١-إختطاف

2.7K 60 14
                                    

"أحياناً تصفعنا الحياة و نسير بطرق مخيفة و مُعتمة رُغما عنا، لا نستطيع العودة و يصعب علينا البقاء و لكن لا نملك إلا أن نسير و نتحمل الصعوبات و قد نفذت الخيارت، نتألم، يحترق داخلنا، نبكي، نصرخ، نشعر بإختناق أنفاسنا و لكنها لم تنقطع بعد، مازلنا أحياء، مازال القلب ينبض رغم غصته و تألمه لذلك نتابع السير بطريقنا علنا نصل يوماً ما لطريق آخر نجد به الدفء و الآمان مرة أخرى".

بليلة هادئة بمنزل يغمره الدفء و السعادة و الحب ينعم شاب بنوم هادئ يُدعى أنس و لكن فجأة ينقلب الوسط و تنقلب حياته رأساً على عقب.

إستيقظ أنس من نومه فزعاً على صوت إطلاق أعيرة نارية بالمنزل فينتفض من الفراش و يهم للخروج من الغرفة و لكنه يفاجأ برجال مسلحون يقتحمون غرفته فيبدأ العراك بينهم، يقاتلهم ببراعة و لكن لكثرة عددهم يتغلبون عليه و يضربونه ضرباً مبرحاً و يطلقون عليه بالأعيرة النارية فيسقط غارقاً بدمائه.

يغادر المقتحمون المكان فيتحرك أنس بصعوبة و ضعف يحاول الخروج من الغرفة ليطمئن على أسرته، جاهد و تحامل على نفسه و هو يمسك بجرحه يستند على ما يقابله حتي وصل نحو الغرف و وجد والده غارق بدمائه و والدته أيضاً و شقيقه الذي يرقد بجانبهما مصاب و لكنه يحاول مساعدة والديه و لكن لشدة إصابته يستسلم للظلام هو الآخر.

خفق قلب أنس يعتصر الألم قلبه و إختنقت العبارات بعينيه، إقترب منهم و جثى جانبهم يتفحصهم و هو ينظر حوله يتأكد من خلو المكان من المسلحين ثم وضع يده يتفحص نبضهم ليتبين إن فارقوا الحياة أم لا ثم أمسك بهاتفه و قام بالإتصال بأحد الأرقام، أنس بصوت متألم و غصة بحلقه:
"في ناس هجمت على بيتي، إبعتوا إسعاف بسرعه".

مجهول بصدمة:
"هبعتلك إسعاف و القوات هتتحرك حالا، حافظ على نفسك لحد ما نوصل".

سقطت يد أنس بالهاتف و قد خارت قواه و سقط ممدداً لم يعد يقوى على المقاومة حتى إستسلم للظلام.

بعد أسبوع إستعاد أنس وعيه، فتح عينيه ببطء بعد عدة محاولات حتى نجح بالأخير وجد صديقيه يزن و هشام يجلسان على المقاعد المجاورة لفراشه، إنتفض هشام و يزن عندما رأيا صديقهما يستعيد وعيه و هرول هشام يطلب الطبيب ليطمئنه على صديقه و بالفعل أتى الطبيب و تم فحص أنس ثم غادر و ظل أنس مع صديقيه بمفردهم، سألهم أنس بإعياء:
"أهلي حصلهم إيه؟".

أجابه هشام بإشفاق و حزن:
"متقلقش حالتهم مستقره".

"ياسمين رجعت البيت، عرفت؟".

كان أنس يقصد زوجته فنظر هشام ليزن لا يعلم ماذا يقول فتنهد يزن و قال بحزن:
"ياسمين ملهاش أثر".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن