"عندما تعشق المرأة رجل إياك أن تمسه بسوء، إياك أن يتأذى بسببك و إن حدث فانتظر نهايتكَ المأسآوية و لكن لا تأمل بأن تكون نهايتكَ بهذه السهولة، ستصيبك أولاً بلعنتها و تُذيقكَ من العذاب كؤوساً ثم تصير عِبرة لِمن يحاول إتباعك مُعلنة عن لعنة عاشقة و حرب مُشتعلة لن ينتصر بها سواها رافعة رايات العشق مُزينه بدمائكم".
أبان ذلك كانت جلسة المحكمة قد بدأت منذ وقت و حان دور الإستماع للشهود، خرج الرجل ليخبر الشهود بأنه قد حان دورهم، فُتح باب القاعة و احتل الجميع الصدمة و الذهول فيما دلف أنس بثقة و إنتصار فأخيراً سيزاح هذا الحِمل من على كاهله و ستظهر الحقيقة كاملة، إقترب أنس من المنصة ثم تنحى جانباً يجلس على مقربة منها فيما قال القاضي بعملية موجها حديثه للشاهد الأول:
"إسمك، سنك، عنوانك".الشاهد بنبرة واثقة و جدية:
"نغم عاصم أحمد عبد الله،
السن أربعة و ثلاثين سنة،
العنوان...........
الوظيفة، كنت بشتغل في شركات راسل الفرماوي".ينظر الجميع بذهول كيف لهذا أن يحدث، كيف خدعت الجميع بموتها، كيف استطاعت العبث بهم جميعاً؟، ينظر لها راسل بخواء و عباراته تنسال على وجنتيه و الحزن و الألم يعتصر قلبه أما هي فتقف بثبات تشعر بالإنتصار و ها هي في طريقها للتحرر من محبسها أخيراً، نظرت نحو أنس و تلاقت الأعين بحديث صامت خاص بهما يتذكران سوياً كيف بدأ الأمر.
قبل عدة أشهر و تحديداً بعد وقوع حادث محاولة إغتيال أنس و أسرته،استعادت إلينا وعيها من أثر المخدر الذي خدرها به راسل و حاول راسل التحكم بغضبها و منعها من الخروج و لكنها ضربته و هرولت للخارج نحو باب القصر يتملكها الغضب و داخلها نيران مشتعلة و لكن أمسك بها محمود يكبلها و يمنعها:
"إهدي أنس كويس".لم تعد تستمع لأحد ضربته و حاولت الفرار و لكنه أشار للحراس بإحكام إغلاق الباب و وقفوا حاجز ليمنعوها من المرور فبدأت تضربهم و هم لا يصدون ضرباتها و أمسكها محمود يكبلها بين ذراعيه و يهمس لها:
"متضيعيش كل اللي عملناه، فكري في أهلك، فكري في أنس، أنس عايش".مازالت لا تستمع و تحاول فك قيدها فصرخ بها:
"مش هسمحلك تضيعي نفسك لو فيها موتي، مش هتخرجي تضحي بنفسك، مش هيحصل".عاد يهمس لها و هو يحتضنها و يكبلها بذراعيه:
"قولتلك عايش و الله عايش و شوفته بعيني، إهدي أبوس إيدك متضيعيش نفسك، هثبتلك إنه عايش، إهدي راسل بيبص علينا، بلاش ياخد باله".رفعت بصرها له تنظر له بدموع و هدأت حركتها و بالفعل كان راسل قد خرج و لكنه اطمأن أن رجاله يمنعونها فيما فتح محمود هاتفه و فتح مقطع مصور لأنس بالمشفى و الأجهزة تشير بأنه حي يُرزق، كانت مازالت مستندة على محمود فارتمت على صدره و أجهشت في البكاء و سقطت أرضاً تصرخ بكل ما أوتيت من قوة صرخة رجت أرجاء القصر تمزق القلوب.
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...