١٤-أنت ملاذي الآمن

387 27 15
                                    

"من إعتاد التألم وحيداً إذا وجد من يؤنس وحشته و يُشعره بالأمان يصعب عليه الفراق، يتمسك به كطوق النجاة لينتشله من وحدته و ينتزع ألامه بعناق، مجرد عناق كلمة بسيطة و لكنها بمثابة الحياة، يُنعش القلب فينبض بعشق فتنتشي أوصالك و يضج جسدك بالحياة".

كادت تتحدث و لكن قاطعهما رنين هاتفه فأمسك بالهاتف و أجاب الإتصال، إستمع لِمَ قيل و نظر لها  و انتفض من الفراش بغضب، أغلق الهاتف فسألته بتعجب:
"مالك في إيه؟".

أجابها و هو يهرول ليرتدي ملابسه:
"ناس طلعوا على يزن و في المستشفى".

تصنعت القلق و سألته:
"طيب هو كويس، تحب أجي معاك؟".

أجابها بضيق و قلق:
"لا خليكِ أنا مش فاهم حاجه لسه، هروح أشوفه و أبقى اطمنك".

أومأت موافقة فيما هرول أنس ليطمئن على صديقه، نظرت إلينا في أثره بحزن لحاله فهو يهرول فزعاً على صديقه الذي يخدعه و يطعنه بخنجر مسموم و يكن له بغض العالم، كم هو مسكين أنس ذو القلب الطيب.

باليوم التالي قبل أن يتجه أنس لعمله السري قرر أن يذهب ليطمئن على صديقه بالمشفى برفقة زوجته بعدما أقنعته أنه لا يصح ألا تذهب معه لزيارة صديقه، بالفعل ذهبا للمشفى و طرق أنس باب الغرفة و دلف مع زوجته بعد إعطائه الإذن و بالطبع لم يتفاجأ يزن بزيارتها له فهو بات يتوقع منها أي شيء، قال أنس بابتسامة:
"صباح الفل، عامل إيه إنهارده؟".

رسم يزن ابتسامة و أجابه:
"الحمد لله أحسن".

تحدثت إلينا بنظرة متأثرة:
"ألف سلامه عليك".

نظر لها يزن و بداخله يشتعل غضباً فقد كاد يفارق الحياة بسبب فعلتها و لكنه جاهد ليبتسم و قال بنبرة هادئة:
"شكراً".

شاكسه أنس بقوله:
"و لا بقولك إيه متستموتش فيها و تعملنا عيان مكانتش ضربة مطوة اللي ترقدك كده، فوق معايا ده أنا جايبلك ورد و شيكولاته و مكلف نفسي".

"متطلعش منك ياض حركة الورد دي".

قال أنس بابتسامة:
"هو بصراحة مش أنا دي ياسمين حتى هي اللي نقت الشيكولاته بنفسها".

يزن بابتسامة جاهد ليظهرها موجهاً حديثه لها:
"شكراً، تعبتي نفسك".

أجابته إلينا بابتسامة:
"و لا تعب و لا حاجه، أنس قالي إنك بتحب الشيكولاته دي قوي فجيبتهالك، ده إنت غالي على أنس برضه".

أمسك أنس بقطعة من الشيكولاته يقربها من فم يزن و هو يقول بمرح:
"اتفضل يا عم حلي بقك، إياك يطمر".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن