"بلحظة يتوقف بنا الزمان و ننظر لأنفسنا بتعجب و نتساءل كيف وصل بنا الحال لهنا، كيف سارت بنا الأقدار في طرق لم نختارها يوماً، كيف تحملنا و كيف سنتابع الطريق، كيف تحولت حياتنا رأساً على عقب حتى أننا لم نعد نعلم من نحن و كأننا ننظر لشخص آخر لم نعرفه يوماً و لم نتمناه يوماً؟!!".
فجأة صدح رنين باب المنزل و كانت المفاجأة صديقي أنس، تعجب أنس من تواجدهما و لم يخبرانه فيما رحبت بهما العائلة كثيراً فهما مقربان من العائلة، قال يزن بمرح و هو ظابط أيضاً تعرف عليه أنس بعمله:
"بدأتوا أكل من غيري، إوعي تكوني ماشيلتيش منابي يا فوفه".أجابته فوزية بجدية:
"الغايب ملوش نايب يا حبيبي، محدش قالك اتأخر".دلف هشام و هو أيضاً ظابط تعرف عليه أنس بالجامعة و تصادف أنهما يعملان معاً و لكنهما علما بالصدفة أن والدتيهما أصدقاء منذ الطفولة و فرقتهما الحياة و لكن شاء القدر أن يجمعهما مرة أخرى عن طريق الأبناء، أتى هشام بمقعد و وضعه جانب أنس ثم سحب صحنه يأكل منه دون إذن و دون حديث فنظر له أنس باستنكار لفعلته و قال بحنق:
"هو مين اللي عازمهم أصلاً، أنا مقولتش لحد يجي؟"..لم يعيره هشام إنتباهاً و تابع ما يفعله فيما أجابه يزن و هو يحمل إبن يوسف الصغير من على المقعد و يضعه على قدم يوسف و يجلس محله:
"أبوك ياللي معندكش دم".ضحك الجميع لمشاكستهما فيما قال أنس بامتعاض:
"ليه كده يا شيري، يعني عاجبك المناظر دي، ما كنا قاعدين و مروقين؟".أجابه شيرين و هو يتابع تناول طعامه يقول بلامبالاة:
"أعمل إيه بس قابلتهم في صلاة الجمعة و صعبوا عليا قولت أعطف عليهم و أكلهم لقمة و أهو كله بثوابه".بكى يونس إبن يوسف الصغير فقال يزن يضجر:
"و لا متبقاش زنان و قليل الذوق زي عمك في إيه يعني لما اقعد مكانك؟، عاملينك بني آدم و مقعدينك على كرسي لوحدك؟".تدخل يوسف بحنق:
"إسم الله عليك يابو الذوق كله، البيت بيت أبونا و يجوا الغرب يطردونا".قالت نوره زوجة يوسف بضيق:
"منك لله يا يزن مش هعرف آكل من زنه".يزن بلاه مبالاة:
"يبقى كفاية أكل بقى و سيبي الأكل لغيرك".ضربته فوزية على رأسه و هي تضع أمامه الطعام و هي تقول بحنق:
"و هي كانت بتاكل من بيت أبوك؟، إتلم بدل ماشيل الأكل من قدامك".أومأ موافقة بإعتذار و هو يتمسك بصحن الطعام خوفاً من أن تأخذه منه و هو يقول:
"إعتبريني عيل و غلط يا فوفة حقك عليا".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...