٢٣-طمئن قلبي

387 40 73
                                    

"نتذوق من القسوة مراراً و تكراراً و لكن نأبى تصديقها ممن نحب ننتظر و لو نظرة تضمد جروحنا، نأمل أن ينظر لنا بقلبه و لو لمرة واحدة عساه يتخلى عن قسوته، عساه يحن و يتراجع، عساه يرى جروحنا و قلة حيلتنا فيلين قلبه أو حتى تنتشي أوصاله فيكتفي بهذا القدر و لكن هل يرى أم غلبته قسوته و سنظل ننتظر حتى نلفظ أنفاسنا بنزيف جروحنا؟!".

نهض أنس و أتى بالمسجل الذي يحتوي على الشريط الخاص بحديثها مع والدها ووضعه أمامها ثم  قال بنبرة هادئة:
"هساعدك، إسمعي ده و افتكري و هتلاقي الإجابه، إفتكري إن ربنا غفور رحيم.......بس أنا مش ربنا.....أنا بشر و مش هقدر أسامح، مش قادر أكرهك و لا قادر أفضل أحبك، جزء مني عايز يسامح بس جرحي اللي بينزف بيفكرني بوجعي منك، مش قادر أثق فيكِ، مش قادر أصدقك، هصدقك إزاي و أنا بكلم واحده غريبه عني معرفهاش مش دي الست اللي إتجوزتها و لا دي البنت اللي عيشت أحلم بيها و أتمناها بس هساعدك عشان إتعلمت و إتربيت إن لو في إيدي أساعد حد أساعده مش أكتر لكن أنا....إنسيني".

أنهى كلماته و انصرف و تركها تبكي، فتحت المسجل و استمعت للحديث وأجهشت في البكاء.

مرت الشهور و نغم تساعد أنس بالايقاع برجال المنظمة حتى أنه إستعان بها و ذهبت معه في بعض الهجمات لتساعده و حاله معها لم يتغير و هي بدأت تستعيد ذكرياتها مع عائلتها و تتذكر دينها و ربها و لكنها لم تعد تطلب من أنس المسامحة و قد فقدت الأمل بذلك و تيقنت أنه أصبح يبغضها و لن يعود لها مرة أخرى.

تم القبض على رجلين أعمال أخريان بذات الأعمال المشبوهة و بذلك ينتهي كل رجال المنظمة عدا الخائن و الزعيم، التحقيقات مستمرة و الإنكار و بعض الإعترافات و لم يعلم أحد منهم عن الزعيم و لم يروه من قبل و من كان يراه شخص واحد فقط هو الذي كان يتعامل معه و لكنه توفي منذ أعوام و لم يتعامل الزعيم بعدها مع غيره، يتواصل فقط عبر الهاتف و يتحدث عبر تطبيق لتغيير الأصوات.

ذهب أنس لموقع نغم ليتحدث معها بالأمر علها تتذكر شيء يساعده، قال أنس بضيق:
"يعني مش ممكن ميبقاش حد شافه و لا يعرفه، إزاي يعني ممشيهم و واثقين فيه و هما ميعرفهوش أصلاً؟".

حركت كتفيها بعدم معرفة و صمتت نغم لا تعلم ماذا تقول فهي ليس لديها علم بشيء آخر فتابع أنس:
"كده مفيش قدامنا غير أمل واحد بس، إننا ننفذ خطة يزن و تظهريله".

إبتلعت غصتها و أومأت موافقة و قالت بنبرة هادئة:
"بس إحنا محتاجين نرجع نتدرب تاني سوا، عشان أقدر أكون مستعده".

كانت تقصد التدريب على مواهبها التي تقوى بقرب أنس فهما يتدربان منذ فتره و قد ساعدتهما الموهبة كثيراً بالكشف عن الأمور لذلك كان يصطحبها معه ببعض المهمات ليستغل موهبتها للإيقاع بالمجرمين، وافقها أنس و تم وضع الخطة و بدأت التدريبات.

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن