15- ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير؟

128 20 0
                                    


هل تظنون أن بعدها الأمور تحسنت وعاد أحمد لحياته؟ يؤسفني قول لا، وليس وحده من بات على فراش المشفى، فندى أصبحت كثيرة الإغماء، ضعيفة البنية، باتت أحد الأيام في المشفى، ثم نقلوها إلى منزلها وركبوا لها المحاليل التي أصبحت تعيش عليها بدون غذاء.

ولسوء حظها أنه فتح عينيه مرة وهي في منزلها لا تستطيع الحراك

[أحمد أنت بتتحسن بجد!! أنا مش مصدقة إنك أخيرًا فقت!]

كان أحمد في فراشه، وبجواره ندى على كرسي بالمحلول في يدها، وحماتها وسارة بجوارهم، رأت يده تتحرك، لكن لم تكن واحدة!! كانتا كلتا يديه!! يتحركان على الفراش وهذه المرة بسرعة ملحوظة، ثم رفعها ووضعها فوق رأسه فأسرعت سارة تنادي الطبيب،

جلست ندى على طرف الفراش، كان يضع يديه بألم على رأسه، ثم ببطء فتح عينيه ونظر نحوها بألم، بدأت عينيه تجول في المكان، وندى عينيها متسعتين من الصدمة، نظر نحو والدته وتمتم بصوت متقطع ومبحوح: "أنا فين؟"

"في المستشفى" قالت بملامح مصدومة، أحمد أفاق! أحمد أفاق!

كانت ندى تنتظر منه أن ينظر لها، لكن أتت سارة وخلفها ممرضة وطبيب، نظر أحمد نحوها وكاد يتكلم لكنه وضع يده على رأسه بألم، فابتعدت ندى وبدأ الطبيب يفحص دماغه.

وبعد أن انتهى الطبيب ظل أحمد بدون حراك، ينظر أمامه بألم، تمتم لسارة بألم: "جيتي؟"

بدأت سارة تحمد الله وتتحدث معه، وندى تنتظر منه عبارة! أي شيء! لكنه لم يكلمها حتى!

"أحمد" نظر نحوها فتمتمت بخجل: "وحشتني!"

نظر لها بتعجب ثم أغمض عينيه بألم ولم يستيقظ يومها ثانية

في اليوم التالي ذهبت أيضًا لكنها فوجئت بمراد ومصطفى ويوسف يجلسون معه ويضحكون معه فكادت تعود لولا مراد: "استني يا ندى، إحنا هنمشي دلوقتي أصلًا"

جلست في ركن في الحجرة ثم انتظرت إلى أن غادروا فجلست على طرف فراشه ومسحت على شعره وقالت: "وحشتني أوي!"

ظل يطالعها برهة يحاول جعل دماغه تستوعب كل ما يدور حوله، يتذكر رسائلها التي قرأها، ثم قال بصوت مبحوح: "كنتي بتيجي ليا كل يوم؟"

"أيوة" قالت بهدوء فقال بامتنان: "شكرًا أوي، أنا قرأت كل الرسايل اللي بعتتيها، ندى، أنا اخترت صح"

ابتسمت بخجل وتابعت المسح على شعره: "عيب تشكرني على واجبي، أنت جوزي، وحبيبي، وصاحبي، قوم أنت بس بالسلامة، وأنا وعد مني إني هبسطك وأعوضك عن كل اللي فات"

"ميعاد فرحنا عدا" قال بحزن فمسحت على شعره مجددًا وقالت: "مش مهم، قوم أنت بالسلامة وفي أقرب وقت نعمله، حتى لو هنتجوز من غير فرح"

"هيبقى آخرتها كدا، لإني مش حابب شكلي المشوه دا" قال بحزن وأبعد نظره عنها فنظرت في عينيه وقالت: "مشوه؟ مين دا اللي مشوه!"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن