٧-خطة

453 33 5
                                    

"تعلمون أن في وسع إمرأة، إمرأة واحدة فقط بوسعها أن تُحرك أقوى الرجال كالبيادق بأصابعها فلا تستهين بخبث إمرأة، مهما بغلت حنكتكَ و دهاؤك ستكون لُعبة بيدها".

عودة للمقهى مازال أنس و إلينا يجلسان سوياً، أنس بنبرة هادئة:
"بصي يا ياسمين أنا عارف و فاهم صدمتك، أكيد عقلك مش مستوعب بس صدقيني و لا أنا عقلي مستوعب و مخضوض و مش فاهم حاجه و لا عارف إيه اللي بيربطني بيكِ بالشكل ده بس كل اللي أنا عارفه إني أخيراً لقيتك و حلمي بقى حقيقة، يمكن إحنا من المعجزات، يمكن فعلاً في حاجه إسمها تلاقي الأرواح و مش مجرد أساطير بس كل ده ميفرقش مش مهم، المهم إننا إتقابلنا و أكيد مش هطلب منك تبقي معايا و إنتِ متعرفنيش، هديلك الفرصة تعرفيني كويس و أعرفك أكتر بس في النهاية هنتجوز دي مفيهاش نقاش".

أنهى كلماته بجدية فرفعت إلينا حاجبها و ابتسمت لطريقته فقال بجدية:
"هو إنتِ فاكره إني هخليكِ تعرفيني كويس عشان في الآخر تخلعي؟، مش هيحصل، هتجوزك و هتبقي حرم أنس شي.....".

قطع حديثه فجأة و صمت قليلاً ثم تابع بتردد و نبرة خافتة:
"شيرين الطحاوي".

كتمت إلينا ضحكتها فقال بجدية:
"إيه أبويا إسمه شيرين فيها إيه يعني؟".

لم تتمالك إلينا نفسها و انفجرت بالضحك على مظهره و طريقته و هي تضع يدها على فمها لتحاول كتم ضحكتها و هي تهرب بنظرها عنه فتابع أنس بضيق:
"منه لله جدي ملبسنا كلنا، ساب كل الأسامي و سماه شيرين، الله يرحمه بقى و يبشبش الطوبه اللي تحت راسه كان باصص تحت رجليه و مبصش للأجيال اللي هتتلط من بعده".

صمت قليلاً ثم تابع بجدية:
"بس أكيد الجوازه مش هتبوظ عشان إسم أبويا يعني دي كلها شكليات".

تنظر له إلينا و تكتم ضحكتها لا تستطيع الحديث فنظر إليها و إنفجر في الضحك و انفجرت هي الأخرى في الضحك و هو يحرك رأسه بيأس فقد تعرض لمواقف محرجة كثيرة بسبب إسم والده، إنتهيا من الضحك ثم نظر لها بهيام فقالت إلينا بنبرة هادئة:
"أنس أنا أكيد مش هقدر أخد قرار زي ما إنت قولت أنا معرفكش و كمان أنا حياتي لسه ملخبطه يادوب بدأت أستقر هنا و.......".

قاطعها أنس بنبرته الهادئة:
"ياسمين أعتقد إحنا كبار كفايه إننا نقدر نفكر و نختار و نقرر، أنا قولتلك هناخد وقتنا و نتعرف ببعض أكتر ما هو أنا برضه معرفكيش و أكيد أنا مش هغصبك و لما قولت هتجوزك ده عشان أنا مآمن بالنهاية دي و مصدقها و قلبي بيقولي إنه هيحصل و أنا قلبي دليلي".

أنهى حديثه بغمزة و بسمة فابتسمت رغماً عنها، تابعا جلستهما و حديثهما و بعد قليل إستأذنت إلينا لتنصرف و لم تعطيه إجابه صريحة لموافقتها على ما قاله، خرجت إلينا من المقهى بمشاعر مختلطة بين الراحة و شعورها بالأمان معه و بين ألمها و حزنها مِمَ تفعله به، اتجهت نحو منزلها و لكن قبل أن تصعد أتاها إتصال من محمود، محمود بتوتر:
"والدتك تعبانه و الإسعاف نقلتها المستشفى"..

إليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن