28 | اللعبَةُ المـنتظرَة

112 29 95
                                    

وَهوَ يَنظُر إِليّ بِابتسَامته البريئة
تَذكرَتُ أَننِي أَستطِيع الإعتذار
وَلكِن على مَاذَا سأعتَذِر؟
هل يُفْلِح جَبْرُ كَسْرٍ فِي قَلْب مُحطَّم؟
على مَاذَا سأعتذر؟
هل يُفيد اَلبُكاء على قَلْب اِفْترستُه بِأنْيابي؟
على مَاذَا سَأعتَذر؟
هل سيحيَا قَلبٌ مزَّقتْه بِخِنْجَري ؟

بَعدَ كُلِ هذَا اَلبُكاء
بَعد كلِّ هذَا الصرَاخ
بَعد كُلِ هذَا الألم
بَعدَ تَحطُّم كُلِّ آمالي
بعد نَفَاذ كُلِّ أفْكاري
لَازلتُ أَرانِي
" الخطيئـة "
اَلتِي لَن تُغفَرَ أبدًا..

- فلـور لِمَا قَتلتنِي ؟

بَعدَ كُلِّ هَذِه السنوات، لَازلْتَ أَنْت
لَازلْتَ أَنْتَ الرَّجل اَلذِي أُحب
لِمَا يَحدُث هذَا ؟
لَقد ظننْتُ أَنهَا النِّهاية
لَقد ظننْتُ أنَّ قتلِي لَكَ سَيكُون نِهاية حبِي لَك
لَمَا لَازلْتُ هُنَا؟ لَمَا لَازلْتَ أنت؟
لَمَا لَازلْتَ فِي قَلبِي؟
لََا بَأْس، البأْس بِي

يومًا مَا سيتذكَّرنَا شَخْص مَا
رُبمَا لَيْس الآن، لَكِن فِي زمن مَا
سيتذَكَّر العالم أَنَّه فِي مَكَان مَا فِي هذَا العالم
وَقعَت اِبْنَة الشَّيْطان فِي حُبِّ الملَاك الطَّاهر
وَمِن شِدَّة حُبهَا لَه، قتَلتـه..

لمْ أرفعْ نظري عنْ الأرضِ أحركُ الأرجوحةَ التي أجلسُ عليها ببطءِ شديدٍ، فنهضَ عنْ الأرجوحةِ الثانيةِ بجانبي وجلسَ القرفصاءَ أمامِي وأردفَ قائلاً بابتسامةٍ حزينةٍ :
- هلْ إقترقتُ ذنبًا ما؟ هلْ آذيتكِ؟ سامحيني، انا لَن أرغبَ بإيذائكِ أبدًا!
هـ هلْ إثمي أنني أحببتها؟ لكنكِ تعلمينَ أنَ القلبَ يختارُ منْ يشاء..
أخبرينِي
زهرتِي لمَا قتلتنِي ؟

امتدتْ يدهُ تمسحَ دمعتي التي سالتْ منْ مقلتي، لأرفع نظريٍ نحوهُ لكنَ عيناهُ تغيرتْ إلى لونٍ أزرقَ يماثلُ لونَ عينيّ ثمَ تغيرَ وجهه، لأصرخَ برعبِ مبتعدةٍ عنهُ بنفورٍ بعدما اتضحتْ لي هويتهِ، وَوقعتْ منْ الأرجوحةِ أزحفُ مبتعدةٌ عنهُ وأنا أصرخُ حتى أمسكَ بخصلاتِ شعريٍ يرفعني عاليا فشعرتُ بفروةِ رأسي تكادُ تقتلعَ، وقالَ يقهقهُ بصخبٍ :
- هلْ تريدينَ أنْ تعرفيَ لما قتلتِه؟
لأنكِ مَريضة، لأنكِ مختلة، لأنكِ ابنتِي!
لأنكِ خطيئةُ كارفيـن!

نفيتُ أضربَ أذنايَ ورأسي بقوةِ أصرخ
أنا لمْ أقتلهُ، أنا لمْ أقتله
أنا لستُ خطيئة، أنا لستُ خطيئةً كارفيـن
أنا فتاةٌ عاديةٌ أكبرَ أمنياتها عيشَ حياةٍ طبيعيةٍ معَ عائلةٍ تحبها

على جرف النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن