٢٢-قسوة

397 32 14
                                    

"يتمزق داخلي و تحترق روحي، جروح تنزف و نيران مشتعلة بقلبي، قسوتي لم تكن إلا صراع للصمود أمامكِ، لم تكن سوى صرخات تشكو ألم جرحي منكِ، تأوهات تُذكرني بطعنتكِ و عباراتي تُعلن عصيان قلبي الممزق و لكني أُخفيها عنكِ".

بعدما إنتهى أنس من مراسم الدفن ظل بمنزل والديه بضعة أيام لم يخرج سوى لمقهاه و زيارة شقيقه كي يصرف أي شك بكونها حية ثم تسلل و ذهب لمقابلة محمد الذي قال بجدية:
"أنس دلوقتي هي في عُهدتك، إنت المسؤول عنها للنهاية".

أومأ أنس موافقة و قال بجدية و نبرة هادئة:
"متقلقش هخلص شغلي معاها و هسلمها بنفسي".

أومأ محمد موافقة و قال بنبرة هادئة:
"دلوقتي أهلها في حمايتنا خلاص و متأمنين برضه تحسباً لأي حركة يعملوها، لازم نروح نقابلهم و نتكلم معاهم و بعدها تروحلها.

وافقه أنس و ذهب مع محمد لموقع عائلتها الجديد، دلفا سوياً فنهض أحمد يقول بجدية و غضب:
"أنا عاوز أفهم إنتوا مين و عاوزين إيه بالظبط، ليه محدش بيقول حاجة و كل شوية تنقلونا من مكان لمكان، عايزين إيه؟".

تحدث محمد بنبرة هادئة:
"أستاذ أحمد إحنا جايين عشان نتكلم مع حضرتك و نفهمك كل حاجة، ممكن تهدى شوية، أنا مقدر وضع حضرتك بس ممكن تقعد عشان نعرف نتكلم؟".

جلس أحمد على مضض بقلة حيلة يزفر بضيق فيما أخرج محمد بطاقة عمله و أعطاها لأحمد كما أعطاه بطاقة أنس و قال محمد:
"زي ما حضرتك شايف، إحنا من الشرطة".

نظر له أحمد بعدم فهم فقال أنس:
"أستاذ أحمد حضرتك و أسرتك كنتم ضحية لعصابة هما اللي كانوا خاطفينكم و إتقبض على الراجل اللي خطفكم خلاص بس دول عصابه كبيره و لسه في ناس متمسكتش و عشان كده إنتم هنا في حمايتنا".

تحدث أحمد بعدم إستيعاب:
"و أنا إيه علاقتي و لا علاقة أهلي بالعصابات و عايزين مننا إيه؟، أنا مش فاهم حاجة".

قال محمد يحاول طمأنته:
"عارفين إنكم ملكوش علاقة بيهم بس هما خطفوكم، ليه بقى و هما مين فأنا آسف القضية دي سرية و مقدرش أوضح حاجة أكتر من كده لحد ما نقبض عليهم، أهم شيء دلوقتي إنك تطمن إنتوا في أمان".

إندفع أحمد بغضب و حنق:
"و هنفضل محبوسين كده يعني، يعني إيه مهمة سرية و مش هتوضح أكتر من كده؟، أنا من حقي أفهم".

نهض أنس و فتح الباب ثم قال بنبرة هادئة:
"حضرتك مش محبوس و تقدر تخرج في أي وقت بس هتقدر تحمي أسرتك، هتعرض حياتهم للخطر؟....إتفضل، حياتهم و إنت حُر ليك حق الإختيار".

نظر محمد لأنس كيف يفعل ذلك فهذا غير مسموح و لكن نظر له أنس بثقة يعلم نتائج فعلته فيما صمت أحمد بتيه فتابع أنس بعدما عاد لمقعده:
"إحنا كل اللي بنعمله لحمايتكم مش أكتر و منقدرش نوضح أي معلومات عن المهمة لحد ما تخلص و نقبض على كل المتهمين".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن