٨-وعد

457 29 18
                                    

"نقطع بعض الوعود رغم صعوبة تحقيقها متمنين ألا تُرغمنا الحياة على نكثها و نصيب من عاهدنا بخنجر الخذلان، نحارب جاهدين ألا ننكثها و لكن هل ستشفق علينا الحياة و تدعنا نوفيها؟!".

إنتهى الإتصال و خرجت إلينا مع راسل الذي مازال ينظر لها بسعادة و عدم تصديق لِمَ سمعه و فجأة جذبها من ذراعها و إحتضنها بقوة و هربت عباراته العالقة رغماً عنه، تنهدت إلينا و ضمته بذراعيها و ربتت على ظهره، مرت ثواني ثم أبعدها راسل عن صدره و مسد على خصلاتها كما مرر إبهامه على وجنتها بابتسامة حانية ثم مسح عباراته الهاربة و أمسك يدها و قال بنبرة هادئة:
"تعالي باتي معايا إنهارده و قبل الفجر هرجعك البيت".

إبتسمت له و أومأت موافقة فاتسعت ابتسامته و تحرك بها فيما أعطت هي الأمر لرجالها بالإنصراف و أن يضعوا سيارتها بموضعها أمام منزلها ثم استقلت سيارة راسل الذي لم يترك يدها و داخله سعادة غامرة و انطلقت السيارة للقصر، بعدما وصلا للقصر أمر بتحضير الطعام و تركها تصعد غرفتها لتتحمم و تبدل ملابسها حتى تصبح طاولة الطعام جاهزة.

بعدما أبدلت ملابسها جلست تفكر بِمَ فعلت و داخلها مشاعر كثيرة متضاربة فهي تشعر بالسعادة لنجاح خطتها و لكن هناك شعور بالخوف فهي لم تجد بعد خطة محددة لعلاقتها بأنس و لكن كل ما يدور بذهنها أنها ستحاول حمايته قدر المستطاع و لن تفصح عن أي معلومات و ستماطل معهم و خلال هذه الفترة ستحاول الإيقاع بهم و رغم أنها تعلم خطورة ذلك و أنها ربما لا تستطيع فعل ذلك بمفردها و لكنها نفت فكرة أنها تفصح لأنس عن هويتها و تطلب منه المساعدة فمن المحتمل أن يعرض ذلك حياة عائلتها للخطر و خصوصاً أنها لا تعلم هوية الزعيم و لا الخائن و هذا ما ستعمل عليه بعيداً عن أنس لذلك بدأت تستغل عشق راسل لها لتجعله هو حمايتها و من يساعدها و ما فعلته اليوم مجرد البداية لإستغلال راسل و خطوتها الأولى بطريق لا تعلم نهايته.

تنفست بعمق و أمسكت بهاتفها و قامت بالتواصل مع محمود لتطمئن على والدتها و أخبرها عن ما حدث و قد ترك عيون تراقب الوضع بالمشفى، حزنت كثيراً لوضع والدتها و لكنها شعرت بالسعادة عندما علمت أن والدتها شعرت بها و سعدت بوجودها و تنتظرها، هربت عباراتها العالقة و هي تتذكر حضن والدتها و ملامستها و على ثغرها إبتسامة متألمة.

هبطت لراسل و تناولا الطعام و بعد إنتهائهما أجلسها بجانبه على الأريكة و لم تخلو جلستهم من تدليلها و قد بدت السعادة على ملامحه، يجلس راسل ضامماً إياها لصدره يلف ذراعه حول عنقها و هي تستند برأسها على كتفه، أطعمها قطعة من الفاكهه بفمها و ربت على وجنتها و قبلها ثم نظر بعمق عينيها و سألها بنبرة هادئة:
"اللي قولتيه إنهارده ده بجد، بجد مش هتسيبيني مهما حصل؟".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن