١٣-طمأنينة

404 28 20
                                    

"نحيا بهذه الحياة رغماً عنا و نضيع بالطرقات حتى ننسَ من نحن و ما كنا عليه، تُقتل براءتنا و طفولتنا و لكنها تظل مُختبئة بداخلنا، مدفونة تحت رماد إحتراقنا و بلحظة نتذكر فتنتفض براءتنا و طفولتنا مُعلنة عن نبضات تُخبرنا أنها مازالت حيَّة تتشوق لضوء الشمس".

تنفست إلينا بعمق فكان يجب عليها إخافته كي يتوقف عن هذا العبث كي لا تنكشف و يجن أنس و يتصرف بتهور و يتسبب بإنهاء حياته و حياة عائلتها فهي لا تهتم بسواهم.


إستدارت لتدلف و تسمرت قدماها بذعر لرؤية والد أنس يقف خلفها و يبدو أنه كشف أمرها، تحدث شيرين بنبرة هادئة:
"آسف يا حبيبتي خضيتك".

تنفست إلينا الصعداء و قالت بنبرة مهتزة:
"لا أبداً و لا يهمك، حصل خير".

إبتسم لها و قال بحنو:
خرجت عشان أصلي شوفتك في البلكونه، معرفتيش تنامي؟".

أومأت بالإيجاب فتابع:
"حقك عليا، أنا يمكن ساعات صوتي بيعلى كده بس هما إتعودوا خلاص، كان لازم أنبهك.....".

قاطعته إلينا بقولها:
"أنا اللي آسفة على القلق ده ب.....".

قاطعها بابتسامة:
"محصلش حاجه يا حبيبتي، ربنا يريح قلبك و أنا بعد كده هاخد بالي".

نفت برأسها و قالت بترجي:
"لا أرجوك خد راحتك، أنا مش هتضايق بالعكس ده حضرتك فكرتني ببابا الله يرحمه، أنا برضه كنت متعوده أسمع صوته بيقرأ قرآن في البيت و إحنا نايمين، كان صوته بيونسني و يطمني".

أنهت حديثها بتأثر و حزن لفراق والدها فقال شيرين بنبرة هادئة:
"ربنا يرحمه و يغفرله و يجعل عمله الصالح في ميزان حسناته".

آرتفع صوت الأذان فردد شيرين خلفه ثم قال بابتسامة:
"تحبي تصلي معايا جماعة؟".

نظرت له إلينا و هاجمتها ذكرياتها مع والدها الحبيب.

في الماضي.

إستمع عاصم لآذان الفجر فأغلق المصحف الشريف و ذهب ليوقظ أبنائه و زوجته ليصلون معه كعادتهم، دلف عاصم لغرفة نغم و اقترب منها و قبل وجنتها ثم هزها برفق:
"حبيبة بابا يلا يا حبيبتي عشان نصلي الفجر".

نغم بتذمر:
"يا بابا بقى عاوزة أنام".

"و لو صليتي و رضيتي ربنا هتنامي و ترتاحي أكتر، يلا يا حبيبتي و لا إنتِ بقى مش عاوزانا نتجمع سوا في الجنة، عاوزة تسيبي بابا حبيبك؟".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن