46- لا حياة تخلو من المشاكل.

114 21 1
                                    

رفع محمد الغطاء عن جسده بالكامل فأمسكت به بعنف وقالت: "رايح فين؟"

"اشبعي ببيتك" قال بهدوء فصرخت: "رايح فين؟ مش قصدي والله!"

أفلت ذراعه من قبضتها فصرخت مجددًا: "والله ما أنت رايح حتة! هعمل حاجة في نفسي والله لو مشيت!"

لكن الكلمة قد آلمته! فتح الباب فنزلت من على السرير وأسرعت خلفه: "محمد استنى! رايح فين؟"

لم يرد عليها ولبس قميصه فوقفت مكانها ولحظة صامتة مرت وهي تراه يندفع نحو باب الشقة، وبأعلى صوت عندها بدأت تصرخ، التفت نحوها برعب فظلت تصرخ كالمجنونة! وتكرر: "تعال!"

"مالك يا رهف؟" قلق لأنها لا تصمت فتابعت صراخها وهي تقول: "ادخل!"

"هدخل هدخل! أنت فيك حاجة؟" كان يظن أن هناك شيء يؤلمها لكنها قالت بصراخ: "شيلني!"

"أنت مجنونة؟ أنت بتصرخي كل دا عشان بتتدلعي؟" صاح بها فصرخت مجددًا: "شيلني ودخلني جوا ونام بدل ما أقسم بالله هعمل في نفسي حاجة وما عدتش هتلاقيني! أنا كمان محنونة خد بالك!"

"والله؟ اعملي في نفسك حاجة يا رهف" سخر بعد أن تأكد أن كل هذا لكي لا يخاصمها فوجدها تقبض على كفيها وتضعهم أمام بطنها وقالت: "راعي إن بقالك ابن في بطني!"

ابتلع لعابه بقلق، تبدو فعلًا غير طبيعية!

"ما هو ابنك أنت كمان!" قال بهدوء فقالت بتهديد: "بس أنت اللي عايزه!"

"وأنت اللي هتتعبي لما ينزل!" قال فصرخت مجددًا فاقترب منها يكمكم فمها وقال: "صوتك يا متخلفة!"

"دا بيتي وبيتك! إحنا واحد! ما تركزش مع كلامي! أنا غبية والكلام بيطلع مني باندفاع، عديلي زي ما بعديلك!" قالت وبدأت الدموع تملأ عينيها وعانقته وهي تقول: "ما تزعلش مني أنا آسفة!"

ظل متجمدًا مكانه لا يفهمها، لكنه حملها ودخل بها ووضعها على السرير وهي لازالت متشبثة به: "ما تمشيش!"

"حاضر"

في اليوم التالي كانت تطالعه وهو ذاهب إلى عمله، نظرات الضيق على وجهها جعلته يتساءل: "أنت كويسة؟"

قالت بضيق: "أنت شكلك حلو! حلو أوي!"

ابتسم وقال: "طول عمري شكلي حلو!"

"طيب لما البنت بتبقى حلوة جوزها بينقبها، أنت أعمل فيك إيه؟" قالت بضيق فضحك وقال: "دا بجد؟"

"ندى ودت هدوم ماما في الأوضة التانية! هشوفلك النقاب بتاعها" اتجهت إلى هناك فضرب كفًا بكف، لكنها ظلت هناك لفترة فذهب ليرى ماذا تفعل وجدها تطالع ملابس والدتها وعينيها ممتلئة بالدموع فتنهد بألم نظرت نحوه وقالت: "ما لقيتوش، انزل أنت اتأخرت!"

"حاضر، هكلمك وأنا هناك" ابتسمت فغادر محمد خرجت تمسح عينيها وهي تفكر ماذا تطبخ له في أول تطبخ له؟

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن