٢٥-إعتذار

402 29 26
                                    

"ليت كلمات الإعتذار تُشفي الجروح، ليتها تُمحي آثار البكاء، ليتها تنتزع آلام قلوبنا، ليتها تُنسينا مرارة القسوة و طعنة الخذلان".

تحدث والد أنس باستنكار:
"ده بجد؟!!، دين إيه اللي عايزها تتمسك بيه، هي تعرفه أصلاً و لا حد علمهلها، إيه يعني عاشتلها تسع عشر سنين مع أهلها هتفتكر منهم إيه غير ٣،٤ سنين كانت واعيه فيهم، حضرتك أهو متنيل عايش عمرك كله في بيت بيعلم و يربي فيك و لسه لحد إنهارده بتغلط و تنسى ده إنت حتى الصلاة لسه بتسهى عنها و الدنيا بتاخدك، دين إيه إنت حافظ مش فاهم؟، دي تحكم عليها لما حد يعلمها و يعرفها و تلاقي بترفض أو معندهاش إستعداد، إنما كلنا كنا بنشوف بعنينا و هي في وسطنا هتقولي كانت بتمثل هقولك لأ، عادي جداً كان ممكن تداري و تقولك صليت، محدش كان بيجبرها تيجي تقعد جنبي تسمع القرآن و تسألني و تستفسر و لو معملتش كده مكانش هيفرق حاجه في مهمتها يعني، زعلان إنها خبت عليك؟ و إنت لو كنت عرفت وقتها كانت هتفرق في إيه، هتمسك العصابه أسرع؟ طيب ما هي كانت بتسهلك الدنيا ممسكتهمش ليه فالح؟،و لا إسم الله كنت هتبصلها بنظرة مختلفه؟، أبداً كنت برضه هتبقى المتخلف اللي قاعد قدامي و ناصبلها المحكمة، عاملي فيها قاضي بس طلعت قاضي ظالم".

رفع أنس حاجبيه فيما تابع والده بجدية:
"بقى يا راجل يا عديم النخوة و الشهامة، يا عديم الرحمة و الإنسانية، تعرف كل اللي حصلها و التعذيب اللي شافته و يا بجح يا سافل تشوفها بعينك بتتجلد و لا يفرق معاك و تكمل و تاخدها في لعبتك و تخليها تبان ميته و تدخلها المشرحة و الثلاجة يا عديم الإحساس و هي حية و بعدها تسيبها مرمية لوحدها ثلاث أيام محبوسه و هي جسمها كله متبهدل و بعد اللي إتعرضتله و لا كإنها بني آدمه و تيجي تحاول تفهمك تتخانق معاها و ترميها و حابسها كل الشهور دي بتستغلها من غير رحمة و لا شفقة و بقول عليك راجل، راجل إيه؟، إنت لا تمت للرجولة بصلة و جاي بتكلمني على الدين؟....".

كاد أنس أن يتحدث و لكن قاطعه والده بجدية:
"إستنى لما أخلص كلامي، دين إيه اللي جاي بتكلمني فيه و إنت كنت إتعاملت معاها بالدين؟، بتحاسبها على إيه؟، واحده عاشت عمرها كله في وسط قرف و قذارة عايزها تطلع عامله إزاي، عايزها لما تضعف تروح تصلي و لا تقرأ قرآن؟، مين علمها تعمل كده و معملتوش، ما طبيعي لما تقع هتعمل اللي شافته و اتعلمته، واحده في كل ده و لسه جواها نضافه بتعافر عشان تطلع، عارفه إن الحياة دي غلط بس برضه مش عارفه فين الصح، بتعافر عشان تخلص من الحياة دي و بتدور على الطريق و مش لاقيه اللي ينجدها، لقيتك قدامها مسكت فيك و بتقولك إلحقني، إنجدني من اللي أنا فيه، تقولها إنت لا و الله أصل كرامتي و ديني ميسمحوليش أبقى مع واحده زيك، إيه ده يع إنتِ بتسكري و بتلبسي عريان لا خلاص أساعدك إيه بقى ده إنتِ كافره و متعرفيش ربنا و أنا مقبلش مراتي تبقى كده، تقولك يا بني آدم إفهم بقولك عاوزة أعرف ربنا و أصلح حالي، تقولها لا معلش مش قادر أسامح، أعلمك إزاي و أنا مش قابلك، إنتِ متليقيش تبقي مع واحد متدين زيي، بحبك بس كرامتي و رجولتي و ديني أهم من قلبي و هدوس على قلبي، ياخي إتوكس على خيبتك".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن