١٨-الحقيقة

391 32 28
                                    

"عندما تعشق المرأة رجل إياك أن تمسه بسوء، إياك أن يتأذى بسببك و إن حدث فانتظر نهايتكَ المأسآوية و لكن لا تأمل بأن تكون نهايتكَ بهذه السهولة، ستصيبك أولاً بلعنتها و تُذيقكَ من العذاب كؤوساً ثم تصير عِبرة لِمن يحاول إتباعك مُعلنة عن لعنة عاشقة و حرب مُشتعلة لن ينتصر بها سواها رافعة رايات العشق مُزينه بدمائكم".

أبان ذلك كانت جلسة المحكمة قد بدأت منذ وقت و حان دور الإستماع للشهود، خرج الرجل ليخبر الشهود بأنه قد حان دورهم، فُتح باب القاعة و احتل الجميع الصدمة و الذهول فيما دلف أنس بثقة و إنتصار فأخيراً سيزاح هذا الحِمل من على كاهله و ستظهر الحقيقة كاملة، إقترب أنس من المنصة ثم تنحى جانباً يجلس على مقربة منها فيما قال القاضي بعملية موجها حديثه للشاهد الأول:
"إسمك، سنك، عنوانك".

الشاهد بنبرة واثقة و جدية:
"نغم عاصم أحمد عبد الله،
السن أربعة و ثلاثين سنة،
العنوان...........
الوظيفة، كنت بشتغل في شركات راسل الفرماوي".

ينظر الجميع بذهول كيف لهذا أن يحدث، كيف خدعت الجميع بموتها، كيف استطاعت العبث بهم جميعاً؟، ينظر لها راسل بخواء و عباراته تنسال على وجنتيه و الحزن و الألم يعتصر قلبه أما هي فتقف بثبات تشعر بالإنتصار و ها هي في طريقها للتحرر من محبسها أخيراً، نظرت نحو أنس و تلاقت الأعين بحديث صامت خاص بهما يتذكران سوياً كيف بدأ الأمر.

قبل عدة أشهر و تحديداً بعد وقوع حادث محاولة إغتيال أنس و أسرته،استعادت إلينا وعيها من أثر المخدر الذي خدرها به راسل و حاول راسل التحكم بغضبها و منعها من الخروج و لكنها ضربته و هرولت للخارج نحو باب القصر يتملكها الغضب و داخلها نيران مشتعلة و لكن أمسك بها محمود يكبلها و يمنعها:
"إهدي أنس كويس".

لم تعد تستمع لأحد ضربته و حاولت الفرار و لكنه أشار للحراس بإحكام إغلاق الباب و وقفوا حاجز ليمنعوها من المرور فبدأت تضربهم و هم لا يصدون ضرباتها و أمسكها محمود يكبلها بين ذراعيه و يهمس لها:
"متضيعيش كل اللي عملناه، فكري في أهلك، فكري في أنس، أنس عايش".

مازالت لا تستمع و تحاول فك قيدها فصرخ بها:
"مش هسمحلك تضيعي نفسك لو فيها موتي، مش هتخرجي تضحي بنفسك، مش هيحصل".

عاد يهمس لها و هو يحتضنها و يكبلها بذراعيه:
"قولتلك عايش و الله عايش و شوفته بعيني، إهدي أبوس إيدك متضيعيش نفسك، هثبتلك إنه عايش، إهدي راسل بيبص علينا، بلاش ياخد باله".

رفعت بصرها له تنظر له بدموع و هدأت حركتها و بالفعل كان راسل قد خرج و لكنه اطمأن أن رجاله يمنعونها فيما فتح محمود هاتفه و فتح مقطع مصور لأنس بالمشفى و الأجهزة تشير بأنه حي يُرزق، كانت مازالت مستندة على محمود فارتمت على صدره و أجهشت في البكاء و سقطت أرضاً تصرخ بكل ما أوتيت من قوة صرخة رجت أرجاء القصر تمزق القلوب.

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن