كانت ندى تجلس على فراشها منغمسة في أفكارها مساء الخميس بعد أن خلد طفليها زين وهمسة التوأم للنوم، ربت أحمد على كتفها وهمس: "فكري بصوت عالي"
صمتت برهة لا تدري من أين تبدأ! تشعر وكأن قلبها سيخرج من مكانه، نظرت نحوه وقالت: "رهف صعبانة عليا أوي يا أحمد"
تنهد بحزن فأكملت: "أنا مش قادرة أحط نفسي مكانها، حاليًا رهف هتكمل حياتها إزاي؟ هتيجي تعيش معانا هنا؟ لا أنت هترتاح ولا هي هترتاح، ولا هتعرف تركز من دوشة العيال ونواحهم؟ هتسافر مع محمود؟ هتكون مرتاحة؟ هتقدر تتأقلم هناك؟ طب وحياتها اللي هنا! وثانويتها! والليلة الكبيرة دي!! أنا لما بتعب بشتكيلك أنت بتسمعني، وبكون مرتاحة معاك، رهف راحتها هتكون مع مين؟ لا هي متعودة على محمود ولا كانت بتتكلم معاه غير كل فين وفين! هتقدر تقعد وتفضفض معاه؟ هي لسة صغيرة على كل دا، أنا والله مش بعترض على قدر ربنا، بس هي صعبانة عليا أوي"
تنهد بحزن فأكملت بألم: "طيب نفترض إنها عاشت معانا أو مع محمود! أنت متخيل إنها ممكن ما تاكلش أصلًا عشان ما تحسش إنها تقيلة على حد! طيب هي حاسة بإيه دلوقتي؟ أنا هروحلهم بكرا ونتكلم معاهم، هتعيش معانا يا أحمد ولا هتتضايق؟"
ابتسم وقال: "لأ طبعًا، عيب تقولي كدا، رهف أختك وأختي الصغيرة، بيتنا مفتوح ليها في أي وقت"
"طيب، أنا هبقى مراقباها وهوفرلها الجو المناسب، إحنا ما نعرفش ديما، وهي مش واخدة على محمود، ورهف واخدة عليا أنا وأنت، هتبقى هنا أحسن من هناك، على الأقل مش هتبتدي تبني حياة جديدة هناك"
"أيوة هاتيها هي كانت بتحب تيجي تبات معاك، وأنا كدا كدا مش بكون موجود غير يومين في الأسبوع، هتعرف تاخد راحتها هنا إن شاء الله، ومالهاش دعوة بقى بأمي أو أبويا، هنسيبلها أوضة الأطفال تذاكر فيها"
"أيوة، وابقى قول لها أنت كمان عشان ما تتحرجش وتيجي"
"حاضر" قال بهدوء فأخذت نفسًا عميقًا وقالت: "مش قادرة أصدق إن خلاص مش هنشوفهم تاني، أنا لسة مش قادرة أستوعب إن ماما خلاص.. لكن إنهم الاتنين يروحوا؟"
"ولنبلونهم بشيء من الجوع والخوف ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين" قال بهدوء فبكت وقالت: "بس نقص الأنفس صعب أوي يا أحمد، بلاء صعب أوي"
لم يدرِ ماذا يقول لكنه عانقها وظل يربت عليها وهي تبكي.
كان أيمن يلعب كرة القدم مساء الخميس، وبالتحديد اليوم الذي ظهرت فيه نتيجة الصف الثالث الثانوي، تشاجر مع سها اليوم مجددًا، شجاراتهما لا تنتهي، وشجار اليوم كان بسبب مسعد الذي التقطت معه صورة لم تعجبه، حيث كانا قريبين من بعضهما بشدة، وعندما صرخ فيها بدافع الغيرة أخبرته أنها لم تعد تطيقه لا هو ولا تحكماته تلك.
ولأنه معتاد على الشجار معها لم يهتم هذا اليوم، وكالعادة كانت تتصل عشرات المرات لتصالحه، لكنه كان يلعب ولم يسمعها.
أنت تقرأ
لتسكنوا إليها.
Romanceقصة لابنتي إحدى العائلات البسيطة بقرية ريفية بسيطة تقع بجوار المنصورة. قصة ندى، الشابة الإنطوائية الخجولة مع خطيبها الذي يختلف عنها. وشقيقتها رهف، التي تخطت الحدود المرسومة حولها وعنادها وإصرارها على أي شيء تريده، وقصتها مع أحد زملائها بالمدرسة الثا...