"نحيا بهذه الحياة رغماً عنا و نضيع بالطرقات حتى ننسَ من نحن و ما كنا عليه، تُقتل براءتنا و طفولتنا و لكنها تظل مُختبئة بداخلنا، مدفونة تحت رماد إحتراقنا و بلحظة نتذكر فتنتفض براءتنا و طفولتنا مُعلنة عن نبضات تُخبرنا أنها مازالت حيَّة تتشوق لضوء الشمس".
تنفست إلينا بعمق فكان يجب عليها إخافته كي يتوقف عن هذا العبث كي لا تنكشف و يجن أنس و يتصرف بتهور و يتسبب بإنهاء حياته و حياة عائلتها فهي لا تهتم بسواهم.
إستدارت لتدلف و تسمرت قدماها بذعر لرؤية والد أنس يقف خلفها و يبدو أنه كشف أمرها، تحدث شيرين بنبرة هادئة:
"آسف يا حبيبتي خضيتك".تنفست إلينا الصعداء و قالت بنبرة مهتزة:
"لا أبداً و لا يهمك، حصل خير".إبتسم لها و قال بحنو:
خرجت عشان أصلي شوفتك في البلكونه، معرفتيش تنامي؟".أومأت بالإيجاب فتابع:
"حقك عليا، أنا يمكن ساعات صوتي بيعلى كده بس هما إتعودوا خلاص، كان لازم أنبهك.....".قاطعته إلينا بقولها:
"أنا اللي آسفة على القلق ده ب.....".قاطعها بابتسامة:
"محصلش حاجه يا حبيبتي، ربنا يريح قلبك و أنا بعد كده هاخد بالي".نفت برأسها و قالت بترجي:
"لا أرجوك خد راحتك، أنا مش هتضايق بالعكس ده حضرتك فكرتني ببابا الله يرحمه، أنا برضه كنت متعوده أسمع صوته بيقرأ قرآن في البيت و إحنا نايمين، كان صوته بيونسني و يطمني".أنهت حديثها بتأثر و حزن لفراق والدها فقال شيرين بنبرة هادئة:
"ربنا يرحمه و يغفرله و يجعل عمله الصالح في ميزان حسناته".آرتفع صوت الأذان فردد شيرين خلفه ثم قال بابتسامة:
"تحبي تصلي معايا جماعة؟".نظرت له إلينا و هاجمتها ذكرياتها مع والدها الحبيب.
في الماضي.
إستمع عاصم لآذان الفجر فأغلق المصحف الشريف و ذهب ليوقظ أبنائه و زوجته ليصلون معه كعادتهم، دلف عاصم لغرفة نغم و اقترب منها و قبل وجنتها ثم هزها برفق:
"حبيبة بابا يلا يا حبيبتي عشان نصلي الفجر".نغم بتذمر:
"يا بابا بقى عاوزة أنام"."و لو صليتي و رضيتي ربنا هتنامي و ترتاحي أكتر، يلا يا حبيبتي و لا إنتِ بقى مش عاوزانا نتجمع سوا في الجنة، عاوزة تسيبي بابا حبيبك؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...