"لحظة الحقيقة، المواجهة بين المُحبين دائماً تؤلم، نُصدم، نأبى التصديق، نشعر بقلوبنا تتمزق، تنسحب أنفاسنا، تهرب العبارات من مقلتينا، نشعر بضعفنا فنثور و نصرخ و أحياناً نقتل، نقتل أنفسنا قبل أن نقتل من نحب، تمر الطعنة بقلبنا قبل أن تصل لقلوبهم و أكثر ما يؤلم أن قلوبنا لا تتوقف عن الخفقان، تظل تنبض ألماً، نسير أحياء بقلوب قتيلة تنزف".
نهضت إلينا و أتت بخنجر قد خبأته من قبل و وقفت مقابله و أمسكت يده و وضعت الخنجر بيده ثم وجهت النصل لصدرها تغرزه بجسدها و هي تخفض رأسها بخذي و عباراتها تنسال و هو ينظر لها بغضب و ألم و اشمئزاز، قالت بنبرة متألمة:
ؤعندك حق، أنا معرفش ربنا.....معرفش حتى أنا مين....أنا واحده حقيرة متستاهلش تعيش، أنا خدعتك و كذبت عليك، أنا أذيتك و وجعتك، أنا دمرت حياتك بوجودي فيها......أنا حقيقي آسفه، إقتلني يا أنس، إقتلني وخد حقك مني".
ينظر لها بغضب يضغط بيده رغماً عنه، من شدة غضبه يغرز الخنجر بجسدها حتى سالت دمائها و لكنه استفاق و سحب يده بالخنجر بعنف من جسدها و ألقاه أرضاً ثم أمسك بخصلاتها بعنف و قال بحنق:
" و أنا مش هوسخ إيدي بدم واحده زيك و هتقوليلي كل حاجة و هسلمك بإيدي لحبل المشنقة بس بعد ما أعرف كل حاجة، إنطقي و إحكيلي كل حاجه".قالها وهو يرجها من خصلاتها بغضب وعنف،صدره يعلو ويهبط إثر انفعاله ثم نفض رأسها من يده وهو ينظر لها بإشمئزاز.
رفعت بصرها تنظر لعينيه بألم ترى قسوة عينيه و جموده و عباراتها تنسال دون هواده و هو ينظر لها بغضب ينتظر حديثها فتنفست بعمق و رفعت يدها المرتجفة و وضعتها على وجنته و كاد يبتعد عن مرمى يدها و لكنها كانت أسرع و عندما لامست يدها وجنته شهق و خفق قلبه بألم كما ارتجف جسده يشعر بإختناق أنفاسه وإ نتزاع روحه من جسده فيما أغلقت عينيها بألم و عباراتها تنسال و هو ينظر لها بعيون تكسوها الحُمرة مغرورقة و سقط أرضاً على ركبتيه أمامها ففتحت عينيها تنظر بعمق عينيه الباكيتين و جثت على ركبتيها أمامه و مازالت تضع يدها على وجنته تستخدم ميزتها و تعرض عليه جميع ما مرت به في حياتها بداية من إختطافها و تعذيبها و سجنها حتى اللحظة الحالية.
يرى كلاهما حياتها و كأنه مقطع مصور يشعران بذات الألم النفسي و الجسدي الذي تعرضت له و كأن جسدهما و روحهما التحما و أصبحا شخصاً واحداً لذلك لم يتحمل أنس الألم و سقط أرضاً يشعران بألم يعتصر قلبيهما و نبضات مؤلمة تعتصر صدرهما و غصة مريرة بحلقهما.
إنتهت و أبعدت يدها عنه و هي تبكي و تشهق تحاول التنفس و كأنها كانت تحبس أنفاسها ثم أخفضت رأسها بخذي أما أنس فعباراته تنسال على وجنتيه، صدره يعلو و يهبط و كأنه كان يعدو لأميال يشعر بألم بجميع أنحاء جسده و كأنه هو من كان يُعذب و تُكسر عِظامه، ينظر لها بعدم إستيعاب و ألم لِمَ رأى، لا يعلم أهي حقيقة أم خيال و كيف فعلت ذلك؟، تحامل على نفسه من شدة غضبه و نهض يمسك بذراعها بعنف و هي يتنفس بحِدة و يقول بتيه و ذهول و عدم استيعاب:
"إزاي، أنا مش فاهم حاجة، إنتِ عملتي إيه، إيه ده؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...