"عندما يتملك اليأس من إنسان لا تسأله عن تصرفاته، لا تسأله أين عقله، لا تسأله عن أسباب حماقاته فهو لا يعلم، هو مُغيب توقف عقله و ترك زمام الأمور لليأس يُحركه، يسير و لا يعلم لأين، يضحك دون سبب، يرقص، يغني و يبكي دون سبب و لكن بالحقيقة هناك سبب و هو الألم، ألم الروح، روحه التي يحاول وأدها علَّ الألم ينتهي".
هربت عباراته و إلينا تستمع له بألم و تابع هو:
"بقيت كل ما اشتغل أكتر كل ما يديني فلوس أكتر و بدأت أحس إني لأول مرة في حياتي أكون قادر أصرف على بيتي و مراتي تترحم من خدمة البيوت.......إتشديت في الشغل و بطلت أخاف و قلبي قوي، الفلوس قوت قلبي، إشتغلت معاه في كل حاجة لحد ما في يوم كنا جايبين شُحنة بنات و كالعادة كل شُحنة بيفحصوهم و اللي متنفعش للشغلانه بيخلصوا عليها".صمت قليلاً ثم تابع بألم يعتصر قلبه:
"جمعهوهم و جابوهم و أنا اللي كنت هخلص اليوم ده، وقفت و نزلوهم من العربية و دخلوهم المكان و هما مغطيين راسهم و خلصت عليهم واحدة ورا التانية بدم بارد........".إنهمرت عباراته دون هوادة و تابع من بين بكائه:
"وقفت أتكلم مع صاحبي و كإني معملتش حاجة و بقيت الرجالة بيلموا الجثث..........لمحتها غطا راسها وقع و هما بيشيلوها........مراتي، قتلت مراتي بإيدي".أجهش في البكاء ثم تابع:
"كانت حامل عشان كده أمروا بقتلها، كانوا هيبيعوها أو يجبروها تمارس الدعارة و عشان حامل منفعتش و طبعاً برضه منفعتش لبيع الأعضاء.......أنا كنت بعمل كل ده عشانها، عشان تترحم من المرمطة و تعيش مرتاحة و في الآخر قتلتها بإيدي و سابتلي بنت مش قادر أبص في وشها.....هبص في وشها إزاي و أنا اللي حرمتها من أمها؟، و الكلب اللي مع راسل ده هو اللي كان جايب الشُحنة، هما دول اللي قتلوها و قتلوني".عودة للحاضر.
تذكرت إلينا كيف بدأت صداقتها مع محمود و بعدما علمت عن مأساته قررت ضمه لرجالها و لم يرفض راسل ذلك و أصبحا منذ ذلك اليوم سوياً بكل الأمور، بينهما ثقة متبادلة و خصوصاً بعدما علم أنها محتجزة عند راسل و ليست إبنته و لم يخونها قط و لم يتخلى عنها و قد رأى بها زوجته التي قُتلت دون ذنب و قرر مساعدتها ليخلصها من براثن راسل و يكفر عن ذنبه و قد ترك إبنته لعائلة أخرى تقوم بتربيتها عوضاً عنه.
أبان ذلك عند عائلة إلينا يجلس أحمد بذعر على عائلته لا يعلم من هؤلاء و لماذا تم إختطافهم، فُتح الباب فصرخ أحمد بالرجل:
"إنتوا مين و عايزين مننا إيه، حد يفهمني؟".لم يجيبه الرجل و وضع الطعام على الطاولة فاقترب أحمد منه يمسكه من تلابيبه و زوجته تحتضن أبنائها بذعر و بكاء، لم يدافع الرجل عن نفسه و صرخ أحمد به بغضب:
"إنطق جيبتونا هنا ليه و عايزين إيه؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...