"إزيك يا ياسمين" قال مصطفى ببسمة وهو يدلف غرفة الكشف فضحكت ياسمين وتساءلت: "ياسمين؟ أنت أخدت عليا أوي"
"كدا إحنا حلوين" قال ببسمة وجلس على كرسي الكشف فابتسمت وعدلت الإضاءات وتساءلت: "بقالك أسبوع، إيه الأخبار؟"
"الحمد لله، أمال بيقولوا إن دكاترة الأسنان البنات مش بيبقوا زي الرجالة، ييجوا يجربوا يكشفوا عندك مرة بس" مدح بمزاح فابتسمت وقالت: "شكرًا والله"
"الأول بصي، الضرس الناحية التانية كان مسوس جزء صغير، احشيه النهاردة حشو عادي والتلبيسة نبقى نعملها المرة الجاية للضرس اللي فات"
"خلاص تمام اللي تشوفه"
بدأت تكشف عليه وتعمل على ضرسه، وتتقابل عينيهما من حين لآخر، لكن ياسمين لن تنخدع في مصطفى، هي تعلم كل ماضيه الأسود، وتعلم أنه على غير خلق، دائمًا ما ترى صوره مع مراد التي ينشرها مراد على صفحته الشخصية، وكمعظم الفتيات دخلت على حسابه والحسابات الموجودة بحسابه وعرفت تاريخ حياته.
كان يحاول أن يلعب على مشاعرها كمعظم من عرفهم، لكنها كانت تبتسم بسخرية وتهز رأسها بيأس وتكمل عملها وتخبره ألا يتحدث بفمه هذا الآن.
أخذ الموعد التالي وقال وهو يغادر بصوت مختلف أثر ما في فمه من حشو: "أشوفك المرة الجاية يا ياسو؟"
"ياسو؟" سخرت مجددًا وتمتمت: "امشي يا مصطفى، امشي"
ابتسم وغادر فجلست في مكانها محتارة، هل ستتركه يتسلل إلى داخلها ويحرك أوتارها ثم يجعلها تتعلق به ثم يهجرها؟ هذا طبعه، نعم هي في إحدى الفترات كان يعجبها، ويعجبها اهتمامه بنفسه، ولكن ما لم يعجبها به هو عبثه بمشاعر الفتيات، كما يفعل معها الآن.
فتحت هاتفها فلم يكن غيره سيأتي هذه الفترة، كما قال، يذهبون لأطباء الأسنان الرجال، أما النساء فلا، نادرًا ما يأتي إليها أحد.
وبينما هي تتصفح ظهر اسمه وأنه أرسل لها طلب صداقة، تعجبت بشدة، لكنها دخلت على صفحته الشخصية، أحيانًا تشعر وكأنه ليس من مصر، هو من Egypt، ملابسه المهندمة، شعره، نظراته الواثقة، لا هذا ليس شخص من قريتهم لا.
بالطبع لن تقبل طلب الصداقة، ماذا يحسبها ليرسل لها من الأساس؟ هي ليست مثل الذي يعرفهن، كما أن مراد إن علم سيحزن منها، وهي لا تقدر على حزن مراد.
جلس الأربعة في المطعم ككل جمعة ليبدأ مراد حديثه قائلًا: "أنا عندي خبر"
"وأنا كمان" قال يوسف فابتسم أحمد وقال: "وأنا كمان"
نظروا لمصطفى فقال: "لأ أنا ما عنديش حاجة"
نظر يوسف لمراد بترقب وقال: "قول اللي عندك"
"لأ قول أنت الأول" قال مراد بهدوء فقال أحمد متدخلًا: "لأ أنا اللي هقول الأول، أنا كتب كتابي الخميس"
أنت تقرأ
لتسكنوا إليها.
Romanceقصة لابنتي إحدى العائلات البسيطة بقرية ريفية بسيطة تقع بجوار المنصورة. قصة ندى، الشابة الإنطوائية الخجولة مع خطيبها الذي يختلف عنها. وشقيقتها رهف، التي تخطت الحدود المرسومة حولها وعنادها وإصرارها على أي شيء تريده، وقصتها مع أحد زملائها بالمدرسة الثا...