27- نتيجة الثانوية العامة.

138 23 3
                                    


صاحيين؟

..
التفت نحوها فقالت بهدوء: "أنا بحبك بجد، لولا كدا ما كنتش هتلاقيني موجودة هنا، اقعد نتكلم يا محمد وأنا هتقبل كل اللي تقوله"

جلس مجددًا ثم تساءل بعدم فهم: "لما أنت بتحبيني رفضتيني ليه؟ بعدتي ليه يا رهف! أنا كنت مستعد أقف قدام أي حد وقدام الظروف عشانك، عشان أكون معاك وما نبعدش، لقيتك بتتكلمي عني كإني بني آدم قذر، مصاحبك وبستغلك، أنا إمتى استغليتك يا رهف؟ إمتى كان تفكيري مريض من ناحيتك؟"

"مش عارفة، بس محمود قالي إن ما فيش واحد بيصاحب واحدة إلا وبيفكر فيها بطريقة مش كويسة"

"مش كله يا رهف، أنا كنت عاوزك بالحلال، أنا كنت بس هموت على كلمة منك ما كنتش عاوز أكتر منها، بس جت متأخر، بعد ما مشاعري من ناحيتك راحت" قال بهدوء فنظرت له بعدم تصديق وتساءلت: "يعني إيه راحت؟"

"يعني راحت، ما بقاش فيه مشاعر، أنت استفدتي آخر شوية مشاعر من ناحيتك في نفس اليوم اللي رفضتيني فيه" قال بهدوء فابتلعت لعابها وقالت بجمود: "خلاص، كلامنا كدا ما لوش لازمة، شكرًا إنك جيت، تعبتك معايا، تقدر تروح تشوف وراك إيه"

ظنته لن يقف لكنه بالفعل وقف مغادرًا، وما إن خرج من باب المقهى حتى انفجرت باكية بحرقة، غير مصدقة أنها خسرته للأبد! ماذا تعني جملة (مشاعري راحت!) يعني أنه لا يحبها؟ لا يريدها في حياته بعد الآن؟ يريد أنثى غيرها أن تكمل معه حياته؟

لكنها وجدت حقيبته التي يرتديها حول خصره قد نسيها! متى خلعها؟ لكن بالفعل هو تركها متعمدًا حتى لا يقطع آخر وسيلة تواصل بينهما، كما أن فيها مذكراته التي تركها علها تقرأها وتعلم أن كلامه اليوم كان أمرًا من كرامته التي لن تسمح له بالخضوع لرغبتها ومصالحتها بسرعة.

أمسكت الحقيبة واتصلت به تخبره أنه نسيها ليعود قبل أن يغادر لكنه لم يرد، فعادت بها إلى منزل ندى.

دخلت الغرفة ووضعتها لكن كان لديها فضول لتعرف ما بها، ربما محفظته التي تحتوي على صورته مع إيمان التي أخذت مكانها؟

فتحتها ووجدت بها محفظته بالفعل، ومفكرة صغيرة،

اتجهت يدها حول المحفظة تفتش بها لكنها خالية من الصور، تركتها ثم نظرت للمفكرة تقلب بها بعشوائية، حتى آخر صفحة وهذا ما كتب بها:

- لأول مرة أصل لتلك الدرجة من الاضطراب، لم أكن مصدق أن هاتفي يرن بتلك النغمة المميزة مجددًا، ولم أكن مصدق أني استمعت لصوتها بعد غياب عام كامل!
أشعر وكأن قلبي سيخرج من مكانه، لقد طلبت مني أن أقابلها! ماذا ستقول لي؟ ستعود نادمة؟ لا أستطيع أن أخمن كيف ستكون ردة فعلي غدًا حين رؤيتها، أتمنى ألا تخونني نفسي وأسحبها في عناق حار وأخبرها عن مدى شوقي لها، وحنيني إليها رغم قسوتها، كأنها لم تمزق قلبي من قبل،
حبيبتي رهف، لا أعلم هل سنقرأ تلك المذكرات سويًا يومًا ما ونحن على فراشنا مع أبنائنا أم ستظل تلك أحلام رسمتها في خيالي، لكن إن تحقق حلمي أريد أن أخبرك أني غير مسئول عما سأفعله بك غدًا لأني لم أتعاف بعد من رفضك لي، إن كنت قد عدت معتذرة فأنا لن أستطيع مسامحتك من مجرد كلمة، ربما أأخذ بثأري منك رغم رفض قلبي، أو ربما بعد أن أصل إلى ملتقانا تخونني قدماي وأعود كي لا أفصح عن مشاعري مجددًا، لكن ما أريد فعله هو ملاقاتك ومعانقتك وإخبارك أنني لم أكن أستطيع العيش بدونك، برغم كل ألم تسببت فيه.

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن