٣-أخي الحبيب

597 43 20
                                    

"أخي الحبيب لم نكن ندري أن دروبنا ستفترق يوماً، سلكت دربي وحيدة بدونك، تمنيت وجودك بجانبي تؤنس وحشتي و تطمئن قلبي، كم اشتاقت صغيرتك لك حبيبي ولكن لم يعد لصغيرتك البريئة وجود، قُتلت صغيرتك بقسوة و لم يعد هناك سوى إمرأة قاسية، صلبة، غليظة القلب و لكن لا تفزع فهي ستكون كالحصن المنيع يحاوطك و يحميك و يصد عنك كل أذى، ستتحمل الطعنات عنك و لن تسقط، فالتحيا بهناء و سعادة أخي الحبيب ذو القلب الطيب الحنون".

وقفت إلينا و زفرت بضيق و لم تستدير فتابع راسل بخبث:
"أخوكِ و مامتك عاملين إيه، مش تطمنيني عليهم معاكِ؟".

تجهم وجهها و كورت قبضتها بغضب و داخلها نيران مشتعلة تعلم أنه سيقتلهما حتماً فيما تابع راسل بهدوء ينافي نيرانه المشتعلة:
"مش هترجعي غير لما أخلصلك عليهم".

إحتدت عينيها و إستدارت له ثم هبطت الدرج حتى وصلت إليه و وقفت قبالته و نظرت بعمق عينيه ثم قالت بتحدي:
"تفتكر يوم ما هتعملها أنا هيفرقلي حاجه من بعدهم؟".

نظر لها بعدم فهم يحاول ثبر غوارها فلم تعطيه الفرصة و بحركة مفاجئة أطاحت به أرضاً و هي تتحكم بتكبيله و تضع خنجرها على عنقه ثم قالت بحنق:
"ساعتها هتخلى عن قواعدي و هخلص عليك عادي".

ينظر لها بذهول لم يتوقع منها ذلك أبداً فيما نهضت هي و أمسكت يده لتساعده ليستقيم ثم تابعت:
"اللي بينا يا راسل إتفاق و قواعد و اللي مخليني ماشيه على القواعد إن أهلي يعيشوا مرتاحين و بالنسبة بقى لأشوفهم إمتى و إزاي فدي حاجه ترجعلي اللي ليك عندي إني عايشه معاك و بشتغل و ماشيه على القواعد بس لو هتغدر يبقى متلومش غير نفسك".

أنهت حديثها و صعدت دون أن تلتفت إليه و قد شعرت و علمت من ملامسة يده عن خوفه و ذعره منها و تشتته و هذا ما أرادته و قد أوصلت رسالتها، كل ما تعانيه الآن في سبيل ألا يصيب شقيقها و عائلته و والدتها مكروه.

أما داغر وقف ينظر في أثرها بذهول و توتر ثم صعد لغرفته و وقف أمام صورة زوجته يحدثها بِمَ يجول بخاطره و يؤرقه، قال بنبرة حزينة:
"شوفتي يا ماريا عملت إيه، هو أنا غلطت لما علمتها و خليتها تبقة كده؟، أنا كنت عاوزها سند ليا، يبقى كتفها بكتفي تشتغل معايا و تحميني و تبقى ظهري".

صمت قليلاً ثم تابع:
"أنا لما شوفتها أول مرة شوفت فيها بنتنا اللي إتمنيناها من الدنيا بجمالها و قوتها رغم سنها الصغير، ساعتها كنتِ لسه ميته و أنا الوحده قتلاني، خدتها و اتونست بيها، حبيتها من قلبي و بموت عليها من الهوا، علمتها و ربيتها و بقة إسمها يسمع في كل حته، الكل بيعملها ألف حساب سواء في الشركة أو في شغلنا التاني، بحميها من كل حاجه عمري ما سمحتلها تقتل عشان ميجيش يوم و أتحرم منها و مأمن عليها كويس هي بتابع من بعيد و إيدي اللي بعاقب بيها اللي يغلط بس".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن