"أحياناً تصفعنا الحياة و نسير بطرق مخيفة و مُعتمة رُغما عنا، لا نستطيع العودة و يصعب علينا البقاء و لكن لا نملك إلا أن نسير و نتحمل الصعوبات و قد نفذت الخيارت، نتألم، يحترق داخلنا، نبكي، نصرخ، نشعر بإختناق أنفاسنا و لكنها لم تنقطع بعد، مازلنا أحياء، مازال القلب ينبض رغم غصته و تألمه لذلك نتابع السير بطريقنا علنا نصل يوماً ما لطريق آخر نجد به الدفء و الآمان مرة أخرى".
بليلة هادئة بمنزل يغمره الدفء و السعادة و الحب ينعم شاب بنوم هادئ يُدعى أنس و لكن فجأة ينقلب الوسط و تنقلب حياته رأساً على عقب.
إستيقظ أنس من نومه فزعاً على صوت إطلاق أعيرة نارية بالمنزل فينتفض من الفراش و يهم للخروج من الغرفة و لكنه يفاجأ برجال مسلحون يقتحمون غرفته فيبدأ العراك بينهم، يقاتلهم ببراعة و لكن لكثرة عددهم يتغلبون عليه و يضربونه ضرباً مبرحاً و يطلقون عليه بالأعيرة النارية فيسقط غارقاً بدمائه.
يغادر المقتحمون المكان فيتحرك أنس بصعوبة و ضعف يحاول الخروج من الغرفة ليطمئن على أسرته، جاهد و تحامل على نفسه و هو يمسك بجرحه يستند على ما يقابله حتي وصل نحو الغرف و وجد والده غارق بدمائه و والدته أيضاً و شقيقه الذي يرقد بجانبهما مصاب و لكنه يحاول مساعدة والديه و لكن لشدة إصابته يستسلم للظلام هو الآخر.
خفق قلب أنس يعتصر الألم قلبه و إختنقت العبارات بعينيه، إقترب منهم و جثى جانبهم يتفحصهم و هو ينظر حوله يتأكد من خلو المكان من المسلحين ثم وضع يده يتفحص نبضهم ليتبين إن فارقوا الحياة أم لا ثم أمسك بهاتفه و قام بالإتصال بأحد الأرقام، أنس بصوت متألم و غصة بحلقه:
"في ناس هجمت على بيتي، إبعتوا إسعاف بسرعه".مجهول بصدمة:
"هبعتلك إسعاف و القوات هتتحرك حالا، حافظ على نفسك لحد ما نوصل".سقطت يد أنس بالهاتف و قد خارت قواه و سقط ممدداً لم يعد يقوى على المقاومة حتى إستسلم للظلام.
بعد أسبوع إستعاد أنس وعيه، فتح عينيه ببطء بعد عدة محاولات حتى نجح بالأخير وجد صديقيه يزن و هشام يجلسان على المقاعد المجاورة لفراشه، إنتفض هشام و يزن عندما رأيا صديقهما يستعيد وعيه و هرول هشام يطلب الطبيب ليطمئنه على صديقه و بالفعل أتى الطبيب و تم فحص أنس ثم غادر و ظل أنس مع صديقيه بمفردهم، سألهم أنس بإعياء:
"أهلي حصلهم إيه؟".أجابه هشام بإشفاق و حزن:
"متقلقش حالتهم مستقره"."ياسمين رجعت البيت، عرفت؟".
كان أنس يقصد زوجته فنظر هشام ليزن لا يعلم ماذا يقول فتنهد يزن و قال بحزن:
"ياسمين ملهاش أثر".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...