٢٦-ستوكهولم

388 27 15
                                    

"ظننت ألا يوجد من يستمع لأنيني و يشعر بغصة قلبي، ظننت أني وحيدة بعالم موحش و نسيت أن هناك أخي الحبيب، أخي و إن تفرقت دروبنا يظل هو ملاذي و ملجأي، هو سندي و أماني بالحياة، أخي الذي لم و لن يطعنني بخنجر الخذلان".

نظرت له نغم و شردت به و كم اشتاقت لأحاديثه و مرحه فمنذ ما حدث لم يحدثها سوى القليل و بخصوص العمل فقط و لم ترى ابتسامته قط، شرد أنس هو اللآخر بها و كم اشتاق و كاد يتحدث و يحاول مرة أخرى و لكنها قاطعته بقولها الجاد:
"أنا هلعب آخر لعبة على راسل، هستغله لآخر مرة و أنهي اللعبة".

إنتبه يستمع لها بإنصات فتابعت:
"أنا هظهر لراسل بس هنلعب عليه سوا و من خلاله، هنقدر نوصل لممدوح، فاضل ثلاث أيام على جلسة المحكمة و دي فرصتنا نوقعه قبلها نحبسه في مربع ميقدرش يتحرك منه و نستغل حبسته و نضرب ضربتنا".

نظر لها بعدم فهم فسألته:
"المجرم بيحب دايماً يحوم حوالين جريمته، هو دلوقتي واثق إن محدش يعرفه و ضامن إنه مأمن نفسه بس إحنا برضه وقعنا الكل على خوانة و مدناش حد فرصه يخلع، هو دلوقتي فار مذعور خايف يكون فيه أي ثغره توقعه و عايز يتأكد و يأمن نفسه زياده و في نفس الوقت متكتف و مش عارف يتأكد لإن التحقيقات و كل حاجه سرية و الخاين وقع و بقى لوحده.....إحنا بقى هنرميله الطُعم عن طريق راسل و نخليه يقرب و يدخل المصيدة برجليه و هو هيجري ما هي دي فرصته يتأكد و يأمن نفسه و مش هيدي خوانه و إحنا نفاجأه".

سردت عليه خطتها و أعجب بها كثيراً و هاتف رئيسه محمد الذي وافقة على الخطة رغم خطورتها إلا أنهم سيخوضون التجربة معاً و قد نفذت الخيارات ثم عاد أنس منزل والديه و قد رفضت كل محاولته لإصلاح ما فعل بها.

دلف وجد والده يجلس يقرأ بالجريدة فاقترب منه و ألقى التحية ثم جلس مقابله فأنزل والده الجريدة قليلاً و نظر له و رأى ملامح الحزن تكسو ملامحه فقال بابتسامة:
"فرحني و قولي إنك أخدت على قفاك و جاي تبكي على الأطلال".

رفع أنس حاجبيه بذهول ثم سأله بجدية:
"بابا هو أنا لقيط، يعني لقيتوني على باب جامع و أخدتوني تربوني شفقة؟".

أجابه والده بنبرة هادئة:
"أنا مكنتش عايز أجرحك بس هي دي الحقيقة، يلا أهو كله بثوابه".

"طيب ما تكمل جميلك و تجبر بخاطري مش ممكن الطريقة دي يعني".

"مانا زهقت بقالي عمر بربي فيك و كل ما أقول خلصت منك ألاقيك ترجعلي تاني، ياخي دانا جوزتك عشان أخلص منك و برضه رجعتلي، إيه يا جدع لازق بغِره".

نظر له أنس بامتعاض فتابع والده:
"المهم يعني برضه متغيرش الموضوع، أنا شايف الصوابع معلمة على قفاك أهي، إحكيلي بقى صباع صباع علم إزاي".

ضحك أنس بقلة حيلة و هو يحرك رأسه يمينا و يساراً بيأس و هو يقول:
"إنت مش ممكن تكون أب".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن