"و لرُبَ نَازِلةٍ يَضِيقُ لَها الفَتَى ذَرعاً و عِندَ اللَّهِ مِنها المَخرَجُ، ضَاقَت فَلَما اسْتَحكَمَت حَلَقَاتُهَا فُرِجَت و كُنْتُ أظُنُهَا لَا تُفرَجُ".
(الإمام الشافعي)فتح أنس عينيه بتشوش في الرؤية يشعر بنبضات قلبه متسارعة و ألم بصدره، لحظات و اتضحت الرؤية رويداً رويداً فيما انتفضت فوزية بسعادة و لهفة:
"يا حبيبي، حمد الله على سلامتك يا نور عيني، الحمد لله".نظر لها أنس بتشوش و قال بنبرة خافتة:
"نغم".لم تنتبه له والدته و استمع لصوت والده بسعادة هو الآخر:
"حمد الله على سلامتك يا أنس يا حبيبي".همس أنس مرة أخرى بإسمها و لكنهما لم يفسران كلماته، حضر الطبيب و فحصه و قد اتضحت الرؤية لأنس و لكنه يشعر بإعياء شديد يجاهد لتخرج نبرته فقال الطبيب:
"متجهدش نفسك في الكلام، إرتاح شوية و هطمن عليك تاني، حمد الله على سلامته".شكره شيرين و خرج الطبيب و دلف يوسف بلهفة و سعادة:
"حمد الله على سلامتك يا أنس".نظر له أنس بتعجب فهو يسير دون مُعين، كاد يتحدث و يسألهم عن نغم و لكنه تفاجأ بيزن و هشام يدلفان الغرفة و قال هشام بمرح:
"إيه يا عم الغيبه دي، إنت ما صدقت تتصاب و قولت تريح".ينظر أنس بدهشة ليزن فقال يزن:
"جرا إيه يلا إنت فقدت الذاكره و لا إيه؟".ينظر أنس لهم بتيه و ذهول فقالت والدته:
"بس بقى سيبوه الدكتور قال منتعبوش، هو لسه مش مركز".قاطعهم دلوف الممرضة تطلب منهم الإنصراف لينال أنس قسطاً من الراحة و بالفعل خرجوا جميعاً بينما أنس يشعر بتشتت عقله لا يعلم ماذا يحدث و أين نغم، نظر يتفحص جرحه إثر الطلق الناري فوجده بموضعه، تنفس بعمق فهو يشعر بنبضات قلبه و كأنها قريبة منه، دقائق و دلف له والده و جلس جانبه، قال شيرين بنبرة هادئة:
"إنت كويس يا أنس، حاسس بحاجة بتوجعك؟".أومأ أنس بالنفي و سأله بخفوت و إعياء:
"نغم فين؟"."نغم مين يا أنس؟".
نظر له أنس بتعجب و قال بتيه:
"يعني إيه نغم مين؟، نغم مراتي".تنهد والده بحزن من أجل ولده و أجابه:
"حبيبي إنت مش متجوز، بس طول ما إنت في الغيبوبة كنت بتنده بالإسم ده".عقد أنس بين حاجبيه يقول بنبرة مهتزة:
"يعني إيه.....يعني....إزاي أنا...".أمسك والده بيده و قاطعه بقوله:
"أنس إنت كنت بتحلم زي ما كنت بتحلم طول عمرك بالبنت اللي ملهاش وجود، نغم دي كمان ملهاش وجود يا حبيبي".إندفع أنس بانفعال:
"يعني إيه ملهاش وجود....إزاي...هي، نغم هي البنت يا بابا، أنا كنت معاها....أنا.....أنا حاسس بنبض قلبي، هي هنا".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...