9- استغفال.

142 21 9
                                    

لا أدري كم من الأيام قد مرت، لكن كانت أكثر من ستة أشهر، ولم يجد شيء في حياتي سوى أني بدأت أقلل حديثي مع أحمد تدريجيًا كالسابق، وهو في كل مرة يلح على أمي أن توافق وهي مصرة على رأيها وأبي وافقها الرأي.

كنت أرى رهف المهملة تذاكر وتجتهد، لا أدري ماذا حدث لها هذه السنة، لكني سعيدة بها، أما أسماء فقد انقطعت علاقتي بها كليًا بعد أن حظرتني هي على باقي مواقع التواصل الاجتماعي، وياسمين في الطبيعي لا نتحدث كثيرًا، أنا أساسًا غير اجتماعية.

كان حفل زفاف ابن خالتي وشقيقي في الرضاعة، ودعونا أحمد ليأتي وذهبنا جميعًا عدا أبي لأنه لا يحضر الحفلات، وبعد أن حضر العروسان ذهبنا لنسلم عليهم، صعدت مع رهف وأحمد وسلمت عليه، وكما اعتدنا، يصافحني، ثم يقبل خدي، ثم يعانقني، باركت له بسعادة ثم اقتربت لأسلم على العروس كانت رهف تبارك لأخي وحين نظرت لأحمد وجدت وجهه متجمد، ثم صافحه ببرود وبارك للعروس فقلت أحاول تخيف التوتر: "أحمد خطيبي يا معاذ، ودا معاذ ابن خالتي يا محمد، أخويا في الرضاعة ما أنا قايلالك!"

"غيران دا ولا إيه؟" مزح معاذ لكن أحمد لم يبتسم فقال معاذ ببسمة: "خلاص يا عم، لما تتجوزوا مش هحضنها تاني"

"والله؟ وقبلها هتحضنها تاني عادي؟" سخر أحمد فطوق معاذ كتفي ببسمة وقال: "لو ما كناش في الفرح وكان هيبقى شكلنا ويرد كنت حضنتها تاني، عقبالكم"

لكن أحمد لازال وجهه جامدًا، ما باله هذا الرجل! إنه أخي! نزلنا من المسرح فقلت أحاول تخفيف التوتر: "خلاص يا أحمد، وبعدين يعني أنت ما بتحضنش سارة؟"

"لأ ما بحضنهاش، وبعدين أول مرة أشوف أخوات في الرضاعة بيحضنوا بعض! دا رهف ما سلمتش بالإيد حتى" قال بضيق فتدخلت رهف: "هو أخو ندى بس"

نظر لها بضيق ثم وصلنا إلى الطاولة وجلسنا فقالت والدتي بتعجب: "مالك يا أحمد؟"

قالت رهف ببسمة: "غيران عشان معاذ حضنها"

"أخوها يا ابني! عادي!" قالت والدتي بتعجب فقال بضيق: "يعني معاذ يحضنها ومحمود يحضنها وأبي يحضنها وأعمامها يحضنوها وأخوالها يحضنوها، طب وأنا؟ هحضنها إمتى! ما ترضي عليا يا أمي وتوافقي الله يرضى عنك"

لكن والدتي ضحكت وقالت: "معاذ ومحمود وأبوها وأعمامها وأخوالها؟ دول محارمها!"

"برضو، أنا كمان عاوز أحضنها"

لكن تهجمت ملامح والدتي وقالت: "احترم نفسك يا أحمد"

"ما أنا محترم نفسي أهو! شفتيني حضنتها!" قال بضيق ثم رمقني لكني كنت مطأطئة رأسي بخجل من حديثه، لو كان أبي معنا لما استطاع فتح فمه بحرف هكذا

كنت أبدل ملابسي بعد أن غادر أحمد، فبعد حفل الزفاف أتى وجلس معي أنا وأبي قليلًا، وبعد أن غادر دخلت، كانت رهف نائمة بملابسها! ذهبت نحوها وهززتها برفق: "رهوفة"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن