"أخي الحبيب لم نكن ندري أن دروبنا ستفترق يوماً، سلكت دربي وحيدة بدونك، تمنيت وجودك بجانبي تؤنس وحشتي و تطمئن قلبي، كم اشتاقت صغيرتك لك حبيبي ولكن لم يعد لصغيرتك البريئة وجود، قُتلت صغيرتك بقسوة و لم يعد هناك سوى إمرأة قاسية، صلبة، غليظة القلب و لكن لا تفزع فهي ستكون كالحصن المنيع يحاوطك و يحميك و يصد عنك كل أذى، ستتحمل الطعنات عنك و لن تسقط، فالتحيا بهناء و سعادة أخي الحبيب ذو القلب الطيب الحنون".
وقفت إلينا و زفرت بضيق و لم تستدير فتابع راسل بخبث:
"أخوكِ و مامتك عاملين إيه، مش تطمنيني عليهم معاكِ؟".تجهم وجهها و كورت قبضتها بغضب و داخلها نيران مشتعلة تعلم أنه سيقتلهما حتماً فيما تابع راسل بهدوء ينافي نيرانه المشتعلة:
"مش هترجعي غير لما أخلصلك عليهم".إحتدت عينيها و إستدارت له ثم هبطت الدرج حتى وصلت إليه و وقفت قبالته و نظرت بعمق عينيه ثم قالت بتحدي:
"تفتكر يوم ما هتعملها أنا هيفرقلي حاجه من بعدهم؟".نظر لها بعدم فهم يحاول ثبر غوارها فلم تعطيه الفرصة و بحركة مفاجئة أطاحت به أرضاً و هي تتحكم بتكبيله و تضع خنجرها على عنقه ثم قالت بحنق:
"ساعتها هتخلى عن قواعدي و هخلص عليك عادي".ينظر لها بذهول لم يتوقع منها ذلك أبداً فيما نهضت هي و أمسكت يده لتساعده ليستقيم ثم تابعت:
"اللي بينا يا راسل إتفاق و قواعد و اللي مخليني ماشيه على القواعد إن أهلي يعيشوا مرتاحين و بالنسبة بقى لأشوفهم إمتى و إزاي فدي حاجه ترجعلي اللي ليك عندي إني عايشه معاك و بشتغل و ماشيه على القواعد بس لو هتغدر يبقى متلومش غير نفسك".أنهت حديثها و صعدت دون أن تلتفت إليه و قد شعرت و علمت من ملامسة يده عن خوفه و ذعره منها و تشتته و هذا ما أرادته و قد أوصلت رسالتها، كل ما تعانيه الآن في سبيل ألا يصيب شقيقها و عائلته و والدتها مكروه.
أما داغر وقف ينظر في أثرها بذهول و توتر ثم صعد لغرفته و وقف أمام صورة زوجته يحدثها بِمَ يجول بخاطره و يؤرقه، قال بنبرة حزينة:
"شوفتي يا ماريا عملت إيه، هو أنا غلطت لما علمتها و خليتها تبقة كده؟، أنا كنت عاوزها سند ليا، يبقى كتفها بكتفي تشتغل معايا و تحميني و تبقى ظهري".صمت قليلاً ثم تابع:
"أنا لما شوفتها أول مرة شوفت فيها بنتنا اللي إتمنيناها من الدنيا بجمالها و قوتها رغم سنها الصغير، ساعتها كنتِ لسه ميته و أنا الوحده قتلاني، خدتها و اتونست بيها، حبيتها من قلبي و بموت عليها من الهوا، علمتها و ربيتها و بقة إسمها يسمع في كل حته، الكل بيعملها ألف حساب سواء في الشركة أو في شغلنا التاني، بحميها من كل حاجه عمري ما سمحتلها تقتل عشان ميجيش يوم و أتحرم منها و مأمن عليها كويس هي بتابع من بعيد و إيدي اللي بعاقب بيها اللي يغلط بس".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...