48- خائن.

126 21 1
                                    


كان أيمن مع هنا في غرفتهما، هو يتصفح هاتفه وهي جالسة تحاول البحث عن موضوع لفتحه!

"أيمن، بفكر أصبغ شعري!" قالت فجأة فنظر لها بتعجب وقال: "ليه؟"

"تغيير! رأيك إيه؟" تساءلت ببسمة فقال بهدوء وهو ينظر لهاتفه: "براحتك، بس أنا شايف بلاش تغيري حاجة"

"براحتي إيه أنا بعمل كدا عشانك!" قالت بهدوء ثم تساءلت ببسمة: "إيه أكتر لون شعر بتحبه؟"

"الأورنچ" قال بهدوء ولم يرفع عينيه من على الهاتف فابتلعت الغصة بألم، إنه لون شعر سها! هل لازال يفكر بها؟

"أصبغه أورنچ؟" تساءلت بهدوء فقال برفض: "خليك على طبيعتك ما تغيريش حاجة"

أومأت بصمت وأعطته ظهرها لكن الإجابة ضايقتها، أليست هي أجمل فتاة في عينيه؟ أمفهومه عن الجمال يقارن بمواصفات سها؟ إن لم تتركه سها، هل كان سيتزوجها؟ أيمن لا يحبها وكل يوم يؤكد لها هذا ببروده وكلامه.

• • •

كانت سها في شقتها تصرخ بعد أن أتاها الخبر! تصرخ بدون توقف، قلبها يكاد يقف من الألم والصدمة، لا تصدق أنها تسببت في موته! لو كانت تركته لينام لما كان حدث كل هذا، هاتفها لا يتوقف عن الرنين وهي في شقتها تصرخ ولا تستطيع التوقف.

بعد ساعة كان أهله عندها، والدته التي استمعت لشكوى مسعد منها، وأنه ترك لها الشقة لأنها لا تدعه يرتاح وقالت بصراخ: "أنت السبب!! أنت السبب في اللي حصل، هترجعيلي ابني إزاي؟ ردي هترجعيلي ابني إزاي؟؟؟"

لكن سها كانت تبكي، لا تصدق أن زوجها وحبيبها كان عبارة عن أشلاء يجمعونه من على الأرض، قلبها يعتصر ألمًا، تدعو بصمت أن يكون كابوسًا وسينتهي عما قريب، لا تريد أطفال، تريده الآن، تريده سليمًا يقف أمامها ويطل عليها ببسمته الطيبة!

صرخات أهله فيها زادت من ألمها وبكائها، لماذا يهينوها الآن؟ لماذا يشعرونها كأنها قصدت ذلك! هي متألمة أكثر منهم، لقد كانا شخصًا واحدًا، يتشاركان في كل شيء، يتناولان من نفس الصحن، تنام بين أحضانه كل يوم! لماذا لا يقدرون أنه أصبح عائلتها الوحيدة؟ هي لا تذكر أن أمها كلمتها بعد زواجها نهائيًا إلا إذا كان هناك سبب، لم تدخل إلى شقتها سوى في صباحيتها، بينما مسعد كان يزور خاله ويأخذها معه عدة مرات، لقد كانت مستعدة عن الاستغناء عن أي شيء لأجله، لكي تبقى معه! نعم تشاجرا كثيرًا، لكن ظل أقرب إليها من أي أحد!

"العزا يخلص وتلمي حاجتك وما تقعديش في البيت دا تاني! دي شقتي ومكتوبة باسمي! ما لكيش فيها حاجة! سامعة ولا لأ!" صاح بها والده فأومأت ببكاء، وفي اليوم التالي بدأ الناس يأتونها للعزاء، ورهف تحاملت على نفسها وذهبت إليها! ارتمت سها بين أحضانها وظلت تبكي: "ما رضوش يخلوني أشوفه! كنت عاوزة أشوفه بس!"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن