39- زوج وزوجة.

137 21 1
                                    

فتح أيمن الباب ووجد محمد نائمًا فعلًا كما أخبرته سميرة، وكعادة أغلب الشباب مزاحهم يكون سخيفًا مع بعضهم، جذبه أيمن بعنف من ساقيه حتى وقع من على الفراش فانتفض ليصطدم رأسه بالمكتب، نظر نحو أيمن بأعين مشوشة ثم سبه بلفظ أخجل من كتابته وحك شعره فقال أيمن بقرف: "إيه اللي أنت عامله في شعرك دا!"

"عاجبني، يحرقك يا عم غور من وشي" قال بغضب وهو يحك رأسه فقال أيمن: "قوم يا عريس فيه حد بينام وهو كتب كتابه النهاردة؟"

"أنا، وكل الناس، عاوز أصحى فايق، روّح وما تجيش تاني هنا" قال بغضب فضحك أيمن وأسرع يستلقي على السرير فوجد محمد يلكمه في بطنه ويجذبه من ملابسه ويصيح: "يا عم عاوز أتخمد"

"ما فيش نوم، فوق كتب كتابك النهاردة، والحلْقة دي ما تحلقهاش تاني، تمام؟" قال يسفزه رغم تألمه من اللكمة المفاجئة فقال محمد بغضب: "ياض بطل تناحة، بقولك اطلع برا أوضتي، خلي عندك دم واخرج"

"تسء، شوف هتقدر تقومني إزاي" قال وهو يتمدد مجددًا فقال محمد بغضب وهو يخرج ذاهبًا للحمام: "أبو معرفتك"

كان بعد دقائق يدخل غرفته فوجد جميع أصدقاءه فرمش عدة رمشات وابتسم مرحبًا بجميعهم فقال أيمن: "تصدق إنك حقير"

ضحك محمد وهو يسلم على أحد أصدقاءه وبعدها طرق الباب وظهرت والدته تحمل المشروبات، ونبهت: "ما تعملوش دوشة"

أكد محمد: "ما تخافيش"

وبعد دقائق أخرى كان صوت الأغاني يملأ المنزل، ومحمد وأصدقاءه يرقصون، كان محمد سعيدًا، سعيدًا للغاية، قلبه مملوء بالفرحة، يشعر وكأنه في حلم، ساعات معدودة تفصله عن عقد قرانه على أجمل فتاة،

وننتقل من الأغاني الشعبية إلى الأغاني الهادئة الرومانسية عند رهف وسها، كانت رهف تضع قناع لتنظيف البشرة على وجهها وتأكل الشطيرة وهي تقول: "يعني كدا خلاص كل حاجة جاهزة؟"

"آه، الشقة بتندهن آخر وش، وخلاص، عاوزة أقولك نزلنا نشوف القاعة، وفيه تلات أيام هنختار بينهم، هتجوز خلاص يا رهف"

ابتسمت رهف وتساءلت: "مبسوطة؟"

"مسعد شخص جميل، بيحبني وبيستحملني وبيخاف عليا من الهوا، وكمان هبعد عن أمي وجوزها وحواراتهم، وكدا كدا أنا سقطت ومش عاوزة أكمل في الكلية دي وهو قال براحتك، فأكيد مبسوطة" قالت سها وهي تعقد شعرها كعكة فقالت رهف ببسمة: "ربنا يسعدك يا سها"

"ويسعدك يا رهوفة" قالت ببسمة فطرق الباب ودخلت سامية والدة أحمد تبارك لها، سامية تسكن معهم بنفس المنزل لكن لكل منهم شقته، وتنزل ندى إليها ثلاثة أيام في الأسبوع مساءً، وأحيانًا تنزل رهف معها.

خرجت سامية من الغرفة فقالت سها: "مالها دي؟"

"ما أنت عارفة، طول عمرها بتكلمنا من مناخيرها، فكك، المهم، أكلم محمد ولا الوقتي نايم؟" تساءلت رهف فقالت سها برفض: "هو اللي المفروض أول ما يصحى يكلمك، اغسلي الماسك وتعالي نحط باقي الماسكات"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن