"ما أصعب أن يفيق الإنسان على طعنة مِن مَن أحب بصدق، طعنة غدر تُشعرك بالخدر من شدة الألم، تشعر بروحك تُنتزع من جسدك و لكنك لا تُحرك ساكناً و كأنك مسلوب الإرادة، مستسلم تماماً تنتظر لحظة السكون، سكون الألم، الإحتراق، أنين قلبك النازف".
تغيرت ملامحه فجأة و سألها بجدية:
"ليه؟".نظرت له تحاول ثبر غواره و اقتربت منه تمسك يده فنفض يدها عنه، خفق قلب إلينا و يبدو أن أمرها إنتهى، تابع أنس بضيق:
"ليه مصممة تخبي عليا، طول الوقت حاسس إنك مخبيه حاجة، ليه بتعملي كده؟".اهتزت حدقتيها و قالت بنبرة مهتزة إثر توترها:
"أنس أنا مش بخبي عليك ح.......".قاطعها بحِدة:
"متكدبيش".أخفضت بصرها فهربت عباراتها العالقة بأهدابها لا تعلم كيف تواجهه بالحقيقة فيما تنهد أنس بضيق و اقترب منها يضمها لصدره و قال بنبرة هادئة:
"أنا آسف، إحتديت عليكِ في الكلام".أبعدها عن صدره و تابع و هو ينظر بعمق عينيها:
"بس أنا دايماً حاسس إنك مخبيه حاجه، ساعات بحس بنبضات قلبك خايفه و ساعات متوتره بدون داعي و كل ما أحاول أفهم منك بتهربي بالكلام، ليه يا حبيبتي، ليه تخبي عليا و تشيلي لوحدك وجعك، أنا متأكد إن في حاجه، أنا بقيت اقدر أفسر نبضة قلبك يا ياسمين".تفاجأت إلينا بقوله و قد ظنت أنه كشف أمرها و لكن حديثه زاد ألمها كثيراً و كم تتمنى أن ترتمي بين ذراعيه و تبوح له بكل ما يؤلمها، أغلقت عينيها بألم و تخلت عن رغبتها الملحة فحياته أهم عندها من حياتها و قررت المراوغة و إختلاق أمور فيما أمسك بيدها و أجلسها على الأريكة و جلس جانبها ينتظر حديثها فتنفست بعمق و قالت بنبرة مهتزة:
"أنا بس مش بحب أتكلم في الحاجات دي يا أنس، بتضايقني و تضغط عليا نفسياً قوي و عمري ماتكلمت فيها مع حد و برضه مش عاوزه أضايقك و أشيلك همي و خصوصاً إني عارفه إنك بتحس بيا و تتألم".مسد على خصلاتها و قال بنبرة هادئة:
"و مين غيري يشيل همك يعني، لو ماترمتيش في حضني تشكيلي هتشكي لمين؟".أمسك بوجنتيها بين راحتيه و أردف:
"ياسمين إنتِ روحي و حته مني و شريكة حياتي في الوجع قبل الفرح".أومأت موافقة فربت على كتفها يشجعها فتنهدت و قالت بنبرة مهتزة متألمة:
"بابا مكانش كويس معايا، كان قاسي قوي عليا".نظرت للفراغ أمامها ترة أمام عينيها راسل و تعذيبه لها فهربت عباراتها رغماً عنها و أمسكت يديها تفركهما بتوتر و ألم و تابعت:
"كان كل غلطه عنده بعقاب، مينفعش أقول لأ، مينفعش أعارض كلمته، مليش حق أختار أي شيء في حياتي، هو اللي بيحدد آكل إمتى و أشرب إمتى و أنام إمتى و لو فكرت أقول لأ أتضرب بوحشية".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...