"بأي ذنب قُتلت، ذنب معاناتي، تضحياتي، حياتي البائسة التي لم أختارها يوماً أم هو ذنب عشقي لك؟، عشقتك و ضحيت من أجلك و تحملت الكثير عنك و لم أندم يوماً و لكن إذا كان موتي هو جزاء عشقي لك فها أنا ذا أستقبل لحظات موتي برحابة صدر و رضى، يكفي أنني مِتُ فداء عشقي، عل موتي يشفي جروحك".
إنتفض كلا من إلينا و راسل ذعراً و أمسك راسل بسلاحه كما إلينا يشهران أسلحتهما نحو أنس الذي نظر لها بملامح قاسية و لكن عيونه ينظران لها بألم و عتاب، أما هي فخفق قلبها بألم، عباراتها تنهمر تنظر بعمق عينيه بانكسار و ملايين الإعتذارات و لكنها مازالت متمسكة بسلاحها تشهره نحوه.
تحدث راسل بذعر و هو يحاول حماية إلينا:
هي ملهاش ذنب، لو في حد لازم يتقتل يبقى أنا، سيبها هي......".هم أنس ليطلق فأطلقت هي طلقتين نحوه و لكنه لم يصاب و لم يمهلها أنس أن تطلق الثالثة و أطلق بسلاحه الناري عليها دون تردد عدة طلقات فسقطت إلينا و سقط سلاحها تصارع الموت، ذُهل راسل و سقط سلاحه و جثى جانبها يمسكها و يحاول مساعدتها و إنقاذها و هو يصرخ:
"إلينا، حبيبتي، أنا جنبك يا روحي متخافيش، بابا معاكِ".عباراته تنهمر دون هوادة ممسكاً برأسها على فخذه يحاول إيجاد مصدر الدماء دون جدوى فالدماء تتدفق من كل مكان، نظر نحو أنس و قال بألم و نحيب:
"ليه، ليه هي ملهاش ذنب، ليه تاخدها مني، ليه؟".سعلت إلينا فهي تختنق و تشعر بالخدر بجميع أنحاء جسدها و الدماء تحاوطها بكل مكان تحارب إختناقها حتى زفرت آخر أنفاسها بهذه الدنيا البائسة و سكنت تماماً.
صرخ راسل يحتضنها بقوة و أجهش في البكاء بينما أنس على حاله لم يتحرك ينظر لها بعيون حمراء مغرورقة يصارع ألم قلبه و نبضاته المتألمة مثلها حتي سكن كل شيء بسكونها و مازال ينظر لها بخواء.
تأكد أنس من موتها فغادر بهدوء و تسلل كما دلف المكان، إستقل سيارته و عاد منزل والديه، دلف أنس المنزل بحالة يرثى لها يسير بخواء فاقتربت والدته منه بقلق فهو منذ الحادث و حالته سيئة للغاية و لكن ملامحه الآن لا تدل على الخير أبداً لذا سألته بقلق:
"أنس مالك يا حبيبي، فيك إيه؟".لم يجيبها و لم ينظر إليها فاقترب والده و كاد يتحدث و لكن أنس تحرك نحو غرفته دلفها و أغلق الباب دون حديث، مرت الساعات و أنس حبيس غرفته و والديه بحالة يرثى لها قلقاً عليه فهو منذ مجيئه لم يسمح لأحد بأن يدلف له و لم يجيب نداءاتهما، طُرق باب المنزل و فتح شيرين وجده هشام، بعد التحية قالت فوزية:
"كويس إنك جيت، أنس من ساعة ما رجع و حالته وحشه و حابس نفسه في أوضته، كلمه يابني يمكن يفتحلك إنت".أومأ هشام موافقة بحزن و قلق و اقترب من باب غرفته يطرقه دون إجابه و والدي أنس يقفان بإنتظار إجابته، سأل شيرين بقلق:
"هو في حاجه حصلت يا هشام، إنت كمان شكلك مش مظبوط، في إيه؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasíaهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...