٢-حياة أخرى

632 40 9
                                    

"يُولد المرء على فِترته السليمة الطيبة، يُولد بقلبه الحنون العطوف المحب، لا يعرف معنى الظلم و الغِلظة و البغض و لكن أحياناً تقسو الحياة علينا فمِنا من يُصبح قاسياً غليظ القلب و يستمتع بِمَ أصبح عليه و يزداد طُغياناً و مِنا من تُرغِمه الحياة ليُصبح من أسوء البشر ليستطيع مواجهة الطاغين".

فتحت نغم النافذة و بدأت تجول بنظرها في الخارج و فجأة إتسعت عينيها و قد رأت باباً خلفياً للقصر خالي من الحراس تماماً، لمعت عيناها تفكر كيف تستغل الفرصة و تهرب دون الإمساك بها فهي تعلم علم اليقين أنه إذا تم الإمساك بها سيحدث ما لا يحمد عقباه لذا فكرت ملياً ثم عزمت أمرها بالتروي حتى تحكم خطتها و تسنح لها الفرصة.

باليوم التالي هبطت و قد سمح لها راسل بالتجول بالقصر كما تشاء، تناولت فطورها بمفردها بعدما علمت برحيله ثم خرجت للحديقة تتجول و تستنشق الهواء و لكن بالحقيقة كانت تتفحص المكان و تحاول إيجاد ثغرة تساعدها، كانت تسير بشكل طبيعي كي لا يكشفها الحراس و يخبرونه و لكنها لم تكن تعلم أن هناك من يراقبها عن كثب و قد حفظها عن ظهر قلب.

مر بعض الوقت و هي مازالت تتجول حول القصر و لكنها تفاجأت به أمامها، فتوقفت قدماها و هي تنظر له بثبات واهي و بداخلها ترتجف ذعراً كما حالها كلما رأته فيما وقف راسل أمامها ينظر بعمق عينيها دون أن ينبث ببنت شفه مِمَ زاد توترها ثم تنهد ثم قال بجدية:
"تعالي معايا".

لم ينتظر قولها و تحرك من أمامها أما هي فارتجف جسدها و تسارعت نبضات قلبها و سارت خلفه حتى وصلا لسيارته فوقف و نظر لها فقالت بنبرة مهتزة:
"إحنا رايحين فين، هو أنا عملت حاجه غلط، مش إنت أذنتلي أتحرك في القصر براحتي؟".

مازال ينظر بعمق عينيها ثم قال متجاهلاً حديثها بعدما فتح لها باب السيارة:
"إركبي".

إستقلت السيارة و جلس هو جانبها ثم أمر السائق بالتحرك، تحركت السيارو و هي تسترق له النظرات تحاول ثبر غواره بينما هو لم يعيرها إنتباهاً يتجاهلها تماماً، مر بعض الوقت و صف السائق السيارة و هبط راسل ثم أمرها أن تهبط هي الأخرى و سار و هي خلفه، كان المكان مظهره غريب و مخيف بالنسبة لها كما الأمر برمته و لكنها لا تجرؤ أن تسأل.

سارت معه و رجاله يحاوطون المكان حتى وصل بها لغرفة بها مقاعد و حائط زجاجي و رجاله قد إنصرفوا و بقيا لحالهما، نظرت له تستفهم منه فضغط على زر و أشار لها نحو الزجاج فنظرت حيث أشار وجدت هناك ستار خلف الزجاج يُزاح و ظهرت غرفة أشبه بغرفة العمليات و هناك طفل ممدد على الفراش و رجل يمسك بمشرط طبي و بدأ يقطع في جسد الطفل حتي أخرج قلبه بين يديه في مشهد قاسي و دامي.

إرتجف جسدها بذعر و بكاء و هي ترة ذلك المشهد و أعرضت نغم ببصرها لا تقوى على رؤية ذلك الأمر البشع و لكن راسل أمسك برأسها بعنف و جعلها تشاهد حتى النهاية و هي في حالة إنهيار، إنتهى العرض الدموي ثم جذبها راسل بعنف يجرها خلفه و قدماها لم تعد تقوى على حملها فسقطت فيما رفعها راسل بعنف لتنهض و كلما سقطت يجرها بِلا إكتراث حتى وصل بها لغرفة أخرى و بها حائط زجاجي أيضاً.

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن