7- نتيجة التصرفات الغير مسئولة.

156 23 3
                                    


دخلت المطعم التي أخبرتني رهف باسمه، ووجدت أسماء في ركن بعيد، أمامها الكمبيوتر، وتبدو لا مبالية! لماذا إذن أصرت على مجيئي وطلبت من رهف أن توقظني!! دخلت وقلت ببسمة: "أمال رهف بتقولي إنك بتعيطي"

"وطي صوتك، هما وراك" قالت أسماء وقبل أن أدير رأسي لأرى من تقصد وقفت تعانقني وهمست: "الله يفضحك هتفضحيني"

"مين؟" تساءلت وأنا أربت على ظهرها فهمست: "الحيوان والحيوانة خطيبته"

"وأنت اللي يجيبك كافيه مختلط إيه يا أسماء؟ طالما أنت لواحدك، لا معاك مراد ولا معاك حد، بتيجي كافيه مختلط ليه؟"

"اقعدي يا عمري" قالت ببسمة تخفي غيظها فجلست بالمقابل منها فقالت ببسمة: "بقدم على شغل!"

"طب حلو، كويس والله" قلت ببسمة سعيدة، أخيرًا ستفيق أسماء مما هي فيه؟

قالت برجاء: "خليك معايا لحد ما يمشوا"

"طب كنتي قومي روحي! أنا أصلًا قلت لماما وأبي ما كانش في البيت! ولو عرف إني جيت مكان زي دا هيزعل مني!" قلت بضيق فسخرت: "دا أنتم عيلة محبكة يا ندى"

"محبكة؟ والله هتتحاسبي على تريقتك دي، عشان أنت مش بس بتتريقي علينا، أنت بتتريقي على الحدود اللي ربنا حاطتها"

كان الجو مشحونًا فأخرجت هاتفي بضيق أتصفحه فسخرت: "كلميه، ما أنا مش مهمة في حياة حد والله، واخديني مجرد تسلية وقت فراغ"

تركت الهاتف وقلت بضيق: "أنت بتتكلمي بجد؟ أسماء، أنا فيه أيام ببقى نايمة فيها ميتة من العيا وأنت أصلًا مش بتفكري تسألي، وبعدين هناخد وندي إزاي بأسلوبك دا؟ أنا مش هوافقك على الغلط وأنت مش بتتقبلي نصايحي، إحنا مش شبه بعض يا أسماء، مش شبه بعض نهائي، وبعدين على الأقل أنت عارفة إني بجد ماليش غيرك أنت وياسمين، أنت صحابك كتير، يعني مهما تتعاملي أنا مش هبعد عشان أنا لواحدي، فبتفضلي تغلطي وأنا بسكتلك، وحتى لو بعدت فأنت ليك غيري كتير ومش هيفرق معاك، دا تفكيرك"

أغلقت الكمبيوتر ونظرت لي مطولًا وقالت: "دا الفرق بينا يا ندى، إنك فعلًا مصاحباني عشان ما تكونيش لواحدك في حين إن أنا عندي صحاب كتير ومفضلاك عليهم كلهم"

"أنا مش بحب أتعب في نفسي، هتعب في نفسي وأستحمل تريقتك عليا ليه ما أنا ممكن أعتزل اللي بيئذيني ونخلص!" قلت بضيق وأنا أشعر بالأسى من كلامها، المكان هنا غير مريح، معظم الجالسين من الشباب، أنا لا أذهب لمطاعم عادة وعندما أذهب تكون النسائية لأجلس بكل راحة، لكن.. هنا؟ ما هذا المكان؟ ولماذا الموسيقى تلك؟

ابتسمت أسماء ببرود واستفزاز وقالت: "وأنا بأذيك، اعتزليني بقى، سيبيني لواحدي"

لا أعرف كيف أرد، نفسيتي ليست من المطاط الذي لا يكسر! لكل إنسان مقدرة على تحمل الكلام السلبي وطاقة تحمل لن تحتمل أكثر! نظرت نحوها بضيق وأكملت تصفحي ومن حين لآخر أنظر نحوها فقالت أسماء بضيق: "ندى، أنا آسفة إني جبتك، سيبيني لواحدي"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن