"ظننت ألا يوجد من يستمع لأنيني و يشعر بغصة قلبي، ظننت أني وحيدة بعالم موحش و نسيت أن هناك أخي الحبيب، أخي و إن تفرقت دروبنا يظل هو ملاذي و ملجأي، هو سندي و أماني بالحياة، أخي الذي لم و لن يطعنني بخنجر الخذلان".
نظرت له نغم و شردت به و كم اشتاقت لأحاديثه و مرحه فمنذ ما حدث لم يحدثها سوى القليل و بخصوص العمل فقط و لم ترى ابتسامته قط، شرد أنس هو اللآخر بها و كم اشتاق و كاد يتحدث و يحاول مرة أخرى و لكنها قاطعته بقولها الجاد:
"أنا هلعب آخر لعبة على راسل، هستغله لآخر مرة و أنهي اللعبة".إنتبه يستمع لها بإنصات فتابعت:
"أنا هظهر لراسل بس هنلعب عليه سوا و من خلاله، هنقدر نوصل لممدوح، فاضل ثلاث أيام على جلسة المحكمة و دي فرصتنا نوقعه قبلها نحبسه في مربع ميقدرش يتحرك منه و نستغل حبسته و نضرب ضربتنا".نظر لها بعدم فهم فسألته:
"المجرم بيحب دايماً يحوم حوالين جريمته، هو دلوقتي واثق إن محدش يعرفه و ضامن إنه مأمن نفسه بس إحنا برضه وقعنا الكل على خوانة و مدناش حد فرصه يخلع، هو دلوقتي فار مذعور خايف يكون فيه أي ثغره توقعه و عايز يتأكد و يأمن نفسه زياده و في نفس الوقت متكتف و مش عارف يتأكد لإن التحقيقات و كل حاجه سرية و الخاين وقع و بقى لوحده.....إحنا بقى هنرميله الطُعم عن طريق راسل و نخليه يقرب و يدخل المصيدة برجليه و هو هيجري ما هي دي فرصته يتأكد و يأمن نفسه و مش هيدي خوانه و إحنا نفاجأه".سردت عليه خطتها و أعجب بها كثيراً و هاتف رئيسه محمد الذي وافقة على الخطة رغم خطورتها إلا أنهم سيخوضون التجربة معاً و قد نفذت الخيارات ثم عاد أنس منزل والديه و قد رفضت كل محاولته لإصلاح ما فعل بها.
دلف وجد والده يجلس يقرأ بالجريدة فاقترب منه و ألقى التحية ثم جلس مقابله فأنزل والده الجريدة قليلاً و نظر له و رأى ملامح الحزن تكسو ملامحه فقال بابتسامة:
"فرحني و قولي إنك أخدت على قفاك و جاي تبكي على الأطلال".رفع أنس حاجبيه بذهول ثم سأله بجدية:
"بابا هو أنا لقيط، يعني لقيتوني على باب جامع و أخدتوني تربوني شفقة؟".أجابه والده بنبرة هادئة:
"أنا مكنتش عايز أجرحك بس هي دي الحقيقة، يلا أهو كله بثوابه"."طيب ما تكمل جميلك و تجبر بخاطري مش ممكن الطريقة دي يعني".
"مانا زهقت بقالي عمر بربي فيك و كل ما أقول خلصت منك ألاقيك ترجعلي تاني، ياخي دانا جوزتك عشان أخلص منك و برضه رجعتلي، إيه يا جدع لازق بغِره".
نظر له أنس بامتعاض فتابع والده:
"المهم يعني برضه متغيرش الموضوع، أنا شايف الصوابع معلمة على قفاك أهي، إحكيلي بقى صباع صباع علم إزاي".ضحك أنس بقلة حيلة و هو يحرك رأسه يمينا و يساراً بيأس و هو يقول:
"إنت مش ممكن تكون أب".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...