اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ؛ كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ؛ كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي أحد المنازل المتوسطة المصرية، كانت تجلس فتاة تنظر لشاب يجلس بالمقابل منها ولكنه لا يبادلها تلك النظرات، بل كان هاتفه في يده، إبهاميه يتحركان بانسيابية على لوحة المفاتيح وبسمة بسيطة على شفتيه، بسمة خافتة وعينين لامعتين وضحات من حين لآخر، ذلك الوجه البريء الجميل لا تراه سوى عند تحدثه مع رهف، رهف حبيبته، التي كبر محمد على حبها، والتي جعلت ابنة خالته تلك لا تظهر له في الصورة.
"محمد بقى! إحنا جايين نقعد معاكم علفكرة!" قالت إيمان بضيق وتذمر فابتسم لها وقال: "حاضر والله هرد على الكام رسالة دول وهقفل"
انتظرته إيمان كثيرًا لينهي ذلك الحوار مع رهف لكنها وجدت هاتفه يرن فقال: "أوبس! معلش هرد وجاي"
تساءلت بغيرة واضحة: "دي رهف صح؟"
أومأ بصمت وكاد يجيب فقاطعته مجددًا بغيرة: "أنت عامل ليها نغمة مختلفة؟ والله؟"
لم يجبها محمد بل أجاب على رهف ودلف غرفته وأغلق الباب خلفه، كادت إيمان تموت من الغضب، وكان رأسها يغلي ويشتعل فنظرت لوالدتها الجالسة مع خالتها وقالت: "ينفع أسبقك وأروح؟؟".
"استني يا إيمان، أنت لسة قعدتي معانا يا بنتي؟" قالت خالتها فقالت إيمان بغضب: "يعني أنت قاعدة معايا؟ ولا ابنك قاعد معايا؟ ابنك بيكلم رهف وأنا ما بقيتش مرتاحة لعلاقتهم دي!"
"يا كمونة يا حبيبتي أنا مش هرضى إن محمد يتجوز غيرك، رهف مين اللي أخليها تتجوز ابني؟ دا بعنيهم الجوز لما تطلع!"
"بجد يا خالتو؟ بس أنا حاسة إن محمد بيحبها!" قالت إيمان بحزن تلتمس أملًا من خالتها التي طمأنتها: "ما تخافيش، محمد مش حاطتها في دماغه أصلًا، بيتسلى بس"
"والله شكلك بيتضحك عليك، دا أنا كل أما آجي هنا ألاقيهم بيتكلموا" همست إيمان لنفسها ثم نظرت نحو باب غرفته ووقفت وقالت لخالتها: "فيه ماية في التلاجة؟"
"آه هتلاقي في الرف اللي تحت خالص" ثم تابعت الحديث مع والدة إيمان فوقفت إيمان تنظر لباب محمد ووضعت أذنها عليه تستمع لضحكه بخفة وكاد قلبها يخرج من مكانه عندما استمعت له يقول: "رهوفة والله أنت مكبرة الموضوع، عادي بنت خالتي وما فيهاش حاجة لما أقعد معاها! وبعدين هو عشان هقفل معاك عشان أقعد معاهم يبقى بفضلها عليك؟ دا واجبي دول جايين يزورونا، وماما قاعدة مع خالتو هقعد معاها عشان ما تزعلش"
أنت تقرأ
لتسكنوا إليها.
عاطفيةقصة لابنتي إحدى العائلات البسيطة بقرية ريفية بسيطة تقع بجوار المنصورة. قصة ندى، الشابة الإنطوائية الخجولة مع خطيبها الذي يختلف عنها. وشقيقتها رهف، التي تخطت الحدود المرسومة حولها وعنادها وإصرارها على أي شيء تريده، وقصتها مع أحد زملائها بالمدرسة الثا...