١٧-مهمة سرية

386 29 13
                                    

"أتظاهر بأني بخير فأنا أُجيد التظاهر و لكن لا تخدعكم المظاهر فداخلي يحترق و نيران قلبي مازالت مشتعلة، بداخي صرخات تدمي القلوب و لكنها بكماء".

زفر أنس بضيق فهو بات يبغض هذا الوضع و قد تأزمت الأمور أكثر لا يعلم إلي أين سيصل بعد ما حدث و كيف سيتابع عمله بهذا الوضع و قد بات ثقيلاً عليه كثيراً، نهض أنس و بدل ملابسه ليبدأ أولى خطواته في الإيقاع بهذه المنظمة اللعينة التي أصبحت لعنة عليه و دمرت حياته و لكنه لن يتركهم بهذه السهولة و سينتقم منهم أشد الإنتقام و قد بات الأمر شخصياً.

نظر لإنعكاسه بالمرآة برضى ثم تحرك لوجهته، وصل وجهته و دلف المكان و اقترب من رجل فقال الرجل:
"حمد الله على السلامة سايبنا إنت و مروق على نفسك و إحنا مش طايلين أجازة يا عم مصطفى".

كان يوجه حديثه لأنس و يبدو أنه معروف بهذا الإسم بينهم فقال أنس بمرح:
"هو إنتوا اللي كنتم بصينلي في الأجازة؟، منكم لله كانت أجازة نكد و قضيتها راقد عيان".

ضحك الرجل و قال يشاكسه:
"يا عم على الأقل مشتغلتش و إنت عيان، المهم دلوقتي إنك رجعت الدنيا مقلوبه".

عقد أنس بين حاجبيه و سأله:
"ليه كده، إيه اللي حصل؟".

"راسل بيه اللي كنا بنوردله الشغل و بنبعتله البنات اتقبض عليه و بنته اتقتلت".

"دي مصيبة، طيب و فتحي بيه هيتصرف إزاي؟".

أجابه الرجل بسخرية:
"فتحي بيه على قد ما هو خايف على قد ما هو فرحان إنه اترحم من إلينا الفرماوي".

سأله أنس يتصنع عدم المعرفة:
"و مالها إلينا الفرماوي بقى؟، أنا من ساعة ما جيت و أنا بسمع عنها بس عمري ما شوفتها".

"إحمد ربنا إنك مشوفتهاش، دي اللي كانت بتخلص شغل راسل كله و أي حد يحاول يلعب بديله تقطعهوله، محدش يقدر يصد قدامها و لا يواجهها، أتخن شنب كان بيركع تحت رجليها".

يستمع أنس للحديث و داخله يتساءل كيف خدعته بهذه البراعة، كيف إستطاعت الكذب و التلون بهذا الشكل فهو كلما استمع لشيء يخص شخصيتها الحقيقية يصاب بالذهول كيف لهذه الملاك التي عشقها أن تكون شيطانة غليظة القلب لهذا الحد؟، إنتبه لقول الرجل:
"بيني و بينك راسل نفسه مكانش يقدر يرفضلها طلب، كان شديد و يعلم على أي حد بس يجي لحد عندها و حط مليون خط، لا هو و لا غيره يقدر يقربلها بس كان مستفيد بيها و ممشياله الشغل على المسطره و اللي يبقى من رجالتها يا سعده يا هناه طول ما هو تحت طوعها".

"يلا أهي راحت و ارتاحوا منه"ا.

ضحك الرجل بسخرية:
"إرتاحوا منها بس الشغل هيبوظ، هي اللي كانت بتعدل المايلة زي ما بيقولوا و بتمشي الشغل بالثانية، دلوقتي كله هيبدأ يلعب و الدنيا هتبوظ و البداية أهو كله مشدود و شحنات متأخرة و لخبطة للركب و وقوع واحد برضه بمكانة راسل موقعة الدنيا".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن