6- أول شجار.

182 22 9
                                    

كنت أتجهز أنا وندى فأحمد أراد أن يأخذها لشراء بعض الأساسيات، وبالطبع أخذوني كمحرم فوالدي مشغول وأمي كذلك لم أكن أريد الذهاب، فموضوع ذلك الحقير لم ينته! سها حلقة الوصل بيني وبين أيمن ومحمد، خاصة أن الموضوع تشابك بعد تهديده لي بالاغتصاب، لم أكن أعلم معنى الاغتصاب لكني أعلم أنه شيء سيء سيجلب لأهلي العار، لم أخبر أحدًا فوالدتي جبانة، ستقسم علي عدم الخروج، ووالدي يراها تفاهات من أطفال، وندى ترى نفس وجهة نظر والدي، حتى أنني أخبرتها بأني سأخبر أخي محمود شقيق ندى التوأم رفضت وأخبرتني أنه مسافر فماذا سيفعل؟

نزلت بعد توصيات أمي المتكررة، علي أن أراقب أحمد، وألا أدع له المجال لمغازلة ندى، لكن في الحقيقة أنا أريده أن يتغزل بها! أعلم أنه حرام لكن تعودت على سماع مثل هذه القصص من أصدقائي! لكن ندى لن تدع له المجال من الأساس.

جلست بالمقعد الخلفي وندى وأحمد بالأمام، يقود السيارة ويعلمها وهي تراقبه: "عشان لما نتجوز تتعودي، وبعد كتب الكتاب إن شاء الله أبقى أعلمك عملي"

"وتعلمني" تدخلت في الحوار فابتسم وقال: "جوزك يبقى يعلمك"

"مش هتجوز" قلت ببسمة فضحك بسخرية وقال: "كلنا كنا بنقول كدا"

ابتسمت ندى وتساءلت: "بجد؟ كنت بتقول كدا؟"

"ما كنتش بطيق البنات، لا مؤاخذة كنت شايفكم متدلعين زيادة، بالذات سارة كانت متدلعة جامد من بابا، كان بيعطيني مصرف في الشهر خمسين جنيه وبيعطيها تلتمية! بأي عدل وأي حق يعني؟"

ابتسمت ندى وقالت متعجبة: "بتغير من أختك؟"

"طب ما كانش ليا حق أغير؟ بتاخد قدي ست مرات" تابع ببسمة فقلت: "ما أنتم كنتم بتنزلوا تشتغلوا في الأجازة وتاخدوا فلوس كتير"

"من عرق جبيننا، تعبنا عشان نجيبه، إنما أنتم لأ" قال بسخرية على مقارنتي فقلت ببسمة: "هتجيب لندى عربية بعد الجواز؟"

"أخلص قسط دي بس وعينيا، أعطيها عينيا والله" قال ببسمة وهو ينظر لندى التي خجلت فقلت بمشاكسة وصوت عالي: "حاسب"

نظر للأمام برعب ثم تنهد بضيق فالطريق خال من السيارات، نظر لي عبر المرآة وقال: "هو دا وقته يا رهف؟"

"بهزر معاك يا أبو حميد" قلت ببراءة فرمقني بقرف، بينما ضحكت ندى وقالت: "أنت مأجر ولا بتعمل إيه في القاهرة؟"

"مأجر أيوة، بس عمارة تبع الشغل" قال ببسمة فقالت ندى: "يعني ممكن أبقى آجي معاك فيها؟"

"مش هينفع للأسف، مانعين" قال بأسف فتدخلت قائلة: "أنتِ هنا وهي هناك"

نظر لي عبر المرآة بضيق بينما استفهمت ندى: "مش فاهمة؟"

"ضرتك! هيتجوزك هنا وهيتجوزها هناك" قلت ببسمة مستفزة لأحمد فقال بنفاذ صبر: "سكتيها يا ندى"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن