"أتظاهر بأني بخير فأنا أُجيد التظاهر و لكن لا تخدعكم المظاهر فداخلي يحترق و نيران قلبي مازالت مشتعلة، بداخي صرخات تدمي القلوب و لكنها بكماء".
زفر أنس بضيق فهو بات يبغض هذا الوضع و قد تأزمت الأمور أكثر لا يعلم إلي أين سيصل بعد ما حدث و كيف سيتابع عمله بهذا الوضع و قد بات ثقيلاً عليه كثيراً، نهض أنس و بدل ملابسه ليبدأ أولى خطواته في الإيقاع بهذه المنظمة اللعينة التي أصبحت لعنة عليه و دمرت حياته و لكنه لن يتركهم بهذه السهولة و سينتقم منهم أشد الإنتقام و قد بات الأمر شخصياً.
نظر لإنعكاسه بالمرآة برضى ثم تحرك لوجهته، وصل وجهته و دلف المكان و اقترب من رجل فقال الرجل:
"حمد الله على السلامة سايبنا إنت و مروق على نفسك و إحنا مش طايلين أجازة يا عم مصطفى".كان يوجه حديثه لأنس و يبدو أنه معروف بهذا الإسم بينهم فقال أنس بمرح:
"هو إنتوا اللي كنتم بصينلي في الأجازة؟، منكم لله كانت أجازة نكد و قضيتها راقد عيان".ضحك الرجل و قال يشاكسه:
"يا عم على الأقل مشتغلتش و إنت عيان، المهم دلوقتي إنك رجعت الدنيا مقلوبه".عقد أنس بين حاجبيه و سأله:
"ليه كده، إيه اللي حصل؟"."راسل بيه اللي كنا بنوردله الشغل و بنبعتله البنات اتقبض عليه و بنته اتقتلت".
"دي مصيبة، طيب و فتحي بيه هيتصرف إزاي؟".
أجابه الرجل بسخرية:
"فتحي بيه على قد ما هو خايف على قد ما هو فرحان إنه اترحم من إلينا الفرماوي".سأله أنس يتصنع عدم المعرفة:
"و مالها إلينا الفرماوي بقى؟، أنا من ساعة ما جيت و أنا بسمع عنها بس عمري ما شوفتها"."إحمد ربنا إنك مشوفتهاش، دي اللي كانت بتخلص شغل راسل كله و أي حد يحاول يلعب بديله تقطعهوله، محدش يقدر يصد قدامها و لا يواجهها، أتخن شنب كان بيركع تحت رجليها".
يستمع أنس للحديث و داخله يتساءل كيف خدعته بهذه البراعة، كيف إستطاعت الكذب و التلون بهذا الشكل فهو كلما استمع لشيء يخص شخصيتها الحقيقية يصاب بالذهول كيف لهذه الملاك التي عشقها أن تكون شيطانة غليظة القلب لهذا الحد؟، إنتبه لقول الرجل:
"بيني و بينك راسل نفسه مكانش يقدر يرفضلها طلب، كان شديد و يعلم على أي حد بس يجي لحد عندها و حط مليون خط، لا هو و لا غيره يقدر يقربلها بس كان مستفيد بيها و ممشياله الشغل على المسطره و اللي يبقى من رجالتها يا سعده يا هناه طول ما هو تحت طوعها"."يلا أهي راحت و ارتاحوا منه"ا.
ضحك الرجل بسخرية:
"إرتاحوا منها بس الشغل هيبوظ، هي اللي كانت بتعدل المايلة زي ما بيقولوا و بتمشي الشغل بالثانية، دلوقتي كله هيبدأ يلعب و الدنيا هتبوظ و البداية أهو كله مشدود و شحنات متأخرة و لخبطة للركب و وقوع واحد برضه بمكانة راسل موقعة الدنيا".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasíaهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...