أسرعت مع سها إلى فناء المدرسة لنأخذ مقعدًا في الصفوف الأمامية لنرى الحفل بوضوح، كان هناك طاولة طويلة عليها كل مدراء المدارس الموجودة بالإدارة والكثير من المدرسين، وحمدت الله أنهم لم يدعوا أبي، فقد كان سيقارنني بهم أثناء العودة لكن هذا هو العم سيد، مدير ندى وصديق والدي، وابنه الأول على صفنا.
قالت سها ببسمة: "محمد هيتكرم"
"وإيه الجديد؟ ربنا يبارك فيه يا رب، أنا بشوف الناس دي ببقى عاوزة أرقيها والله" قلت ببسمة، بدأ وكيل المدرسة يقول مقدمة للحفل، وأنها تهنئة للطلبة المتفوقين الذين حصلوا على الدرجات العليا، وتابع: "ومش معنى إن دول اللي هيتم تكريمهم يبقى دول ذاكروا أكتر منَّك أو منِّك، بالعكس، ممكن تكون ذاكرت أكتر بس هما اللي ربنا وفقهم، طول ما أنت بتعمل اللي عليك ربنا أكيد هيكون راضي عنك، وهنبدأ بأكبر دفعة، طلبة وطالبات الصف الثاني الثانوي، وفي المركز الأول كالعادة زي كل سنة، ربنا يحميه يا رب، محمد شريف الشيخ"
صفقنا جميعًا وصعد هو ببسمة وسلم على وكيل المدرسة ومديرها الذي سلمه الشهادة والتقط معه عدة صور فتابع الوكيل: "محمد الطالب المثالي في المدرسة من اجتهاده وأخلاقه واحترامه، واللي حاطين أمل عليه إنه هيكون من أوائل الجمهورية بإذن الله السنة الجاية"
"مش للدرجة دي" تمتم ببسمة محرجة فقال الوكيل مجددًا ببسمة: "لأ للدرجة، ابننا الغالي، ربنا يحفظك لأهلك يا محمد"
ثم وقف محمد جانبًا بعد أن سلم على كل المديرين والمدرسين، وقف ببسمة اختفت فور نظره نحوي، همست لسها التي لاحظت ما حدث: "ماله دا؟"
"اتوتر لما شافك" همست ببسمة بالمقابل فنظرت لها بتعجب وقلت: "ليه؟"
"عشان أنت غبية، رهف أنت بجد مش ملاحظة حاجة؟"
"حاجة إيه؟" قلت بتعجب وبدأت أفكاري تتمحور نحو شيء واحد، لكنه تبخر حين سمعتهم ينادون على الحاصلة على المركز الثاني وهي ميرنا! وبعد أن أخذت شهادتها وقفت جانبًا مع محمد وتبادلا بعض الكلمات ببسمة فسخرت من نفسي، ليس معنى أن أيمن يحب سها أن محمد سيحبني! فماذا يقارن جمالي بجمال سها وميرنا؟ أنا غبية فعلًا.
بعد انتهاء الحفل عدت للمنزل متضايقة لأني شعرت بالغيرة منهم، أنا أغبطهم! لماذا لا أذاكر وأحصل على مراكز عالية مثلهم؟ وما زاد الطين بلة أن بعد الغداء عندما كنت أعطي لأبي الشاي كان يشاهد الصور والفيديوهات الخاصة بالحفل على صفحة المدرسة، أجلسني بجاوره لأتابع، يريني صورة عمر ابن العم سيد ويقول: "رافع راس أبوه"
أيعني أنني من أحدد إن يرفع رأسه أو يطأطئها بخزي؟ ما شأني؟
"دي سارة بنت التميمي؟ ربنا يبارك فيها، جايبة التانية، شوفي" قال مجددًا ببسمة فقلت بضيق: "أبي، أنا كنت في الحفلة علفكرة وشايفة كل دا"
أنت تقرأ
لتسكنوا إليها.
Romanceقصة لابنتي إحدى العائلات البسيطة بقرية ريفية بسيطة تقع بجوار المنصورة. قصة ندى، الشابة الإنطوائية الخجولة مع خطيبها الذي يختلف عنها. وشقيقتها رهف، التي تخطت الحدود المرسومة حولها وعنادها وإصرارها على أي شيء تريده، وقصتها مع أحد زملائها بالمدرسة الثا...