٢٨-الزعيم

368 28 25
                                    

"نُصدم أحياناً بأناس ظننا يوماً أنهم يحملونا بقلوبهم، ظننا أنهم الأقرب لنا، ظننا أنهم يحملون سمات الإنسانية و الرحمة، قلوبهم نقية و صافية و لكننا نُفاجأ بأن هناك وجه آخر يختبئ خلف قناع المثالية، وجه يحمل كل معاني القُبح، قلب أُنتزع منه كل معاني الإنسانية، نتساءل كيف إستطاعوا خداعنا، كيف لم نرى قبحهم يوماً، كيف لبشر أن يكون بهذا القبح و الخبث من الأساس؟، و لن ترضينا جميع الأجوبة أو بالأحرى لن تستوعب عقولنا مدى الخبث بهذه الدنيا لذلك نُخدع دائماً لنقاء قلوبنا".

و جاء دور الإستماع لشهادة أنس،قص أنس جميع ما حدث بمهمته حتى هذه اللحظة و لكنه فجر قنبلته عندما قال:
"حضرتك الزعيم اللي هو ممدوح درويش المفروض إنه اتقتل خلال المداهمة بس في الحقيقة ممدوح درويش متقتلش و مش هو الزعيم".

فُتح باب القاعة و دلف ممدوح منه ليكشف عن هويته فيما تابع أنس بثقة:
"ده ممدوح درويش".

إستدار أنس و أشار بيده و هو يقول بابتسامة ثقة و إنتصار:
"و ده الزعيم".

صدمة إحتلت الجميع و ارتجف جسد محمد رئيسه بالعمل فهو كان يشير إليه، هربت الكلمات من محمد ولم يتفوه بحرف فيما ابتسم أنس بسخرية و تابع:
"الزعيم اللي فضل يلعب علينا شهور و مكناش هنكشفه بس إرادة ربنا إننا نكشفه وكله بفضل نغم بعد ربنا".

نظر لها بفخر فابتسمت له بسعادة لرؤيتها نظرة الفخر بعينيه كما رأتها بعيني شقيقها و تفاجأت بروسيل و أدهم يبتسمون لها و تشجعها روسيل بنظراتها و تدعمها و بدأ أنس يقص تفاصيل كشف محمد.

قبل أسبوعين عندما اختطف ممدوح نغم أراد ممدوح تمويه أنس و هشام فهو كان يعلم عن أمر المراقبة فتحرك بسرعة و هرب بها من مخبأ سري و ذهب بها لمكان آخر لا يعلمه غيره، شعرت نغم بالريبة و لكنها إعتقدت أنه كشف أنس و هشام، وضعها بغرفة مكبلة بمقعد و وقف قبالتها ينظر لها و لكن لاحظت نغم إرتباكه و توتره و وتيرة تنفسه المتسارعة و رغم أنها تشعر بالخوف و قد أصبحت وحيدة مرة أخرى و لكنها استعادت شخصية إلينا بقوة و سألته بثقة:
"مستني إيه ما تخلص علطول و لا إنت.....خايف؟".

أنهت حديثها بابتسامة خبيثة فابتسم بسخرية و قال:
"إنتِ لعنة، لعنة و اتحطت على دماغنا كلنا".

ابتسمت إلينا بثقة و قالت بتهكم:
"إسم الله عليك يا أذكى اخواتك، عرفتها لوحدك دي و لا استعنت بصديق؟، طيب ما أنا قدامك أهو و تحت إيدك و متكتفه مالك واقف بتترعش كده ليه؟، ما تقتلني و تخلص من اللعنة و لا.....خايف لعنتي تصيبك برضه بعد ما أموت؟".

أنهت حديثها بضحكة ساخرة فنظر لها و قال بحنق:
"عندك حق تعملي أكتر من كده بس متتغريش قوي كده، إنتِ كمان خدتي على قفاكِ و إتلعب بيكِ".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن