"أحياناً تخدعنا الحياة ببريقها و تُشعرنا بالتحرر أخيراً من معاناتنا و لكنها تُفاجئنا بصفعات لم تكن في الحُسبان، نصاب بالصدمة للوهلة الأولى و لكننا نتذكر أنها الحياة كما هي دائماً تصيبنا بالخذلان و القهر، تطعننا بأسعد لحظاتنا، نتألم و لكن يختفي صوتنا و نصبح بُكم، صرخاتنا تمزق داخلنا و لكن لا يُسمع لها صوت".
وصلا سوياً و دلفا من باب القصر،جالت بنظرها في الأرجاء بمشاعر مختلطة و ارتجف جسدها فأمسك أنس يدها و تحركا نحو باب القصر الداخلي و اغرورقت عيني نغم و توقفت فجأة و قالت بألم و نبرة مهتزة:
"أنا.....أنا خايفه يا أنس.....أنا مشتقاله بس كارهه عيشتي هنا....أنا تايهه".ضمها أنس لصدره يربت على ظهرها بحنو و لكنه تركها فجأة و في لحظات كان قد قفز و تسلق الباب الداخلي و استقر فوقه على قطعة خرسانية و هو يصرخ بها بذعر:
"يا خبر إسود، هاتي إيدك...إيه ده؟".كانت نغم ملقاة على الأرض تضحك بملئ شدقتيها و قد كان كلبها الذي أهداها راسل إياه منذ سنوات اشتم رائحتها و هرول نحوهما و قفز عليها ترحيباً بها فسقطت أرضاً و لكن أنس كان قد نجى بنفسه و يحاول مساعدتها ظناً منه أنه سيؤذيهما و قد ذعر من حجمه و هيئته المخيفة، قال أنس بعدم تصديق:
"إنتِ مجنونة بتضحكِ على إيه، هياكلك يا بت، قومي هاتي إيدك".تضحك نغم و لم تستطع إجابته من كثرة ضحكها، تلاطف كلبها بحب و الكلب فوقها يداعبها بسعادة، أنس بعدم تصديق:
"إنتِ عبيطة يا نغم، إيه الشيء ده؟!!".أجابته نغم من بين ضحكاتها و هي تداعب الكلب بيدها و تقبله و تحتضنه:
"ده عنتر".أنس باستنكار:
"عنتر مين يا بت إنتِ هبلة....بتبوسي مين يا بنت المجانين و الله هياكلك، ده قدك، إنتِ إزاي كده؟".نهضت نغم و هي تضحك و الكلب يقفز عليها يلاطفها، قالت بسعادة:
"يابني ياكلني إيه ده حبيبي، أنا أصلاً مش مصدقه إنه لسه موجود كنت فاكراه ضاع، أنا مبسوطه قوي".ينظر لها أنس باستنكار فيما نظرت هي للكلب تداعبه و تحدثه:
"حياتي إنت كنت لوحدك كل ده، إفتكرتني سيبتك؟، متخافش يا روحي مش هسيبك و هاخدك معايا".أنس باستنكار:
"نعم!!، تاخدي مين معاكِ ،إنتِ اتهبلتي و لا إيه؟، الكائن ده مش هيبقى معايا في مكان واحد ،يا أنا يا هو، أنا قولت أهو".أنهى حديثه بجدية فنظرت له نغم و قالت بخبث:
"تفتكر يا أنس وضعك يسمحلك تكلمني بالطريقة دي و تتشرط كمان؟".إنتبه أنس لوضعه فقال بنبرة أهدأ:
"حبيبتي أكيد مش قصدي أضايقك بس يعني أنا برضه جوزك، أكيد لازم نراعي بعض و بعدين ده مش كائن طبيعي يا ماما يعيش مع بني آدمين، إنتِ مش شايفه شكله؟".
أنت تقرأ
إلينا
Fantasyهُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغايرة لا تُشبه تلك السجون فهي سجون بِلا قضبان، بِلا أصفاد تكبل مُعتقليها...أصفادهم من نوع آخر يقبض ال...