41- ممتنة لكل شيء.

135 21 8
                                    

طرقت رهف الباب ففتحت سميرة الباب وتفاجئت برهف التي قالت بخجل: "محمد موجود؟"

"أيوة" قالت ثم فتحت الباب وقالت: "تعالي"

دلفت رهف بحرج وجلست فقالت سميرة: "هندهله"

"ممكن أدخل له أنا؟" طلبت رهف بحرج شديد فصمتت سميرة وقالت بعد برهة: "ادخلي"

راقبتها سميرة تقف وتخلع عبائتها وحجابها وتفك ربطة الشعر وتمشطه بفرشاة أخرجتها من حقيبتها وبعدها أخرجت ملون شفاه، مورد خدود، وماسكارا ونظرت لسميرة وتساءلت بخجل: "شكلي حلو؟"

أومأت سميرة بهدوء فاتجهت رهف نحو غرفته وطرقت الباب عدة مرات ولم يجب فقالت سميرة: "بيذاكر، خبطي جامد"

طرقت مجددًا حتى قال محمد: "أيوة"

فتحت رهف الباب ووقفت تطالعه يعطي ظهره للباب وهو جالس على مكتبه، أغلقت الباب خلفها بهدوء واقتربت ثم وضعت كفها على كتفه وقبلت خده التي سبق وصفعته فانتفض ثم وجدها رهف فتنهد بضيق وهو يضع كفه على قلبه الذي فزع، لم يسمع صوت فتح الباب ولا حركتها لأنه يضع سماعته في أذنه ويسمع المحاضرة، ظنها والدته تأخذ شيئًا وستخرج.

"فيه إيه؟" قالت بضيق فتنهد وقال: "فيه حد يدخل على حد كدا يا رهف خضيتيني!"

"ما أنا خبطت!"

"ما أنا أعرف منين إنها أنت! فكرتها ماما جاية تاخد الغسيل" قال فابتسمت له وقالت: "وحشتني"

نظر لها بهدوء وقال: "يعني إيه وحشتك؟"

"يعني وحشتني" قالت بهدوء فتساءل: "يعني هتبطلي تضايقيني؟ هتعملي اللي أنا عاوزاه؟"

"هبطل أضايقك، وهعمل اللي أنت عاوزه!"

"أنت كل مرة يا رهف بتستغلي إني بصالحك بسرعة وما بيبقاش عندك أدنى مشكلة إنك تضايقيني، بتضحكي عليا بكلمتين كل مرة وخلاص"

وضعت كفها تحت ذقنه وهمست: "يا رب أموت لو أنا فعلًا أقصد أضايقك، مش بيبقى قصدي، أنا عارفة إني شخصية غريبة وما اتفهمش وفيه تصرفات غير عقلانية بعملها من غير ما أفكر، بس أنا مش ببقى قصدي بيها أي حاجة، بيبقى سلوك جه فجأة مني، حركة لا إرادية"

"صح، زي إنك تبعتيلي مش عاوزة أكمل معاك وتعمليلي بلوك من غير ما تقولي السبب، ترفضيني وأنت بتحبيني، وتلطشيني بالقلم لما أقرب!" قال بهدوء فقالت بحزن: "محمد بجد أنا آسفة!"

"أسفك هيعمل إيه يا رهف أنت ما بتتغيريش!" قال بضيق فتنهدت وقالت: "آخر فرصة"

"هي حرفيًا آخر فرصة، مش بهزر والله" قال بنبرة ثابتة فقالت ببسمة: "خلاص بقى، بوست خدك اللي ضربته، أنا آسفة"

"على فكرة كان التاني" قال بهدوء ومكر فتذكرت أنه فعلًا كان الآخر وهي هيء لها أنه هو لأنه كان يوليها ظهره فابتسمت ووقفت على أصابعها وطبعت قبلة على خده الآخر وقالت: "خلاص؟ لما أبعتلك هترد؟"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن