خرج أحمد من حجرته في الفندق ليصل لحجرة ندى، وجد الكوافيرة تصوره وهو يدلف الحجرة، وأسماء ورهف وياسمين وسها في الخلف يزغردون، وندى تعطيه ظهرها، لم يكن مصدق أن الآن سيأخذ عروسه وتزف له ويشهران زواجهما ثم يقضيان باقي حياتهما سويًا! لم يكن مصدق أنه يتزوج ندى، التي اختارها بعقله وقلبه وروحه وجميع كيانه، يتذكر أول مرة رآها في خطبة أسماء ويوسف، كانت تصفق فقط، لم ترقص كالفتيات، لم تلطخ وجهها، ولا يدري كيف لم يركز معها من يومها!
يتذكر إحساسه الذي أخبره أنه سيتزوجها عندما رآها للمرة الثانية، ثم الرؤية الشرعية، وتجهيزاتهما للمنزل واختيارهما للأثاث سويًا، لا يصدق أن كل ذلك مر!
لمس كتفها لتستدير له ببسمة خجولة ليرتاح باله قليلًا لأنها لم تضع كمًا هائلًا من الزينة، هو ليس راض تمام الرضا لكن أفضل من وضعها لمكياچ يجعلها أحلى في عيون الرجال
"إيه الحلاوة دي" همس فقالت بخجل: "شكلي حلو؟"
"قمر'' همس وقبل كفها وأعطاها باقة الزهور ثم عانقها بحرارة، يستعيد ذكريات العامين الماضيين المليئين بالصعاب.
بينما كانت ندى تشعر بسعادة غامرة، تشعر بالحب، والأمان، حامدة الله أنه اختار لها ذلك الزوج الحنون، اللين، طيب القلب، مرتاحة أنها ستكمل باقي عمرها معه، ليقطع تلك اللحظات صوت سها: "عيط يا أحمد"
ابتعد عن ندى يستوعب ما قيل فقالت بإصرار: "خليك رومانسي وعيط"
ضحكت ندى وقالت: "عيط"
"أعيط إزاي؟" مزح فقالت ندى بدلال: "والله؟ المفروض دي مشاعر فياضة جواك، عيط يا أحمد بجد"
لكنه ضحك وقال: "ندى أنت مأخرانا أصلًا"
ثم أشار للكاميرا التي تصور بها الكوافيرة وغادرا الغرفة وتبعهم أصدقاء ندى حتى نزلوا لحديقة الفندق المطلة على البحر ليلتقطوا بعض الصور والڤيديوهات سويًا.
أتت سامية مع سمير في سيارة سمير وخلفهم سارة وزوجها والتقطوا معهم الصور أيضًا، وكانت أسماء تقف مع ياسمين يلتقطان صورًا بمفردهما في إحدى الجوانب لكن فجأة اقترب منهم يوسف متسللًا بدون أن يراه أحد
"أسماء، ممكن أتكلم معاك" قال بتوتر فنظرت له ياسمين ترفع أحد حاجبيها وقالت: "امشي من هنا يا يوسف"
"أنا بكلم أسماء" قال بغضب وأسماء تقف لا تدري ماذا تفعل؟ بداخلها حنين للذكريات، وعقلها يذكرها بالفترة المأساوية التي قضتها بسببه، لسبب تافه، لسبب تافه جعل من تلك المشكلة انفصال وتعب قلبها! ماذا تفعل؟
"وأنا برد عليك وبقولك ابعد عنها، ما كفاكش اللي عملته فيها؟" قالت بغضب وبدأ صوتها يرتفع مما زاد من قلق يوسف، يخشى أن يسمعه مراد ويبرحه ضربًا كذلك اليوم الذي علم فيه أنهما مرتبطين بالسر.
أنت تقرأ
لتسكنوا إليها.
Romanceقصة لابنتي إحدى العائلات البسيطة بقرية ريفية بسيطة تقع بجوار المنصورة. قصة ندى، الشابة الإنطوائية الخجولة مع خطيبها الذي يختلف عنها. وشقيقتها رهف، التي تخطت الحدود المرسومة حولها وعنادها وإصرارها على أي شيء تريده، وقصتها مع أحد زملائها بالمدرسة الثا...