"نقطع بعض الوعود رغم صعوبة تحقيقها متمنين ألا تُرغمنا الحياة على نكثها و نصيب من عاهدنا بخنجر الخذلان، نحارب جاهدين ألا ننكثها و لكن هل ستشفق علينا الحياة و تدعنا نوفيها؟!".
إنتهى الإتصال و خرجت إلينا مع راسل الذي مازال ينظر لها بسعادة و عدم تصديق لِمَ سمعه و فجأة جذبها من ذراعها و إحتضنها بقوة و هربت عباراته العالقة رغماً عنه، تنهدت إلينا و ضمته بذراعيها و ربتت على ظهره، مرت ثواني ثم أبعدها راسل عن صدره و مسد على خصلاتها كما مرر إبهامه على وجنتها بابتسامة حانية ثم مسح عباراته الهاربة و أمسك يدها و قال بنبرة هادئة:
"تعالي باتي معايا إنهارده و قبل الفجر هرجعك البيت".إبتسمت له و أومأت موافقة فاتسعت ابتسامته و تحرك بها فيما أعطت هي الأمر لرجالها بالإنصراف و أن يضعوا سيارتها بموضعها أمام منزلها ثم استقلت سيارة راسل الذي لم يترك يدها و داخله سعادة غامرة و انطلقت السيارة للقصر، بعدما وصلا للقصر أمر بتحضير الطعام و تركها تصعد غرفتها لتتحمم و تبدل ملابسها حتى تصبح طاولة الطعام جاهزة.
بعدما أبدلت ملابسها جلست تفكر بِمَ فعلت و داخلها مشاعر كثيرة متضاربة فهي تشعر بالسعادة لنجاح خطتها و لكن هناك شعور بالخوف فهي لم تجد بعد خطة محددة لعلاقتها بأنس و لكن كل ما يدور بذهنها أنها ستحاول حمايته قدر المستطاع و لن تفصح عن أي معلومات و ستماطل معهم و خلال هذه الفترة ستحاول الإيقاع بهم و رغم أنها تعلم خطورة ذلك و أنها ربما لا تستطيع فعل ذلك بمفردها و لكنها نفت فكرة أنها تفصح لأنس عن هويتها و تطلب منه المساعدة فمن المحتمل أن يعرض ذلك حياة عائلتها للخطر و خصوصاً أنها لا تعلم هوية الزعيم و لا الخائن و هذا ما ستعمل عليه بعيداً عن أنس لذلك بدأت تستغل عشق راسل لها لتجعله هو حمايتها و من يساعدها و ما فعلته اليوم مجرد البداية لإستغلال راسل و خطوتها الأولى بطريق لا تعلم نهايته.
تنفست بعمق و أمسكت بهاتفها و قامت بالتواصل مع محمود لتطمئن على والدتها و أخبرها عن ما حدث و قد ترك عيون تراقب الوضع بالمشفى، حزنت كثيراً لوضع والدتها و لكنها شعرت بالسعادة عندما علمت أن والدتها شعرت بها و سعدت بوجودها و تنتظرها، هربت عباراتها العالقة و هي تتذكر حضن والدتها و ملامستها و على ثغرها إبتسامة متألمة.
هبطت لراسل و تناولا الطعام و بعد إنتهائهما أجلسها بجانبه على الأريكة و لم تخلو جلستهم من تدليلها و قد بدت السعادة على ملامحه، يجلس راسل ضامماً إياها لصدره يلف ذراعه حول عنقها و هي تستند برأسها على كتفه، أطعمها قطعة من الفاكهه بفمها و ربت على وجنتها و قبلها ثم نظر بعمق عينيها و سألها بنبرة هادئة:
"اللي قولتيه إنهارده ده بجد، بجد مش هتسيبيني مهما حصل؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...