١٦-بأي ذنب قُتلت

325 30 41
                                    

"بأي ذنب قُتلت، ذنب معاناتي، تضحياتي، حياتي البائسة التي لم أختارها يوماً أم هو ذنب عشقي لك؟، عشقتك و ضحيت من أجلك و تحملت الكثير عنك و لم أندم يوماً و لكن إذا كان موتي هو جزاء عشقي لك فها أنا ذا أستقبل لحظات موتي برحابة صدر و رضى، يكفي أنني مِتُ فداء عشقي، عل موتي يشفي جروحك".

إنتفض كلا من إلينا و راسل ذعراً و أمسك راسل بسلاحه كما إلينا يشهران أسلحتهما نحو أنس الذي نظر لها بملامح قاسية و لكن عيونه ينظران لها بألم و عتاب، أما هي فخفق قلبها بألم، عباراتها تنهمر تنظر بعمق عينيه بانكسار و ملايين الإعتذارات و لكنها مازالت متمسكة بسلاحها تشهره نحوه.

تحدث راسل بذعر و هو يحاول حماية إلينا:
هي ملهاش ذنب، لو في حد لازم يتقتل يبقى أنا، سيبها هي......".

هم أنس ليطلق فأطلقت هي طلقتين نحوه و لكنه لم يصاب و لم يمهلها أنس أن تطلق الثالثة و أطلق بسلاحه الناري عليها دون تردد عدة طلقات فسقطت إلينا و سقط سلاحها تصارع الموت، ذُهل راسل و سقط سلاحه و جثى جانبها يمسكها و يحاول مساعدتها و إنقاذها و هو يصرخ:
"إلينا، حبيبتي، أنا جنبك يا روحي متخافيش، بابا معاكِ".

عباراته تنهمر دون هوادة ممسكاً برأسها على فخذه يحاول إيجاد مصدر الدماء دون جدوى فالدماء تتدفق من كل مكان، نظر نحو أنس و قال بألم و نحيب:
"ليه، ليه هي ملهاش ذنب، ليه تاخدها مني، ليه؟".

سعلت إلينا فهي تختنق و تشعر بالخدر بجميع أنحاء جسدها و الدماء تحاوطها بكل مكان تحارب إختناقها حتى زفرت آخر أنفاسها بهذه الدنيا البائسة و سكنت تماماً.

صرخ راسل يحتضنها بقوة و أجهش في البكاء بينما أنس على حاله لم يتحرك ينظر لها بعيون حمراء مغرورقة يصارع ألم قلبه و نبضاته المتألمة مثلها حتي سكن كل شيء بسكونها و مازال ينظر لها بخواء.

تأكد أنس من موتها فغادر بهدوء و تسلل كما دلف المكان، إستقل سيارته و عاد منزل والديه، دلف أنس المنزل بحالة يرثى لها يسير بخواء فاقتربت والدته منه بقلق فهو منذ الحادث و حالته سيئة للغاية و لكن ملامحه الآن لا تدل على الخير أبداً لذا سألته بقلق:
"أنس مالك يا حبيبي، فيك إيه؟".

لم يجيبها و لم ينظر إليها فاقترب والده و كاد يتحدث و لكن أنس تحرك نحو غرفته دلفها و أغلق الباب دون حديث، مرت الساعات و أنس حبيس غرفته و والديه بحالة يرثى لها قلقاً عليه فهو منذ مجيئه لم يسمح لأحد بأن يدلف له و لم يجيب نداءاتهما، طُرق باب المنزل و فتح شيرين وجده هشام، بعد التحية قالت فوزية:
"كويس إنك جيت، أنس من ساعة ما رجع و حالته وحشه و حابس نفسه في أوضته، كلمه يابني يمكن يفتحلك إنت".

أومأ هشام موافقة بحزن و قلق و اقترب من باب غرفته يطرقه دون إجابه و والدي أنس يقفان بإنتظار إجابته، سأل شيرين بقلق:
"هو في حاجه حصلت يا هشام، إنت كمان شكلك مش مظبوط، في إيه؟".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن