مرت لحظات صامتة، الاثنان في وضع ثابت، رهف كفها على فمها، والآخر لازال وجهه في الناحية الأخرى أثر الصفعة، ابتلعت لعابها بتوتر وهمست: "أنا آسفة"
طالعها بنظرة لأول مرة تراها في حياتها منه! شعرت بالرعب، ابتعدت عنه بخوف وقالت: "والله غصب عني لقيت إيدي اترفعت، ما كنتش أقصد، وأنا قلتلك لأ يا محمد، أنت اللي كنت مصر"
"أقسم بالله هعلمك الأدب يا رهف وهتتربي من أول وجديد، أقسم بالله الحركة دي لو كانت اتعملت قبل ساعتين ما كنت هعرفك تاني" قال وحمل هاتفه وكاد يخرج لكنها أمسكت ذراعيه وقالت بأسف ورجاء: "محمد عشان خاطري ما تزعلش مني، النهاردة كتب كتابنا، يوم مش هيتكرر، ما تمشيش"
دفعها بعنف فسقطت وقال بعصبية: "ما تقربيش تاني"
وقفت وقالت بألم: "علفكرة وجعتني"
خرج وأغلق الباب خلفه بعصبية واتجه للخروج فوجد أحمد في الصالة فقال بتعجب: "رايح فين كدا؟"
"في ستين داهية تاخدني" قال بغضب وخرج فتبعه أحمد وقال: "فيه إيه يا محمد!"
لم يرد محمد فطرق أحمد الباب على رهف فوضعت حجابًا وفتحت كانت تبكي!
"مالكم؟"
"ما فيش" قالت ببكاء وجلست على الفراش تكمل بكاءها فذهب لندى: "ندى، رهف ومحمد اتخانقوا وهو مشي"
فتحت عينيها وقالت: "إيه اللي حصل؟"
"مش عارف، صوتهم علي فجأة وبعدين هو خرج، سألتهم في إيه ما حدش رد"
مدت يدها نحوه ليساعدها لتقوم وقالت: "هشوف فيه إيه"
ساعدها فذهبت لرهف وأغلقت الباب كانت رهف متكورة في جلستها وتبكي بانهيار، سيطلقها؟ ماذا كان يعني بتهديده؟
"فيه إيه يا رهف؟" تساءلت ندى بعد أن جلست بجوارها فظلت رهف تبكي ولم ترد فقلقت ندى وتساءلت: "اتخانقتم ليه يا رهف؟"
رهف لم تجب!
"رهف!" تابعت ندى بقلق فقالت رهف ببكاء: "ضربته بالقلم"
"ليه عمل إيه؟" تساءلت ندى بصدمة فقالت رهف: "ما لحقش يعمل"
بدأت الشكوك تملأ رأس ندى وتساءلت: "يعمل إيه؟ حاول يقرب منك؟"
نظرت لها رهف ببكاء فنظرت لها ندى بهلع وتساءلت: "حاول يقرب منك يا رهف؟"
"ما أنا ضربته قبل ما يقرب!" قالت وهي تمسح دموعها فقالت ندى بصدمة: "السافل اللي ما اترباش!"
"يعني أنا مش غلطانة؟" تساءلت رهف فقالت ندى بغضب: "لأ طبعًا، ما ندهتيش على حد ليه ييجي يعلمه الأدب! أنت عارفة لو محمود عرف هيعمل فيه إيه؟ والله هينزل له مخصوص"
"لأ بلاش محمود، هي خناقة وهتتحل" قالت رهف ثم قالت ببكاء: "قلتله يا محمد لأ، آخرك حضن، هو كان مصر وكإنه حق مكتسب! حاولت أبعده كذا مرة بالعقل هو اللي مصمم، يستاهل بقى"
أنت تقرأ
لتسكنوا إليها.
Romanceقصة لابنتي إحدى العائلات البسيطة بقرية ريفية بسيطة تقع بجوار المنصورة. قصة ندى، الشابة الإنطوائية الخجولة مع خطيبها الذي يختلف عنها. وشقيقتها رهف، التي تخطت الحدود المرسومة حولها وعنادها وإصرارها على أي شيء تريده، وقصتها مع أحد زملائها بالمدرسة الثا...