"هناك بعض البشر يعوضونك عما حُرمت منه و يفعلون ما بوسعهم لإسعادك و هناك آخرون يُسمون بشراً و لكن قلوبهم مليأة بالشر و الحقد يتمنون لك التعاسة و يسعون لتدميرك بكل وقاحة".
ظلا يتحدثان و يضحكان حتى أنهت الإتصال و نهضت لتدلف الغرفة و لكنها تفاجأت براسل يقف و الشرر يتطاير من عينيه و يبدو أن الأمور لن تمر مرور الكرام مِمَ جعلها ترتجف ذعراً فهي تحفظ هذا الوجه الغاضب عن ظهر قلب، نظرت له بترقب بينما هو لم يتحدث ينظر بعمق عينيها فازدردت لعابها و سألته بثبات مزيف:
"في إيه؟".يشعر راسل بنيران تلتهمه و لكنه حاول أن يهدأ قدر المستطاع فتنفس بعمق ثم قال بجدية:
"إقعدي".إنصاعت إلينا فوراً فهي لا يجب أن تخالفه في مثل هذا الوضع كي تتجنب عقابه و بذهنها تدور آلاف الأسئلة فماذا حدث ليغضب عليها بهذا الشكل بعدما تخلى عن هذه الطريقة منذ زمن، أمن الممكن أن يكون علم عن خطتها أم......أم أنه استمع لحديثها مع أنس......
قاطع تفكيرها بقوله الجاد:
"حبتيه؟".خفق قلبها فهذا يعني أنه استمع لحديثها كاملاً مِمَ سيجعله يشك بأمرها و يعلم أنها تبغضه و تبغض المكوث معه لذا حاولت الثبات و سألته بجدية:
"ليه بتقول كده؟".صمتت قليلاً و مازال ينظر لها بجمود فتابعت:
"آه عشان سمعت المكالمة؟، ما إنت عارف إنه شغل و لازم أعمل كده و إلا هيشك فيا".حرك رأسه بأسف و قال بنبرة هادئة:
"إنتِ كدابه".لم تجيبه و قلبها يخفق بشدة فيما تابع راسل بانكسار و اغرورقت عيناه:
"ليه...ليه يا إلينا...ليه....ليه تكسري أول قاعدة.....ليه تحبي....ليه تسمحي.....".صمت و لم يستطع متابعة حديثه و اغرورقت عيني إلينا، تابع راسل بعتاب:
"ليه تحبيه.....ليه عاوزة تبقي مع راجل غيري، هو ده إتفاقنا......إحنا قولنا إنك عمرك ما هتبعدي....."قاطعته إلينا بنرة هادئة:
"و أنا عمري ما هبعد عنك".راسل بصراخ و بكاء:
"و الكلام اللي قولتيه ده إيه، مش طايقه البيت و عايزة تبقي معاه، عياطك و دموعك دي إيه، حبيتيه و مش قادره على بُعده، ليه ده أنا عملتلك كل حاجة، ليه برضه عاوزة تسيبيي؟".إنهمرت عبارات إلينا و أجابته:
"غصب عني حبيته....حبيته مش بإيدي بس عمري ما هبعد عنك.....إنت أبويا و هو جوزي، إنت حاجه و هو حاجه".نظر لها بإنكسار فنهضت و جثت أمامه ثم أمسكت يده و تابعت:
"إنت اللي لازم تفهم إنك في مكان لوحدك محدش يقدر يقربله، مهما حبيت و مهما قابلت هتفضل إنت في قلبي، متحاسبنيش إني حبيته غصب عني، ما إنت كمان حبتني غصب عنك، إنت أكتر واحد عارف إنه مش بإيدينا و منقدرش نتحكم فيه.....أيوه قولتله إني مش قادره أقعد في البيت ده بس مش عشان عاوزه أسيبك، عشان عاوزاكم إنتوا الإتنين، هو أنا مش من حقي أعيش مع أبويا و الراجل اللي حبيته؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...