31- مجروح.

97 19 0
                                    

كان أيمن في غرفته، يقلب في صفحة سها الشخصية، ينتظرها أن تصالحه، فهما منذ عدة أسابيع لم يتحدثا وهو قد اشتاق لها! إلى متى يدوم الخصام؟

قرع جرس الباب وكان يعلم أن أسرته بالكامل نائمة فتولى مهمة فتح الباب فوجد محمد يقف أمامه ومنظره لا يبشر بالخير، يبدو على ملامحه الصدمة، وصدره يعلو ويهبط بأنفاس غير منتظمة فتساءل أيمن بقلق: "فيه إيه؟"

"ننزل؟" قال محمد بنبرة متحشرجة فقال أيمن برفض: "تعال اقعد معايا جوا، مكسل أغير وأخرج"

أخذ محمد شهيقًا عميقًا ودلف خلفه إلى غرفة أيمن فقال أيمن بعد أن جلسا على السرير: "إيه اللي حصل بقى؟ مالك؟"

ابتلع محمد لعابه وقال بهدوء: "اتفقنا إني هخطبها، وامبارح كلمت أمي واتخانقت معاها وقلتلها إن رأيها مش مهم، عشان رهف، ورحت لعمي عشان يكلم محمود عشان محمود لما يلاقيني أنا اللي بكلمه ما يحسش إنه لعب عيال، وكنا مبسوطين وفرحانين، ما كانش معايا داتا، اتأخرت برا شوية وبعدين رحت البيت ولما النت وصل، لقيتها بعتالي.. بتقولي مش عاوزة تكمل معايا! وعملت بلوك من كل حتة!"

كان ينتظر التهوين من أيمن لكن أيمن قهقه بصوت عالي وقال: "سابتك؟ قلتلك هتسيبك ما سمعتش كلامي، يا متساب"

ثم أكمل ضحكه ومحمد لازال في حالة الصدمة التي هو بها، يراقب أيمن يضحك على أحزانه ولا يدري في أي واد أصبح! هو لا يشعر بنفسه، لقد كان منذ ساعة أسعد الناس! والآن؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟

"أقسم بالله بتتسلى بيك، دي عدت جحود الرجالة اللي بتتسلى بالبنات، يا عيني عليك يا محمد، بس والله تستاهل، عشان أنت مهزق ورجعتلها" قال أيمن فقال محمد بعد أن أخرج الكلام بصعوبة: "طب ليه؟ أنا ما أتحبش مثلًا؟ إيه اللي يخليها تسيبني؟"

"ما عندكش كرامة، تستاهل" قال أيمن ببسمة وشماتة لكنه انتفض من مكانه حينما وجد محمد يخبئ عينيه بذراعه وينتحب فأسرع نحوه بهلع وقال: "محمد.."

لم يكن يدري كيف يهون! كان محمد يضع يده على صدره لأن قلبه يؤلمه بشدة، ظل أيمن يربت على كتفه ويقول: "يا عم بهزر والله، بالله عليك يا محمد خلاص والله هي ما تستاهل تزعل نفسك عشانها"

رن هاتف محمد فأبعد ذراعه ومسح عينيه كان أيمن قد رفع الهاتف ونظر به ليجد الاسم: "البت بتاعة أيمن"

ابتسم على الاسم وقال بهدوء: "سها"

أخذ منه الهاتف وفتح المكالمة فقالت سها باندفاع: "محمد أنا عارفة إنك أكيد متضايق من رهف الغبية، هي والله غبية أنا عارفة ما تزعلش منها.. اللي حصل.."

قاطعها محمد بصرامة: "تبريرات مش عاوز يا سها، ما أنا سايبها وكنا كويسين! اتخانقت معاها في الحلم مثلًا؟ دي بتتلكك أقسم بالله عشان تسيبني"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن