٣١-عالم آخر(الأخير)

759 43 91
                                    

"و لرُبَ نَازِلةٍ يَضِيقُ لَها الفَتَى ذَرعاً و عِندَ اللَّهِ مِنها المَخرَجُ، ضَاقَت فَلَما اسْتَحكَمَت حَلَقَاتُهَا فُرِجَت و كُنْتُ أظُنُهَا لَا تُفرَجُ".
(الإمام الشافعي)

فتح أنس عينيه بتشوش في الرؤية يشعر بنبضات قلبه متسارعة و ألم بصدره، لحظات و اتضحت الرؤية رويداً رويداً فيما انتفضت فوزية بسعادة و لهفة:
"يا حبيبي، حمد الله على سلامتك يا نور عيني، الحمد لله".

نظر لها أنس بتشوش و قال بنبرة خافتة:
"نغم".

لم تنتبه له والدته و استمع لصوت والده بسعادة هو الآخر:
"حمد الله على سلامتك يا أنس يا حبيبي".

همس أنس مرة أخرى بإسمها و لكنهما لم يفسران كلماته، حضر الطبيب و فحصه و قد اتضحت الرؤية لأنس و لكنه يشعر بإعياء شديد يجاهد لتخرج نبرته فقال الطبيب:
"متجهدش نفسك في الكلام، إرتاح شوية و هطمن عليك تاني، حمد الله على سلامته".

شكره شيرين و خرج الطبيب و دلف يوسف بلهفة و سعادة:
"حمد الله على سلامتك يا أنس".

نظر له أنس بتعجب فهو يسير دون مُعين، كاد يتحدث و يسألهم عن نغم و لكنه تفاجأ بيزن و هشام يدلفان الغرفة و قال هشام بمرح:
"إيه يا عم الغيبه دي، إنت ما صدقت تتصاب و قولت تريح".

ينظر أنس بدهشة ليزن فقال يزن:
"جرا إيه يلا إنت فقدت الذاكره و لا إيه؟".

ينظر أنس لهم بتيه و ذهول فقالت والدته:
"بس بقى سيبوه الدكتور قال منتعبوش، هو لسه مش مركز".

قاطعهم دلوف الممرضة تطلب منهم الإنصراف لينال أنس قسطاً من الراحة و بالفعل خرجوا جميعاً بينما أنس يشعر بتشتت عقله لا يعلم ماذا يحدث و أين نغم، نظر يتفحص جرحه إثر الطلق الناري فوجده بموضعه، تنفس بعمق فهو يشعر بنبضات قلبه و كأنها قريبة منه، دقائق و دلف له والده و جلس جانبه، قال شيرين بنبرة هادئة:
"إنت كويس يا أنس، حاسس بحاجة بتوجعك؟".

أومأ أنس بالنفي و سأله بخفوت و إعياء:
"نغم فين؟".

"نغم مين يا أنس؟".

نظر له أنس بتعجب و قال بتيه:
"يعني إيه نغم مين؟، نغم مراتي".

تنهد والده بحزن من أجل ولده و أجابه:
"حبيبي إنت مش متجوز، بس طول ما إنت في الغيبوبة كنت بتنده بالإسم ده".

عقد أنس بين حاجبيه يقول بنبرة مهتزة:
"يعني إيه.....يعني....إزاي أنا...".

أمسك والده بيده و قاطعه بقوله:
"أنس إنت كنت بتحلم زي ما كنت بتحلم طول عمرك بالبنت اللي ملهاش وجود، نغم دي كمان ملهاش وجود يا حبيبي".

إندفع أنس بانفعال:
"يعني إيه ملهاش وجود....إزاي...هي، نغم هي البنت يا بابا، أنا كنت معاها....أنا.....أنا حاسس بنبض قلبي، هي هنا".

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن