٤-أحلام بريئة

509 36 14
                                    

"أحلام بريئة وأدتها الأيام، أحلام تُسلب و براءة تُقتل، آمال تُهدم و قصور تُبنى، أزهار تَذبُل و تتساقط أوراقها و تُسحق بالأقدام".

إنتهيا من الطعام و جلسا سوياً بالحديقة يستنشقان الهواء المنعش و يحتسيان قهوتهما، صدح رنين هاتف راسل فأجابه و لكنه عندما استمع لكلمات المتحدث انتفض فجأة بغضب ينظر نحو إلينا التي نهضت تقف قبالته بتعجب، قال راسل للمتحدث بغضب:
"إزاي، إزاي يحصل كده، فين التأمين؟".

"يا باشا و الله كله كان متأمن كويس بس...."

لم يمهله راسل تكملة حديثه و أغلق الهاتف يتنفس بحِدة من شدة غضبه فسألته إلينا بجدية:
"في إيه، إيه اللي حصل؟".

أجابها راسل بتيه و عيناه تجول بكل مكان يحاول جمع شتات نفسه:
"شُحنة البنات، ناس طلعت عليهم و هربوا البنات".

إندفعت إلينا بغضب:
"إزاي الكلام ده و فين الرجالة؟".

أجابها بتوتر و تيه يفكر بهذه المصيبة التي حلت على رأسه:
"مش عارف، مش عارف يا إلينا، أنا مش فاهم حاجة".

ربتت على كتفه و قالت بنبرة جادة:
"متقلقش أنا هتصرف".

قالتها و هي تتحرك من أمامه فأمسك بمعصمها:
"إستني، هتعملي إيه؟".

"هجيب الرجالة اللي كانوا مع الشُحنة و هفهم كل حاجة".

قال و هو يتحرك معها:
"أنا جاي معاكِ، متروحيش لوحدك".

أومأت موافقة و تحركت معه و هي تهاتف أحدهم تأمره بجمع الرجال ثم صعدت غرفتها و تجهزت سريعاً ثم هبطت و استقلت سيارتها و هو معها و خلفهما سيارة بها بعض الحراس الخاصين بها و براسل.

إنطلقت السيارة و راسل جانبها يجلس بتوتر يحرك قدمه دون توقف و ملامحه القاسية التي تدل أنه بقمة غضبه، أما إلينا فكانت تقود بملامح جادة و عينين حادتين تتابع راسل بهدوء، وصلا وجهتهما التي كانت عبارة عن مكان كالمخازن و هبطت إلينا و معها راسل و خلفهما الحراس، اقتربا من باب المخزن الذي يقف أمامه بعض الحراس و قال راسل بجمود موجها حديثه لهم:
"وصلوا؟".

أجابه أحدهم بإحترام و هو يفتح الباب:
"جوه يا باشا".

دلف راسل فيما نظرت إلينا للرجل فأماء بإماءة بسيطة جداً مع إشارة بعينيه لها تظهر و كأنها تحية لها و لكنه بالحقيقة قد أوصل رسالته فظهرت إبتسامة إنتصار و ثقة على جانب ثغرها ثم دلفت خلف راسل و الرجل خلفها و صرخ راسل برجاله بغضب و هم يقصون عليه ما حدث، قال أحد رجاله بذعر:

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن