٢٤-إنكسار

399 30 12
                                    

"ضحيت بحياتي لأجلكَ، تحملت الآلام وحيدة كي لا تصاب بأذى، تحملت لأجلكَ أنت و الآن تراني مذنبة!!، تراني إمرأة بشعة!!، مرأة لا تستحق الشفقة!!، ظننتكَ تختلف عنهم، خُدعت بوعودك، خُدعت بلين قلبك، وثقت بعشقنا و حلقت بعالم الأحلام، حمقاء و ها أنا أتلق  طعناتك دون هوادة، تُمزق ما تبقى من أشلاء قلبي".

ابتسمت و تابعت:
"تخيل لو مكانش لقي الدعم و خصوصاً من أقرب الناس ليه، صدقني كان هيبقى أسوء و ده أصلاً اللي خلاه يوصل للي كان فيه إنه مكانش لاقي الدعم و السند، مكانش لاقي الأمان و هما مش محتاجين غير لده و بس عشان يتعافوا و يستردوا روحهم اللي ضاعت منهم وسط العتمة، لو حاسس إن لسه في حته نضيفه جواهم بتدور على الأمان و رافضه تصرفاتهم و حسيت إنهم بيتمنوا يطلعوا من العتمة مد إيدك ليهم حتى و إنت غضبان و مش مسامح و صدقني غضبك و إحساسك البشع ده هيختفي لما تشوفهم بيتحسنوا قدامك صدقني هتتفاجئ بيهم و اللي بيقدروا يوصلوله، هتحس قد إيه إنت عملت عمل عظيم و أنقذت بني آدم كان ممكن يبقى من أبشع البشر أو يفقد الأمل و يحاول يخلص من حياته و كل ده في إيدك إنت تمنعه و تنورلهم العتمة، إوعى تتردد و دوس على إحساسك و اتحكم في غضبك و هتحتفل بالنجاح في الآخر".

إستمع لها أنس بجميع حواسه حتى انتهت فتنهد و أومأ موافقة و قال بنبرة هادئة:
"شكراً يا روسيل.....إبقي اسأليهم و لو وصلتي لحاجه عرفيني".

قالت بابتسامة:
"أكيد".

ودعها و كاد ينصرف و لكن دلف أدهم زوجها و معه طفلته المدللة وتين يضحكان و يتشاكسان، ألقى التحية عليه و أخبره أن روسيل ستسأله عن أمر و لكنه يجب أن ينصرف الآن و ودعه أنس و انصرف و لكنه رغماً عنه وقف يراقبهم.

اقترب أدهم من روسيل يسألها:
"إيه حوار أنس ده، عايز يسألني على إيه؟".

أجابته روسيل و هي تضم طفلتها:
"لا ده حوار كبير بعدين، إحكولي عملتوا إيه؟".

أجابتها وتين و هي تغمز لأدهم:
"ده سر بيني و بين بابي".

أبعدتها روسيل عنها و نظرت لها بحاجب مرفوع فراقصت وتين حاجبيها و أخرجت لسانها ثم هرولت تضحك فهي تعلم أن والدتها ستشاكسها و بالفعل هرولت روسيل خلفها لتمسك بها و هرول أدهم لطفلته يحملها و يهرول بها هرباً من والدتها، يتشاكسون سوياً و ضحكاتهم و سعادتهم  تقر العين و تُسعد القلوب.

إبتسم أنس رغماً عنه لرؤية سعادتهم و مرحهم و تمنى أن يحيا بسعادة مع زوجته و يستطيع تخطي الأمر مثلما فعلت روسيل و لكنها مجرد أمنية فيبدو أن روسيل أقوى منه و استطاعت فعلها.

باليوم التالي هاتفته روسيل و أخبرته أنهم لا يعلمون شيء و لكن بالطبع يعلمون جميع الشخصيات التي تعامل معها داغر لذلك قرر أنس أن يُفصح عن موهبة نغم لروسيل كي يستغلها و يحاول الوصول للشخص من خلالهم رغم خطورة الموقف و لكن لا يوجد مفر من كشف الأمر لهم و هو يثق بروسيل كثيراً.

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن