10- تجري الرياح بما لا تشته السفن.

147 24 6
                                    

بعد رؤيتي لصورة زهراء القذرة، أغلقت الهاتف وقلت أحاول استيعاب ما رأيت: "ما فيش"

لكني سمعت إشعارًا آخرًا لأجده تسجيل صوتي ففتحته: "أحمد بالله امسح الصورة، أنا كنت ببعتها لماما أوريها الطقم، عشان خاطري امسحها، أنا جيت أمسحها من عندك ضغطت على الحذف لدي بالغلط"

كانوا ينظرون لي لكني أرسلت رسالة: - مسحتها، واحمدي ربنا إنك ما غلطتيش وبعتيها لحد تاني الله أعلم كان ممكن يعمل بيها إيه

ثم أغلقت الهاتف فتساءل مراد بتعجب: "دي ندى؟"

"واحدة زميلتي في الشغل، بس البنت دي أصلًا من أول ما اشتغلنا وهي غريبة" 

"بعتالك نودز؟ أنت هتصدق إنها بعتتها بالغلط؟" سخر مصطفى فقلت بهدوء: "مش هسيء الظن في حد، ربنا يهديها" 

صمتنا فقال مصطفى ببسمة: "رايح بكرة لدكتورة الأسنان، أو مرة أحب دكاترة الأسنان كدا" 

نظر له مراد بتعجب وتساءل: "بتروح لمين؟ أنا بنت خالتي دكتورة أسنان، لتكون هي!"

"هي يا اسطا، هي القمر بنت خالتك.... آه" قال مصطفى متأوها بألم وضحك بعد أن ضربه مراد بعنف وجذبه من ملابسه: "ما تحترم نفسك يالا"

لكن مصطفى أكمل مزاحه: "يا عم أنا مش عارف دي بنت خالتك إزاي، أنت كتلة من السماجة وهي كتلة من الحلاوة والله"

شعرت أن المكان سينقلب بحرب لأن مراد لن يستطيع البوح بأي شيء فقلت بتدخل: "احترم نفسك يا مصطفى واعمل حساب إن دا ابن خالتها!"

"عاجباني يا اسطا، ما تخافش لو حسيت إن عندها قبول من ناحيتي هتقدملها، هبطل عك بقى وهخطب زيكم" قال مصطفى يحاول إفلات قبضة مراد لكن مراد تركه وتقابلت عيني بعينيه فقال مراد بهدوء: "مش شبهك"

"لأ شبهي، هزرنا سوا، وكانت لطيفة" قال مصطفى بثقة فصمت مراد لا يعلم بأي شيء يرفضه مجددًا!

"ولا فيه حد في حياتها؟" تساءل مصطفى بتعجب فقال مراد برفض: "لأ ما فيش"

"هتتوسطلي يا اسطا" قال مصطفى بمزاح فقال مراد مغيرًا الموضوع: "أنا هسيبكم وهمشي عشان العريس وعيلته جايين كمان شوية"

"عريس مين؟" جحظت عيني يوسف فقال مراد بهدوء: "عريس لأسماء"

شعرت وكأن الليلة ستكون نكدًا علينا جميعًا فقال يوسف بثبات: "آه تمام، ربنا يسعدها"

"هيسعدها إن شاء الله" قال مراد بتأكيد ثم نظر في ساعة هاتفه وغادر، نظر مصطفى لي برهة وتساءل: "هو ماله قلب كداليه لما جبت سيرتها!"

تدخل يوسف: "تقريبًا كان متقدملها ورفضته" 

من أين علم! مراد لم يخبر أحدًا سواي! حتى لم يخبر عائلته! 

"أنت بتهزر صح؟" تساءل مصطفى بصدمة فقال يوسف: "مش متأكد، كانت أسماء من سنتين بتقول إنها حاسة إن بينهم حاجة، وبعدها يعني كانت قالتلي إنهم قطعوا كلام مع بعض، وكانت سمعته بيكلم حد في الموبايل وبيقوله، كانت وقتها بتقول مش متأكدة إن كانت سمعت صح، بس هي الدكتورة دي ياسمين صح؟"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن