"تعلمون أن في وسع إمرأة، إمرأة واحدة فقط بوسعها أن تُحرك أقوى الرجال كالبيادق بأصابعها فلا تستهين بخبث إمرأة، مهما بغلت حنكتكَ و دهاؤك ستكون لُعبة بيدها".
عودة للمقهى مازال أنس و إلينا يجلسان سوياً، أنس بنبرة هادئة:
"بصي يا ياسمين أنا عارف و فاهم صدمتك، أكيد عقلك مش مستوعب بس صدقيني و لا أنا عقلي مستوعب و مخضوض و مش فاهم حاجه و لا عارف إيه اللي بيربطني بيكِ بالشكل ده بس كل اللي أنا عارفه إني أخيراً لقيتك و حلمي بقى حقيقة، يمكن إحنا من المعجزات، يمكن فعلاً في حاجه إسمها تلاقي الأرواح و مش مجرد أساطير بس كل ده ميفرقش مش مهم، المهم إننا إتقابلنا و أكيد مش هطلب منك تبقي معايا و إنتِ متعرفنيش، هديلك الفرصة تعرفيني كويس و أعرفك أكتر بس في النهاية هنتجوز دي مفيهاش نقاش".أنهى كلماته بجدية فرفعت إلينا حاجبها و ابتسمت لطريقته فقال بجدية:
"هو إنتِ فاكره إني هخليكِ تعرفيني كويس عشان في الآخر تخلعي؟، مش هيحصل، هتجوزك و هتبقي حرم أنس شي.....".قطع حديثه فجأة و صمت قليلاً ثم تابع بتردد و نبرة خافتة:
"شيرين الطحاوي".كتمت إلينا ضحكتها فقال بجدية:
"إيه أبويا إسمه شيرين فيها إيه يعني؟".لم تتمالك إلينا نفسها و انفجرت بالضحك على مظهره و طريقته و هي تضع يدها على فمها لتحاول كتم ضحكتها و هي تهرب بنظرها عنه فتابع أنس بضيق:
"منه لله جدي ملبسنا كلنا، ساب كل الأسامي و سماه شيرين، الله يرحمه بقى و يبشبش الطوبه اللي تحت راسه كان باصص تحت رجليه و مبصش للأجيال اللي هتتلط من بعده".صمت قليلاً ثم تابع بجدية:
"بس أكيد الجوازه مش هتبوظ عشان إسم أبويا يعني دي كلها شكليات".تنظر له إلينا و تكتم ضحكتها لا تستطيع الحديث فنظر إليها و إنفجر في الضحك و انفجرت هي الأخرى في الضحك و هو يحرك رأسه بيأس فقد تعرض لمواقف محرجة كثيرة بسبب إسم والده، إنتهيا من الضحك ثم نظر لها بهيام فقالت إلينا بنبرة هادئة:
"أنس أنا أكيد مش هقدر أخد قرار زي ما إنت قولت أنا معرفكش و كمان أنا حياتي لسه ملخبطه يادوب بدأت أستقر هنا و.......".قاطعها أنس بنبرته الهادئة:
"ياسمين أعتقد إحنا كبار كفايه إننا نقدر نفكر و نختار و نقرر، أنا قولتلك هناخد وقتنا و نتعرف ببعض أكتر ما هو أنا برضه معرفكيش و أكيد أنا مش هغصبك و لما قولت هتجوزك ده عشان أنا مآمن بالنهاية دي و مصدقها و قلبي بيقولي إنه هيحصل و أنا قلبي دليلي".أنهى حديثه بغمزة و بسمة فابتسمت رغماً عنها، تابعا جلستهما و حديثهما و بعد قليل إستأذنت إلينا لتنصرف و لم تعطيه إجابه صريحة لموافقتها على ما قاله، خرجت إلينا من المقهى بمشاعر مختلطة بين الراحة و شعورها بالأمان معه و بين ألمها و حزنها مِمَ تفعله به، اتجهت نحو منزلها و لكن قبل أن تصعد أتاها إتصال من محمود، محمود بتوتر:
"والدتك تعبانه و الإسعاف نقلتها المستشفى"..
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...