07 | لعبَة قتـل

232 58 148
                                    

10:06 ليلًا،
31 ديسمبر 2011~

إنطلقَ صوت قبطانِ الرحلَة مِن مكبراتِ الصوتِ قائلًا بنبرَة مرتجِفة، مختنقِة الحروف:

" إنّي لستُ مُجرمًا بل للخير أسعَى
رأسٌ فيدٌ مبتورَةٌ فجثثٌ ذاك مَا أهوَى
والظُلّام آخذهم بشوشًا فهمُ الهدايا
وللدماء توّاقٌ وقلبِي مُشتهِ الضحايَا
فيَا متفرجِي العرضِ كيفَ هِي الأغنية
لَكمْ لعبَة أخيرَة ونهدِي الفائزَ الأُمنيَة
جريمَة مُعلقة بأعينٍ مُقتلعَة هِي ذي الأمسيَة
إخترَ الرقم الخاطِئ وَدِّع عنقِكَ هذِه النِهايَة
قبلَ الشروقِ الأول داخِلَ الجُدرانُ الدَاميَة
وَعلَى جرفِ النهايَة تُخلّد مَا تسَمَى الحِكايَة "

سَاد صمتٌ مخيفٌ المقصَورة كلٌ يحَاول إستيعابَ الوَضع، صاحَ العجوز هاريسون قائلًا :
-هلْ هَذه مزحَة أمْ ماذَا أوقفْ القطَار اللعينْ !

عادتْ الكهرباء مباشرَة بعدَ إنتهائه مِن الكَلام، إستقمتُ مِن مضجعي صارخَة :
-لقد فهمتُ الوَضع

لكنْ مَا قابلنِي هوَ الصمتُ وتحديقُ الركابِ بِذعر نحوَ مكانٍ واحِد ورائِي، كنتُ سَألتفتْ لكنْ أغمضَ فلورنس عينايَ بكَفِه :
-لا تنظرِي!

أبعدتُ يدَاه عنِي بِعنفٍ وإلتفتُ مستغربةً فتصنمتُ مِن هولِ المنظر؛ تيريزا ممسكَة بِخنجر مغروسٍ فِي صَدرها وجالسَة أرضًا سادةً بابَ المقصورَة ميتة ..

سرعان ما استعدُت ملامحِي العاديَة تزامنًا مع نحيبِ الركَاب وصرَخاتهِم المذعورَة وزوجُها إيرك منهَار تمامًا، صرَخ فلورنس :- إهدئوا لن يساعدَ صراخكم في شيء، أنتم تزيدونَ الأمرَ تعقيدًا فحسبْ !

بعدَ أنْ هدَأ الجَميع خَاطبتُهم :
-إنّها لعبَة قتلٍ لِشخصٍ مُختل، لنْ يزيدَه خوفكُم إلا متعةً 

أردفَ هاريسون شادًا خصَلات شعره البَيضاء :
-لعبَة ماذَا ! أوْقفوا القطَار لنْ أبقى دَقيقة أخرَى هنَا ، لعبَة قتلٍ قالْ

قلتُ صارخَة بنفاذ صبر :
-تبًا لك أصمت سَتستفِزه ويقتلُ شخصًا آخر، لستَ الوَحيدَ الخَائِفَ هنَا

ردّ عليّ صارَخّا بِشكلٍ أقوَى:
-هلْ ترينَنِي خائفًا؟ لقدْ تعاملتُ مَع هَؤلَاء المُجرِمين طِوَال حياتِي كلُ مَا يُجيدونَه هوَ الكلَام

قلتُ انهي النقاش:
-إذنْ لَا تَقلْ أنَنِي لمْ أُحذِرك !

قالَ إيريك :
-لكلِ لعبَة قوَانينُها، ماذَا عَن هذِه؟

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن