَّ أذيَّتَهَا سَأؤذِي والدهَا، وَإِن اِمْتنَعتْ عن ذَلِك لَن أُؤْذِي ثلاثتكمَا

فَهْم إِيفَان قَصدَه بِوضوح هُو يُخْبِره أَنَّه أَصبَح الآن لُعبَة بَيْن يديْه، يُطبِّق أَوامِره
وإنَّ فِكْر بِأن يوهمه بِأنَّ الفتَاة غَيْر مُهمَّة لَه، سَيؤذِي والدهَا أيْضًا، وَإِن أَظهَر أَنَّه لَا يَهمُّه سَيجِد نُقطَة ضعف أُخرَى لَه، ثُمَّ سيقْتله هُو أيْضًا، وكيْف عرف عن حَياتِه الشَّخْصيَّة لَيْس شَيئًا يعلمه

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن