"نتذوق من القسوة مراراً و تكراراً و لكن نأبى تصديقها ممن نحب ننتظر و لو نظرة تضمد جروحنا، نأمل أن ينظر لنا بقلبه و لو لمرة واحدة عساه يتخلى عن قسوته، عساه يحن و يتراجع، عساه يرى جروحنا و قلة حيلتنا فيلين قلبه أو حتى تنتشي أوصاله فيكتفي بهذا القدر و لكن هل يرى أم غلبته قسوته و سنظل ننتظر حتى نلفظ أنفاسنا بنزيف جروحنا؟!".
نهض أنس و أتى بالمسجل الذي يحتوي على الشريط الخاص بحديثها مع والدها ووضعه أمامها ثم قال بنبرة هادئة:
"هساعدك، إسمعي ده و افتكري و هتلاقي الإجابه، إفتكري إن ربنا غفور رحيم.......بس أنا مش ربنا.....أنا بشر و مش هقدر أسامح، مش قادر أكرهك و لا قادر أفضل أحبك، جزء مني عايز يسامح بس جرحي اللي بينزف بيفكرني بوجعي منك، مش قادر أثق فيكِ، مش قادر أصدقك، هصدقك إزاي و أنا بكلم واحده غريبه عني معرفهاش مش دي الست اللي إتجوزتها و لا دي البنت اللي عيشت أحلم بيها و أتمناها بس هساعدك عشان إتعلمت و إتربيت إن لو في إيدي أساعد حد أساعده مش أكتر لكن أنا....إنسيني".أنهى كلماته و انصرف و تركها تبكي، فتحت المسجل و استمعت للحديث وأجهشت في البكاء.
مرت الشهور و نغم تساعد أنس بالايقاع برجال المنظمة حتى أنه إستعان بها و ذهبت معه في بعض الهجمات لتساعده و حاله معها لم يتغير و هي بدأت تستعيد ذكرياتها مع عائلتها و تتذكر دينها و ربها و لكنها لم تعد تطلب من أنس المسامحة و قد فقدت الأمل بذلك و تيقنت أنه أصبح يبغضها و لن يعود لها مرة أخرى.
تم القبض على رجلين أعمال أخريان بذات الأعمال المشبوهة و بذلك ينتهي كل رجال المنظمة عدا الخائن و الزعيم، التحقيقات مستمرة و الإنكار و بعض الإعترافات و لم يعلم أحد منهم عن الزعيم و لم يروه من قبل و من كان يراه شخص واحد فقط هو الذي كان يتعامل معه و لكنه توفي منذ أعوام و لم يتعامل الزعيم بعدها مع غيره، يتواصل فقط عبر الهاتف و يتحدث عبر تطبيق لتغيير الأصوات.
ذهب أنس لموقع نغم ليتحدث معها بالأمر علها تتذكر شيء يساعده، قال أنس بضيق:
"يعني مش ممكن ميبقاش حد شافه و لا يعرفه، إزاي يعني ممشيهم و واثقين فيه و هما ميعرفهوش أصلاً؟".حركت كتفيها بعدم معرفة و صمتت نغم لا تعلم ماذا تقول فهي ليس لديها علم بشيء آخر فتابع أنس:
"كده مفيش قدامنا غير أمل واحد بس، إننا ننفذ خطة يزن و تظهريله".إبتلعت غصتها و أومأت موافقة و قالت بنبرة هادئة:
"بس إحنا محتاجين نرجع نتدرب تاني سوا، عشان أقدر أكون مستعده".كانت تقصد التدريب على مواهبها التي تقوى بقرب أنس فهما يتدربان منذ فتره و قد ساعدتهما الموهبة كثيراً بالكشف عن الأمور لذلك كان يصطحبها معه ببعض المهمات ليستغل موهبتها للإيقاع بالمجرمين، وافقها أنس و تم وضع الخطة و بدأت التدريبات.
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...