١٥-أنين

392 29 16
                                    

"ما أصعب أن يفيق الإنسان على طعنة مِن مَن أحب بصدق، طعنة غدر تُشعرك بالخدر من شدة الألم، تشعر بروحك تُنتزع من جسدك و لكنك لا تُحرك ساكناً و كأنك مسلوب الإرادة، مستسلم تماماً تنتظر لحظة السكون، سكون الألم، الإحتراق، أنين قلبك النازف".

تغيرت ملامحه فجأة و سألها بجدية:
"ليه؟".

نظرت له تحاول ثبر غواره و اقتربت منه تمسك يده فنفض يدها عنه، خفق قلب إلينا و يبدو أن أمرها إنتهى، تابع أنس بضيق:
"ليه مصممة تخبي عليا، طول الوقت حاسس إنك مخبيه حاجة، ليه بتعملي كده؟".

اهتزت حدقتيها و قالت بنبرة مهتزة إثر توترها:
"أنس أنا مش بخبي عليك ح.......".

قاطعها بحِدة:
"متكدبيش".

أخفضت بصرها فهربت عباراتها العالقة بأهدابها لا تعلم كيف تواجهه بالحقيقة فيما تنهد أنس بضيق و اقترب منها يضمها لصدره و قال بنبرة هادئة:
"أنا آسف، إحتديت عليكِ في الكلام".

أبعدها عن صدره و تابع و هو ينظر بعمق عينيها:
"بس أنا دايماً حاسس إنك مخبيه حاجه، ساعات بحس بنبضات قلبك خايفه و ساعات متوتره بدون داعي و كل ما أحاول أفهم منك بتهربي بالكلام، ليه يا حبيبتي، ليه تخبي عليا و تشيلي لوحدك وجعك، أنا متأكد إن في حاجه، أنا بقيت اقدر أفسر نبضة قلبك يا ياسمين".

تفاجأت إلينا بقوله و قد ظنت أنه كشف أمرها و لكن حديثه زاد ألمها كثيراً و كم تتمنى أن ترتمي بين ذراعيه و تبوح له بكل ما يؤلمها، أغلقت عينيها بألم و تخلت عن رغبتها الملحة فحياته أهم عندها من حياتها و قررت المراوغة و إختلاق أمور فيما أمسك بيدها و أجلسها على الأريكة و جلس جانبها ينتظر حديثها فتنفست بعمق و قالت بنبرة مهتزة:
"أنا بس مش بحب أتكلم في الحاجات دي يا أنس، بتضايقني و تضغط عليا نفسياً قوي و عمري ماتكلمت فيها مع حد و برضه مش عاوزه أضايقك و أشيلك همي و خصوصاً إني عارفه إنك بتحس بيا و تتألم".

مسد على خصلاتها و قال بنبرة هادئة:
"و مين غيري يشيل همك يعني، لو ماترمتيش في حضني تشكيلي هتشكي لمين؟".

أمسك بوجنتيها بين راحتيه و أردف:
"ياسمين إنتِ روحي و حته مني و شريكة حياتي في الوجع قبل الفرح".

أومأت موافقة فربت على كتفها يشجعها فتنهدت و قالت بنبرة مهتزة متألمة:
"بابا مكانش كويس معايا، كان قاسي قوي عليا".

نظرت للفراغ أمامها ترة أمام عينيها راسل و تعذيبه لها فهربت عباراتها رغماً عنها و أمسكت يديها تفركهما بتوتر و ألم و تابعت:
"كان كل غلطه عنده بعقاب، مينفعش أقول لأ، مينفعش أعارض كلمته، مليش حق أختار أي شيء في حياتي، هو اللي بيحدد آكل إمتى و أشرب إمتى و أنام إمتى و لو فكرت أقول لأ أتضرب بوحشية".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن