"أعلم حبيبتي أنني ارتكبت الكثير من الحماقات بحقكِ، جرحتكِ، خذلتكِ، تركتكِ وحيدة، نكثت بوعودي بأن أكون لكِ السكن و الآمان و السند و لكن أقسم أنني سأفعل ما بوسعي لإصلاح الأمر، سأرمم حطامكِ و أطيب جروحكِ، و لو كرهكِ العالم أجمع سيظل قلبي ينبض بعشقكِ حتى تسكن خفقاته، سيظل مسكنكِ الآمن بين أضلعي تحتمي به من قسوة العالم".
هرب شيرين بفعلته و ظلا أنس و روسيل مع فوزية يتشاكسون ثم انصرفت روسيل مع زوجها و قد أنقذها من براثن فوزية، عاد شيرين وجد أنس قد ذهب لشقيقه ليخبره فجلس مع فوزية التي قالت بنبرة هادئة متألمة:
"معقول في ناس كده؟، يزن اللي كان في بيتنا و معانا يطلع بيكره أنس بالشكل ده، صحيح أنا مكنتش برتاحله بس عمر ما كان يجي في دماغي إنه كده".تنهد شيرين و قال بنبرة هادئة:
"للأسف فيه يا فوزية، ناس نفوسها مريضه و إيمانها ضعيف"."و مراته دي كمان، إيه كمية البلاوي اللي شافتها دي؟.....على قد مانا غضبانه منها و مش طايقاها بس صعبت عليا".
"مش بإيديها يا فوزية، دي ضحية ملهاش ذنب في حاجة عاشت عمرها كله تتعذب، اللي شافته مش شوية برضه كان لازم تسايس أمورها، المهم إنها قدرت تطلع من اللي هي فيه و لسه هتحتاج مساعدة من الكل عشان تقدر ترجع لحياتها الطبيعية، لازم نفكر صح و مانجيش عليها و نقبلها، أنس برضه ضعف في الأول رغم إنه شاف بعينيه تعذيبها بس أنا قومته و رجعتله عقله".
نظرت له فوزية باهتمام و حزن لأجل نغم و بدأت تستفهم منه فأنس لم يقص عليها معانات نغم كاملة فقص لها شيرين ما قصه له أنس و بعدما انتهى نظرت له و سألته بجدية و هي تضيق عينيها:
"يعني إنت كنت عارف؟".إنتبه شيرين لِمَ فعل و فتح عينيه على وسعها و قد وقع وقع بشباك زوجته.
بعد عدة ساعات عاد أنس و دلف المنزل وجد والده مفترش الأرض بالصالة فكتم أنس ضحكته و قال بشماته:
"اتكشفت يا حلو".لم يجيبه شيرين فقال أنس من بين ضحكاته:
"طيب تعالى نام جنبي و لا في أوضة يوسف".لم يجيبه شيرين أيضاً فقال أنس:
"براحتك، إنت اللي هتتعب من نومة الأرض".تركه و دلف غرفته و نظر لفراشه بذهول ثم خرج لشيرين فانفجر شيرين بالضحك و قال من بين ضحكاته:
"تعالى يا أخويا جنب أبوك، أمك لمت المراتب كلها و بعتتها التنضيف ماعدا مرتبتها".ضحك أنس و هو ينظر حوله على الأرائك و قال بقلة حيلة:
"دي حتى لمت فرش الكنب، هي مراتك دي مش هتبطل اللي بتعمله ده؟".قال شيرين بخفوت:
"إتلم و عدي ليلتك بدل ما نطرد بره الشقة خالص".ضحكا سوياً و أبدل أنس ملابسه ثم عاد يتمدد بجانب والده بصمت، شرد أنس بنغم و حالها و هو ممد على ظهره ينظر للسقف يشعر أنه مكبل اليدين لا يستطيع مساعدتها و لا أن يؤنس وحشتها و يطمئنها، إغرورقت عيني أنس و والده يراقبه عن كثب دون أن يعي، قال شيرين بنبرة هادئة:
"إدعيلها يا أنس ربنا يقويها و يصبرها على اللي هي فيه".
أنت تقرأ
إلينا
Fantastikهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...